رغم أن غداً هو موعد التصويت فى الانتخابات الرئاسية التى
تشهدها مصر إلا أنه من الواضح ان اقباط
مصر لم يتفقوا حتى الآن على مرشح بعينه تتجه بوصلتهم إليه ، فيما أعلنت
بعض الهيئات القبطية عن موقفها الرسمى تجاه مرشحى الرئاسة مثل هيئة الاقباط العامة برئاسة شريف دوس و
التى أعلنت تأييدها لأبو الفتوح ، و منظمة التضامن القبطى التى يرأسها
الباحثان القبطيان مجدى خليل وعادل جندى والتى اعربت عن تأييدها
للفريق أحمد شفيق ، بينما اعلن الناشط القبطى مايكل منير رئيس حزب الحياة
تأييده لعمرو موسى ، واعلن السياسى القبطى
امين اسكندر النائب البرلمانى عن حزب
الكرامة عن تأييده لحمدين صباحى ، واعلن
ائتلاف أقباط مصر مؤخراً دعمه لحمدين صباحى بعد أن التقى العديد من مرشحى الرئاسة على مدار الشهر الماضى
للتعرف على موقفهم من الاقباط وقضاياهم .
ولكن هل تتفق هذه الرؤى السياسية لبعض الهيئات والنخبة من
الشخصيات القبطية مع توجهات الاقباط فى الشارع ؟
فى الحقيقة أن اغلبية الاقباط لا يهمهم معرفة رأى الهيئة العامة
للاقباط أو ائتلاف اقباط مصر فى مرشحى الرئاسة لأنهم ربما يكون لسان حالهم ولا
سمعنا أنه توجد هيئة أو ائتلاف للأقباط
فالاقباط تعودوا ان يعرفوا رأى الكنيسة وتوجهاتها ممثلة فى رجال
الاكليروس ، وحسناً فعلت الكنيسة عندما أعلن نيافة الانبا باخوميوس أن الكنيسة تقف
على مسافة واحدة من مرشحى الرئاسة ، فلاشك أن الاوضاع قد تغيرت كثيراً بعد الثورة
، وأصبح لزاما على الاقباط أن يتخطوا مرحلة " كى جى وان " سياسة ، وأن
يختاروا لأنفسهم دون انتظار التوجهات .
ومن حق الاقباط شأنهم شان اى كتلة تصويتية أن يدققوا فى
حساباتهم جيداً وأن يختاروا الشخص الذى يرونه سيعمل على مصالحم بعد عشرات السنوات
من الظلم والقهر والقتل أيضاً الذى يتعرضون له ، ولكن هل من الضروى أن يجتمع
الاقباط كلهم على مرشح واحد ، وهل هذا ممكناً عملياً على أرض الواقع ؟ أعتقد أن الاجابة بالنفى ، وأن هذا لا يضير
الاقباط فى شئ .
فالاقباط قد استبعدوا تماماً مرشحى التيار الاسلامى ، وأيضاً المرشحين ضعيفى ومنعدمى الشعبية فى الشارع
المصرى ، وباتت أصواتهم منحصرة فى ثلاثة وجوه اثنان منها محسوبان على النظام
السابق وهما أحمد شفيق وعمرو موسى ، والاخر يحسب من النظام الثورى وهو حمدين صباحى
.
و يميل كثير من الاقباط فى الايام الاخيرة وبحسب استطلاعات الرأى
التى نسمعها ونشاهدها ( والتى أيضاً لا نعلم مدى مصداقيتها ) إلى دعم الفريق أحمد
شفيق والذى زادت أسهمه لدى الاقباط فى الفترة الأخيرة ، ويعلل مؤيديه ذلك بكونه
رجلاً جاداً قادراً على التحكم فى زمام الامور ، وقادراً أيضاً عودة الفئران إلى
جحورها ، بينما يرى الكثير من شباب الاقباط فى أحمد شفيق أنه محسوباُ على النظام
السابق ذلك النظام المتهم بأنه كان مشاركاً او شاهداً على دماء شهداء القديسين
وماسبيرو وغيرها من الاحداث ، ويرى هذا الشباب فى
حمدين صباحى الوجه المضئ للثورة ، و نصيراً لفقراء وضعفاء هذا البلد ، وواحداً
منه كما تقول حملته الانتخابية ، أما السيد عمرو موسى فقد جاءت المناظرة التى جرت بينه وبين وأبو الفتوح بفأل سيئ
عليه حيث أظهر كلا منهما عيوب الاخر ، وجاءت نتيجتها فى صالح أى مرشح آخر غيرهما ،
ولكن مازال الكثير من الاقباط باقين على موقفهم الداعم لعمرو موسى .
ولا أحد فى مصر يستطيع أن
يجزم بأنه يعرف من هو رئيس مصر القادم ، إلا ان الظاهرة الصحية هى ما يحدث
فى مصر الآن من مظاهر الديمقراطية التى بدأ الشعب المصرى يمارسها ، ومن خروج
الاقباط من شرنقة الكنيسة السياسية ، ولو أن البعض لا يتصور إلى الآن أن الكنيسة
ستتركه يبدى رأيه دون توجيهات بدليل أن البعض مازال فى انتظار توجه الكنيسة له ولو
فى اليوم السابق للانتخابات ، والبعض يقدم رأيه على أنه رأى الكنيسة وان على ابن
الطاعة تحل البركة .
1 التعليقات:
http://nashville.backpage.com/ComputerServices/cell-phone-doctor-mothers-day-offers/7810780
إرسال تعليق