رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر
إلى السيد الرئيس
لقد أفزعني كثيراً أحد القيادات الحزبية الذي يعترض على وجود قبطي أو امرأه بمؤسسة الرئاسة، وتمنيت أن هذه المقولة لم تصدر عن مسئول عاقل، وإنما هي محاولة للإثارة أو لإهالة التراب، وأتمنى أن يستنكر من نسب إليه هذا التصريح بل ويكذبه حتى لا يتهم بإثارة الفتنة، الذي يعرضه للمساءلة القانونية بل والمحاكمة العلنية. كما أرجو أن يفهم المعترض أو من ادعى عليه بأنه صاحب الاعتراض أن القبطي هو لقب مصري ومشتق من كلمة "مصر" وحتى باللغة الإنجليزية "إيجيبت" تشير إلى ذلك، ولم يقل مصر (Misr)، وما يزيدني قلقاً أن الاعتراض شمل المرأة، وما هو المشترك بين النوعين من البشر، كما يراه المعترض، فالمرأة هي أمه وزوجته وأخته وابنته، وقد تكون المرأة أنجبت ولداً وابنة، وفشل الابن في التعليم وشق عصا الطاعة ومارس العربدة والجريمة حتى قادته أفعاله المشينة إلى قفص الاتهام، ثم زنزانة السجن، وبالتالي حرم من ممارسة الحقوق السياسية، بل والوظيفية، وعلى الجانب الآخر فقد نجحت الابنة أو الشقيقة وأصبحت محامية، وبذلت جهدها لمحاولة الدفاع عن ذلك المجرم الواقف في قفص الاتهام، وربما كان لدفاعها ودموع الأم التي عانت في تربية ذلك الذكر المارق حتى تمنت أنه جاء للحياة بنتاً لا ابناً - كان لجهود المرأة أن خفف القاضي الحكم في عدد سنوات السجن، لعلَ ما فشلت الأسرة في تحقيقه تنجح مصلحة السجون في تقويمه بالفكر وبالزجر.
أما أن يربط من نسب إليه المقولة الفاسدة، فهو يبغي حظر مشاركة المسيحي بما تفعله أمريكا، فإذا عين الرئيس الأمريكي نائباً مسلماً فحينئذٍ يعين رئيس مصر نائباً قبطياً، ناسياً المصدر ـ إن صح ـ أن الفارق كبير، وناسياً أيضاً أن الرئيس الأمريكي ابن لمسلم هو السيد حسين، ولم يعوقه النظام الأمريكي من الترشح لهذا المنصب الرفيع، بل من انتخبه هم غالبية الشعب الأمريكي وليس مسلمو أمريكا، كما نسي - صاحبنا - صاحب الاعتراض المغلوط والمقلوب أنه يحتاج إلى قرن من الزمان ليتخلص من الفكر الضيق والعقل المغلق والعنصرية العصبية الضيقة، كما تخلصت أمريكا من التفرقة بين السود والبيض، وها هو الرئيس الأمريكي وزوجته كلاهما يتمتعان بالبشرة السمراء.
السيد الرئيس أعلم أن قلبك كبير وفكرك أكبر من أن يتأثر بهذه الدعوة الهدامة، التي لا تنم عن إرادة الخير لمصر داخلياً وخارجياً، بل وأدعوك أن لا تقم لهذه الأفكار الهدامة وزناً، بل لا تشغل لها بالاً، فلديك مسئوليات جسام وآمالاً وانتظارات يتطلع إليها جموع المصريين في الداخل والخارج، بل والعالم كله يراقب مسيرتنا، وأطمئنك مطمئنأً نفسي وغيري أن العقلاء كثرة وليس بينهم مثل من نسب إليه هذه المقولة، وإن وجد فإني أرجو له مراجعة نفسه والاعتذار عن هذه السقطة.
وإلى اللقاء في خطابي القادم والله معكم.
لقد أفزعني كثيراً أحد القيادات الحزبية الذي يعترض على وجود قبطي أو امرأه بمؤسسة الرئاسة، وتمنيت أن هذه المقولة لم تصدر عن مسئول عاقل، وإنما هي محاولة للإثارة أو لإهالة التراب، وأتمنى أن يستنكر من نسب إليه هذا التصريح بل ويكذبه حتى لا يتهم بإثارة الفتنة، الذي يعرضه للمساءلة القانونية بل والمحاكمة العلنية. كما أرجو أن يفهم المعترض أو من ادعى عليه بأنه صاحب الاعتراض أن القبطي هو لقب مصري ومشتق من كلمة "مصر" وحتى باللغة الإنجليزية "إيجيبت" تشير إلى ذلك، ولم يقل مصر (Misr)، وما يزيدني قلقاً أن الاعتراض شمل المرأة، وما هو المشترك بين النوعين من البشر، كما يراه المعترض، فالمرأة هي أمه وزوجته وأخته وابنته، وقد تكون المرأة أنجبت ولداً وابنة، وفشل الابن في التعليم وشق عصا الطاعة ومارس العربدة والجريمة حتى قادته أفعاله المشينة إلى قفص الاتهام، ثم زنزانة السجن، وبالتالي حرم من ممارسة الحقوق السياسية، بل والوظيفية، وعلى الجانب الآخر فقد نجحت الابنة أو الشقيقة وأصبحت محامية، وبذلت جهدها لمحاولة الدفاع عن ذلك المجرم الواقف في قفص الاتهام، وربما كان لدفاعها ودموع الأم التي عانت في تربية ذلك الذكر المارق حتى تمنت أنه جاء للحياة بنتاً لا ابناً - كان لجهود المرأة أن خفف القاضي الحكم في عدد سنوات السجن، لعلَ ما فشلت الأسرة في تحقيقه تنجح مصلحة السجون في تقويمه بالفكر وبالزجر.
أما أن يربط من نسب إليه المقولة الفاسدة، فهو يبغي حظر مشاركة المسيحي بما تفعله أمريكا، فإذا عين الرئيس الأمريكي نائباً مسلماً فحينئذٍ يعين رئيس مصر نائباً قبطياً، ناسياً المصدر ـ إن صح ـ أن الفارق كبير، وناسياً أيضاً أن الرئيس الأمريكي ابن لمسلم هو السيد حسين، ولم يعوقه النظام الأمريكي من الترشح لهذا المنصب الرفيع، بل من انتخبه هم غالبية الشعب الأمريكي وليس مسلمو أمريكا، كما نسي - صاحبنا - صاحب الاعتراض المغلوط والمقلوب أنه يحتاج إلى قرن من الزمان ليتخلص من الفكر الضيق والعقل المغلق والعنصرية العصبية الضيقة، كما تخلصت أمريكا من التفرقة بين السود والبيض، وها هو الرئيس الأمريكي وزوجته كلاهما يتمتعان بالبشرة السمراء.
السيد الرئيس أعلم أن قلبك كبير وفكرك أكبر من أن يتأثر بهذه الدعوة الهدامة، التي لا تنم عن إرادة الخير لمصر داخلياً وخارجياً، بل وأدعوك أن لا تقم لهذه الأفكار الهدامة وزناً، بل لا تشغل لها بالاً، فلديك مسئوليات جسام وآمالاً وانتظارات يتطلع إليها جموع المصريين في الداخل والخارج، بل والعالم كله يراقب مسيرتنا، وأطمئنك مطمئنأً نفسي وغيري أن العقلاء كثرة وليس بينهم مثل من نسب إليه هذه المقولة، وإن وجد فإني أرجو له مراجعة نفسه والاعتذار عن هذه السقطة.
وإلى اللقاء في خطابي القادم والله معكم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق