.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

السبت، يونيو 16، 2012

فوزى نجيب يكتب " ما هو السر فى حياة أبونا بيشوى كامل "



لا يوضع سراج تحت المكيال بل يوضع على المنارة "
ما السر فى أن أبونا بيشوى كامل أحبه الجميع وخصوصاً من تعامل معه .
ما السر  فى نجاحه فى الخدمة الروحية . ولمس قلوب الكثيرين وخصوصاً المرضى والخطاة والغلابة .   
ما السر فى أن يبقى فى قلوب الاف البشر سيرة عطرة . يتباركون من قامته الروحية وبصماته الباذلة .
أولاً :-
لأن أبونا بيشوى كامل وهبه الله روح الخدمة الحقة . فاستخدمها بأمانة شديدة تاركاً كل شئ ومضحياً بكل شئ فى سبيل الخدمة . فكانت عنده عين روحية ثابته تكشف أعماق النفس واتعابها وافراحها وخباياها .
و كانت جلسة الاعتراف معه جلسة شفاء . لأنه كان يجعل الانسان يعرف نفسه بنفسه وما يدور بداخله فيضع اصبعه على علة الداء . وكيف بدأت الخطية وكيف دخلت وكيف رسخت وكيف أصبحت عادة ، وكيف أصبح لها أعراض مؤلمة ، وما الفرق بين الخطية والمرض النفسى ،
ولم تكن جلسة الاعتراف عنده - مجرد اراحة ضمير ثم ارشاد ويتوب الانسان عن فعل الخطية ولكنه لا يستطيع ان يتخلص منها لأن جذور الخطية ثابته فى الأعماق وفرعت لها فروع واعراض وادمان فيرجع اليها مرة أخرى ويدور فى حلقة مفزعة - لكن كانت جلسة الاعتراف عند أبونا بيشوى كامل جلسة تحليل ببصيرة روحية . ويضع اصبعه على جذور العلة . فان كانت روحية يعطى ارشاد روحى عميق مع متابعه ، وإن كانت نفسية يستعين بأطباء روحانين نفسيين .
 هذا هو أبونا بيشوى  الذى وهبه الله معرفة نفسية عميقة فى علم النفس الروحى.
فالذى قد يخفى على بعض الخدام  أن الاعتراف مجرد سرد خطايا وارشاد دون التعمق فى الجذور لعدم المامهم بثقافة علم النفس الروحى . وهذا ما جعل بعض الكتاب الروحانيين يغوصون فى علم النفس وعلم المشورة لأن بداية العلاج هو " أعرف نفسك واكتشفها أمام الله " صفحة سوداء بيضها لك الله .
ثانياً :-
أبونا بيشوى كامل كان يطبق وصايا الله بأمانة وجهد وبذل . فكان يغذى ذهنه بالاطلاع فى كل فروع المعرفة وخصوصاً علم النفس . والسير الذاتية  وأقوال الآباء  والشعر  والحكمة متمثلاً بقداسة البابا شنودة – فزادت من خبرته الروحية .
ثالثاً :-
كان أبونا بيشوى كامل يفتش دائماً عن الخروف الضال ويكنس دائرة الخدمة حتى يجد الفلس  الضائع وكان ينظف خدمته من الديدان التى تدخل الخدمة لتبحث عن غذاء دنيوى  ، وكان يوبخ بحنان ، لا يعرف طريق المجاملة ولا التساهل على حساب الخدمة  لملأ الصناديق .
رابعاً :-
كان أبونا بيشوى يحمل قلباً محب يتسع لكل الناس على اختلاف بيئتهم ومراكزهم وطوائفهم فلم تكن عنده ذرة من روح التعصب التى اصابت بعضنا بمرض الآنا والآنانية .
خامساً :-
كان أبونا بيشوى يعرف جوهر الخدمة ،  الافتقاد فكان يجرى وراء التائهين المخدوعين الضائعين فى الشوارع  وأقسام الشرطة وأمن الدولة ، وكان لا ينام حتى يرجع المخطوفين الى حظيرة الأمان متكبداً فى ذلك الاهانات والمشقات و الاعتقالات .
سادساً :-
كان أبونا بيشوى حركة عمل دائبة يترك لكل فرد عمله وتخصصه ، فعل مجلس الكنيسة فى اختصاصه الادارى والمالى  معطياً له كل الصلاحيات والامكانيات وكان يقول دائماً هذا كيس شغلى ....  شغلى الخدمة الروحية ، و كانت تقف بجواره زوجته فى الخدمة تاسونى / أنجيل ولم تبدد جهودها ووقتها فى عمل خارج الخدمة ، فكانت له معين نظير حتى بعد نياحته نجدها الخادمة المسيحية الحقة التى تحمل روح زوجها .
هذا هو أبونا بيشوى كامل . وهذه كنيسة مارجرجس اسبورتنج بالاسكندرية . التى اخرجت عمالقة : أبونا بيشوى وأبونا تادرس يعقوب وأبونا لوقا سيداروس وأبونا متى . الله يعوض تعب محبتهم لخدمتهم الامينة .

1 التعليقات:

محسن نجيب يقول...

هذه مقاله جميله عن شخص رائع، نحب دائماً ان نسمع عنه ونتعلم من سيرته الجميله،و تكسف لنا جوانب جديده من عمل الله في ابنائه، كما قال الكتاب "انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم"عب 13- 7، فهو قدم المجد لله بعمل خدمته النابع من ايمانه وتحقق فيه قول الكتاب "بهذا اولاد الله ظاهرون..." 1 يو 3-10، الرب قادر ان يعمل فينا وينير قلوبنا ويفتح عيون اذهاننا لكيما يتاجر كلا منا بالوزنه التى اؤتمن عليها لكي نمجد اسمه القدوس من خلال عمله فينا.

إرسال تعليق