شكرا يا أقباط مصر، شكرا يا من أحبطتم مخطط الفتنة الإخوانية فى أرض الكنانة، فهذا عهدنا بكم منذ الفتح الإسلامى، طلاب وحدة، حماة وطن، مؤمنون بالتعايش الوحدوى بين أبناء الشعب من دون تفرقة، تتعالون على جراح يتسبب بها جهلة متطرفون حاقدون على الإنسانية، وليس فقط على من يخالفونهم الرأى.
شكرا لك سيادة البابا تواضروس الثاني، فأنت على خطى مار مرقس الذى نشر المسيحية فى مصر منذ 1900 عام، تسير فى طريقه التى عبّدها بالمحبة والوحدة، بمجاورة المسجد والكنيسة على الإيمان بالله الواحد ولهذا معكم نصلى "بحق الإله الواحد الذى نعبده جميعاً من أجل كل مواطن مصرى ليكون درعاً لحماية الوطن من كل إرهاب ومن كل عنف"، كما معكم" نصلى من أجل أن يسود الهدوء والسلام بقاع مصر المحروسة فى يد الله القوى والقادر والذى لا يعسر عليه أمر".
مرة أخرى تتجلى الصورة المصرية الحقيقية بالموقف البابوى الذى فوت على الفتنويين الفرصة فى شق الصف، فالاعتداء على بيوت الله، أيا كانت هويتها هو اعتداء على البشرية جمعاء، ومن يقدم القرابين على مذابح الوطنية برصّ الصفوف، لن يحصد إلا الخير الوفير، وهو خير بشرنا به، أتقياء حملوا رسالة سلام ووطنية صادقة على مر العصور، فكانوا خير حراس لوطنهم.
لقد أدركتم قصد الإرهابيين الإخوانيين من حرق الكنائس فقدمتموها قربانا على مذبح وحدة الوطن، ولم تأخذكم حماسة الانتقام ولا الإحساس بالضعف، بل كنتم ومازلتم أقوياء بوطنكم المحتاج اليوم إلى أصوات الحكمة والعقل التى تجلت فى موقفكم المتنزه عن كل مآرب، غير التشبث بأرض استمدت اسمها منكم، ولم تنزلقوا فى لعبة الأمم التى تريد جماعة الفسق والقتل والتخريب زج مصر بها عبر استدراج تدخلات خارجية تحت يافطة حماية الأقباط والأقليات، لإيمانكم أن الانتماء إلى الوطن لا يحتاج إلى حماية الخارج الساعى إلى تنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه على حساب الدم المصرى.
فى موقفكم التاريخى هذا وضعتم النقاط على الحروف، وأظهرتم للعالم أجمع أن هدف "الإخوان" ليس وحدة أرض الكنانة، ولا استقرار هبة النيل، إنما التقسيم والخراب والدمار، وهو للأسف ما لم تدركه بعض القوى التى لا تزال ترفع لواء الدفاع عن جماعة إرهابية يزدحم تاريخها بالدم والاغتيالات، وحاضرها ملىء بالتآمر والخيانة، ورغم ذلك فان بعض السلطات الغربية والعربية تكيل بعشرات المكاييل، فلا هى تتخذ موقفا أخلاقيا أو سياسيا محقا، ولا رأت ما فعلته أيدى عصابة الكذابين القتلة من قتل وتخريب طوال الأشهر الماضية فى مصر، بل وقفت ضد العالم، المسيحى والمسلم، المؤيد للشعب المصرى فى انتفاضته على حكم مرشد التكفير والإرهاب، فهل حافظت فرنسا على ثوابت ثورتها فى الحرية والعدالة والمساواة، أم كانت بريطانيا فى تحيزها إلى جانب الآتين من كهوف القرون الوسطى تناصر الديمقراطية، أم أن الولايات المتحدة الأميركية المتأرجحة مواقفها كالزئبق رأت ملايين المصريين الرافضين لتلك الظلامية الإرهابية التى حاول "الإخوان" تكريسها، أم كانت قطر تؤيد التضامن والاستقرار حين دعمت وحدها تلك الجماعة؟
وإذا كنا لا نستغرب موقف رجب طيب أردوغان لأنه مجبول بالطينة الإخوانية نفسها، إلا أننا نمقت من يدعون أنهم عالم حر مناصر لحقوق الإنسان الذين غضوا نظرهم عن المجرزة التى ارتكبها ضد التظاهرات المعارضة له فى إسطنبول وأنقرة، واليوم يستنكرون فرض سلطات الدولة الشرعية الأمن وتنفيذ القانون، وتفريق اعتصام بلطجية وإرهابيين عاثوا فى مصر فسادا.
لا تفسير لمواقف تلك الدول غير أنها تسعى إلى تمكين الجماعات الإرهابية من حكم مصر والعالم العربى، تنفيذا للخطة الصهيونية اليهودية القائمة على أساس واحد لا غير، وهو تمزيق العالم العربى إلى دويلات ومعسكرات طائفية ومذهبية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق