.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الثلاثاء، يونيو 19، 2012

يا رئيس جهاز التعبئة والاحصاء " إن لغتك تظهرك "



استوقفتنى فقرة من حوار أجرته جريدة الشروق المصرية فى يوم 18 يونيو الحالى مع الاستاذ أبوبكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء سألته فيه الصحفية المحاورة عن " تعداد الاقباط " وكان رده :

" ليس لدينا بيانات رسمية بهذا بخصوص، فالبيانات الخاصة بتعداد الأقباط كانت تصدر بانتظام منذ أول تعداد أجرى فى مصر وحتى عام 1986، ثم جاء تعداد 1996 خاليا من هذا البيان " ويعلل رئيس جهاز التعبئة والاحصاء ذلك بأن الأمم المتحدة قد طالبت أجهزة الإحصاء فى العالم بجعل الإجابة على سؤال الديانة فى التعداد اختيارية، لذلك تترك لحرية الأفراد فى الإجابة عنها. ونتيجة لذلك صار من الصعب الاعتماد على بيان إحصائى لأن هناك حوالى 22% من السكان يستخدمون حقهم فى عدم الإجابة .
ثم يعود الاستاذ رئيس جهاز التعبئة والاحصاء ليقول فى نفس الشأن :

ومع ذلك فإن استنتاج عدد الأقباط فى مصر يعتبر امرا سهلا لأن هناك سلسلة زمنية من التعدادات يمكن الرجوع إليها لمعرفة تطور نسبتهم من السكان والاتجاه الذى تتخذه. ففى التعداد الأول الذى أجراه البريطانيون عام 1882، كانت نسبة الأقباط 8,2% من السكان. وقد أجرى البريطانيون بعدها ثلاثة تعدادات عام 1907، و1917، و1927، تناقصت فيها النسبة إلى 7,9%، ثم 7,8%، ثم7,7%، ووصلت إلى 7,5% فى التعداد التالى فى عام 1937.
ومن تتبع تاريخ التعدادات التى تجرى بانتظام كل 10 سنوات 
" ومازال الحديث للاستاذ الفاضل " ، نجد أن نسبة الأقباط من السكان تقل بشكل ثابت تقريبا ما بين 0,1 و0,2%، لسببين، أولا إن المسيحيين يهاجرون أكثر للخارج، وثانيا لأن الارتفاع النسبى فى مستواهم التعليمى والاقتصادى يجعلهم ينجبون عددا أقل من الأبناء. وبالتالى فإن آخر نسبة معلنة للمصريين المسيحيين فى تعداد 1986 كانت 5.7%، ومن المرجح أن تكون تراجعت قليلا مع استمرار نفس الاتجاه الذى لم يتغير منذ 1882. ويمكن استنتاج أن النسبة بلغت 5.5% من السكان فى 2006 إذا كانت تتناقص 0,1% كل عشر سنوات، هو ما يساوى نحو 4,4 مليون نسمة. "
ونقول للاستاذ الفاضل رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء هل نعتبر هذا اعلان من أحد أجهزة الدولة المصرية بأنها عاجزة عن أن تعرف الرقم الحقيقى لتعداد الاقباط فى مصر ، وإن كنا نشك فى أن 22 % من سكان مصر يرفضون الاجابة على السؤال حول ديانتهم ، لأنه ليس من عادة المصريين بمسلميها ومسيحييها أن يتهربون من الافصاح  بديانتهم بل بالعكس فهم يفاخرون بذلك لأنه جزء من هويتهم .

وإذا كان الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء عاجز أن يعرف تعداد اقباط مصر ، فهناك بطاقات الرقم القومى والتى تصر الدولة المصرية على وضع خانة الديانة فيها ، وهناك أيضاً شهادات الميلاد وشهادات الوفاة والتى تظهر فى جميعها خانة الديانة ومن خلالها تعرف الدولة عدد المسيحيين وعدد وفياتهم وعدد مواليدهم وهل يتزايدون أم يتناقصون ، أم أن هذا أيضاً أمر " صعب " كما يردد الاستاذ الفاضل . 

