عندما يعطي اللصوص الشارع للسيوف.. فلا مكان للوطن.
عندما يأخذ العسعس العرش ويعطوا الشارع للجلاليب .. فلا مكان للمواطن.
شكراً لناصر والسادات ومبارك فقد جرفوا مصر بالعروبة والوهابية.. فأصبحت مصر بلد الأوثان والمعابد.. وثن أبو الهول والمقابر الهرمية والمعابد الصنمية.
عندما تترك السوس ينخر عظام مصر التاريخ .. ويضعها في خانة الصفر.. فلا مكان للمستقبل.
وعندما يتخيل الشباب البريء الطاهر أن المصريين إيد واحدة .. وأن الإخوان لن يسرقوا الثورة ولن يحتكروا السلطة بعد جوع ٨٠ عام.. وأنهم التيار الوحيد المنظم في الميدان .. وأن لا مكان للحالمين بعصر جديد .. "فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد. " - أمل دنقل.
عندما تصبح الأرض خصبة بالجهل والفقر والمرض .. لتصير لقمة مستساغة لآكلي الحضارات.. لمستخدمي التقدم في التأخر.. لمستخدمي التطور في التدهور.. لمستخدمي التكنولوجيا في التفجيرات.. لمستخدمي البناء في الهدم.. لمستخدمي المطلق في النسبي.. حيث الغاية تبرر الوسيلة.
فلا مكان للعقل ولا للعلم ولا للتنوير ولا للفن.. المكان للظلام .. للظلام الدامس.. لتكرار نفس التجربة وانتظار نفس النتائج.
فالغبي لا يتعلم .. الغبي يهوى السقوط.. متكبر إلى حد الفجيعة.. دموي بلا ملل.. يظلم المختلف بضمير متدين ورهاني على الإخوان أنهم سيصنعون كل شيء لصالح الجماعة أولاً .. وبعد ذلك للشعب حيث الفتات الساقط من موائد الجماعة.
وسيظل الوطن وعلم الوطن وآثار الوطن في ظل الهامش .. ينكمشوا .. وسيظل الوجه الآخر العسعس في منطقة أمانه ومصالحه .. بين مد وجزر المصالح والسلطة.
وتظل مفاصل مصر حيث المحليات والداخلية محل نزاع اختراقي وتجنيدي.. ويظل السؤال من سيدفع أكثر يربح المعركة.
فالجميع مسلمون .. والجميع سلفيون .. والجميع جائعون للجاه والسلطة.
والتاريخ كله في منطقتنا حلبة صراع بين الكاب والدقن.
أو ورقة جواز عرفي .. أو ورقة طلاق إلى حين تنتظر بفارغ الصبر لمحلل.
ثالثاً التيار المدني اليساري والليبرالي والعلماني
مترنح ليس له تنظيم حقيقي.. ولا قيادة حقيقية .. ولا كوادر في الشارع .. ولا تمويل وهابي أو قطري .. أو .. أو بعد إزاحتهم من قبل العسس من ناصر والسادات ومبارك.
وطبعا ستكمل الإخوان مسيرة إقصائهم.. وإصابة الكثير منهم بالإحباط أو الهروب الفردي للداخل أو للخارج .. أو في زنزانة المصلحة الأنانية الرخيصة .. ويقبع الشعب المصري خارج المعادلات .. في فقره .. وفي تعليمه المفرغ من العلم .... وفي دفع ضرائب .. في مرضه من ماء ملوث وطعام ملوث وفساد للنخاع
الأقباط .. لنعترف أن بعد سنين من التهميش .. ووضعها في كهف الكنيسة .. الوطن الموازي .. لا يمكن أن نقارنها بالأقلية اليهودية في أمريكا ونضالها من أجل حقوقها.. أو السود كأقلية تعاملت معها الأكثرية البيضاء بعنصرية .. وناضلوا من أجل حقوقهم .
الفرق يظل ناصع البياض.. بين الأقباط وجميع الأقليات العددية في عالم التحرر .. ولكن يظل الرهان على جيل الشباب المولود خارج الكهف .. في براح العولمة المعلوماتية.. ليصنع لاهوت تحرير مصري وشرقي خاص به .. وليس لاهوت اغترابي انعزالي إلى حد البراري.
فلا يمكن أن تزرع أقباط مهجر .. أو وعظ مهجر .. أو لاهوت مهجر .. وتنتظر حصاد في مصر
من يزرع هنا يحصد هنا.. ومن يزرع في سمائه فلينتظر حصاده في سمائه .. وميوجعش دماغنا.. ما يزرعه الإنسان إياه يحصد.. حتى لو كان الزارع من الإخوان المسلمين
أخيراً التاريخ والمنطق والعلم يقولون .. "مجنون من ينتظر نتائج مختلفة وهو يعيد نفس التجربة"
إينشتين
والله الموفق والمستعان ( حسن اسماعيل - الحوار المتمدن )
0 التعليقات:
إرسال تعليق