والشئ الادعى للضحك أن رئيس الجهاز المركزى للتعبئة والذى ينبغى ان يكون هو آخر شخص فى العالم يمكنه أن يقرر شئ بدون الاحصاءات والأرقام يسلك طريقاً آخر للوصول إلى النتائج وهو طريق الاستنتاج فيقول وفى منتهى البساطة " ومع ذلك فإن استنتاج عدد الأقباط فى مصر يعتبر امرا سهلا " ، ويبدأ الاستاذ الفاضل فى سلسلة من الاستنتاجات منذ التعداد الذى اجراه البريطانيون عام 1882 وحتى الآن ليقرر أن نسبتهم تبلغ الآن 5.5 % وهو ما يعادل فى تقديره 4.4 مليون نسمة .

ولا يدرك أستاذ التعبئة والاحصاء أنه فى كلامه الغير دقيق يعزو الفضل للبريطانيين فى عمل أول تعداد للاقباط منذ 130 عام وقبل اختراع القلم الجاف والكراسة ، بينما الدولة المصرية التى ينتمى اليها الاقباط عاجزة عن عمل تعداد لهم فى عام 2012 فى عصر الكمبيوتر والانترنت والستالايت .

ثم ياتى التعليق بان الكنيسة الأرثوذكسية تقدر تعداد الاقباط فى مصر بـ 12 مليون مسيحى ، ولست أدرى هل هذا تعليق من رئيس الجهاز أم من الصحفية التى أجرت الحوار ، ولكنى أحب أن أضيف تعليقى الشخصى عليه وهو أن قداسة البابا شنودة " نيح الله نفسه " بمجرد بدء انتشار الكمبيوتر منذ أكثر من عشرة سنوات كان حريصاً على ان يكون فى كل كنيسة جهاز كمبيوتر ، وكان يدعو الكهنة لعمل استمارات لكل أسرة فى الكنيسة ، و أعتقد أن الغرض من هذا كان رعوياً " كما يقول الكتاب المقدس " أعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى " ، ولكنه فى نفس الوقت كان طريقة لعمل تعداد للاقباط وقد نجحت الكنيسة فيما فشل فيه جهاز التعبئة والاحصاء وقررت أن تعداد الاقباط هو ما يقرب من 12 مليون نسمة .

ثم يقرر الاستاذ الفاضل فى حديثه للجريدة أن تعداد الاقباط فى تناقص ويعلل ذلك بهجرة البعض منهم وكذلك لارتفاع مستواهم التعليمى والاقتصادى الذى يجعلهم ينجبون عدد أقل من الاولاد ، وهنا قرر الاستاذ الفاضل حقائق غريبة لست أدرى هل هى من باب الاستنتاجات أيضاً ؟ .. وهل الشخص حينما يسافر أو يهاجر لبلد آخر تنتفى عنه الجنسية المصرية ولا يدخل فى تعداد المصريين ، ومن أين جاء الاستاذ الفاضل بتقريره أن الاقباط لديهم مستوى تعليمى واقتصادى أفضل ، وانا أدعوه لمشاهدة برنامج " من انت " الذى تبثه قناة " سى تى فى " ويعرضون فيه لحالات فقر مريرة لاقباط من صعيد مصر ومن نجوعها فى محاولة لمساعدتهم بمشاركة البعض من مشاهدي هذه القناة .

وفى نهاية حديثه يقول الاستاذ الفاضل " أن التركيز على فكرة العدد غير مفيدة، لأن زيادته أو قلته لا تؤثر على كون الأقباط مواطنين يتمتعون بكافة الحقوق " وأقول له " كفا ازدواجية فى سلوك القائمين على أجهزة الدولة المصرية وأنت واحد منهم .

أقول لك ما قيل لبطرس احد تلاميذ السيد المسيح فى أحداث الصلب " أن لغتك تظهرك " .

                                                                           بقلم " قبطى من مصر " 

0 التعليقات:

إرسال تعليق