.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأحد، يناير 20، 2013

قبول روشتة الله وتنفيذها ...الدكتور واصف عزيز

قبول روشتة الله و تنفيذها
-
دكتور واصف عزيز
-
يعقب الله الضربات الواردة فى مقدمة نبوءات أشعياء  مباشرة بقوله  ’وتكون أرض يهوذا رعبا لمصر. كل من تذكرها يرتعب من أمام  قضاء رب الجنود الذى قضى به عليها‘. هل حدث هذا الصدام من قبل ؟ هل حدث أيام أشورأو أيام بابل كما ذكرنا حتى كانت أرض يهوذا رعبا لمصر؟ ربما . لكن هناك شك فى ذلك ، لأن إسرائيل فى الشمال و يهوذا فى الجنوب تم غزوهما. بل إن غزو مصركان علامة من الله حتى لا يعتمد عليها يهوذا فيما بعد ويعطى إشارة بقوله : ’فى ذلك اليوم يكون فى أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان  وتحلف لرب الجنوذ يقال لأحدها مدينة الشمس.‘ لماذا لم يقل لغة المصرين ؟ ما هى هذه المدن وأين تقع؟ يقول أحدها مدينة الشمس ، أو مدينة الهلاك فى قراء ة  . ليس من الواضح تفسير هذا النص . إن تغير اللغة يعنى تغيرا فى طبيعة المنطقة وعبادتها . وتسمية أحدها باسم مديية الدمار يشير إلى أحداث ستحدث لهذه المدن . هل هى فى الداخل أم الأطراف؟
        ثم يبدأ الله خطة الخلاص . ’فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط أرض مصروعمود للرب عند تخمها . فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى أرض مصر‘. ويفسره البعض أن المذبح الذى فى دير المحرق هو فى وسط أرض مصر ، بينما تقع كنسة المرقسية بالإسكنديرية عند تخم مصر ، و كانت منارتها تهدى السفن للمرفأ . أما العلامة والشهادة فهى الصليب على الكنيسة. وهو يرتفع من جنوب مصر إلى تخمها فى الشمال.
        ’لآنهم يصرخون إلى الرب بسبب المضايقين فيخلصهم فيرسل لهم مخلصا ومحاميا فيخلصهم وينقذهم .‘ فمن هو هذا المخلص والمخامى ؟  المهم قبول الروشتة وتنفيذها .
        تواجه مصرمنذ هزيمة 1967 نكسة ممتدة ، لا يمكن أن تكون بداية لأى تقدم أو إصلاح ، سواء فى الصناعة أو الزراعة أو المواصلات أو السكن أو الجامعات أوالبحث العلمى أو التعليم الثانوى أو الابتدائى أو حتى الطعام أو السلوك العام . إن عبور 1973 لم يشفى ولا يكفى.لا يمكن أن يدعى أحد أننا قد أسهمنا فى تقدم العالم فى أى منحى .  وهذا ليس كلامى . لقد صرح به كثير من المفكرين .لماذا؟  لا بد أن نبصروتكون لدينا شجاعة القول و الاعتراف  بأن الله يقف لنا بالمرصاد. إن سلوكا منحرفا بالغ الالتواء يسود الحياة المصرية . إن لغة الإعلام ، على سبيل المثال، بذيئة . غير بناءة . لا يجوز أن يطلع عليها الصغار . إن السباب والتكفير منتشرة بلا حساب. تنهمر كالشلال .  وهى تتزايد بلا ضابط . لماذا؟  كونشرتو سباب وخراب لا تعرف له مايسترو . وقد ذكرت نكبة أوردها أشعياء 19 ، ولآتها من الله فقد أعقبها روستة للعلاج من الله نفسه ، وليس منا. و هى تقتضى تغيرا ملموسا ، يتطلب رغبة قوية وحاسمة منا للعلاج و التغيير.
        إن العلاج هو معرفة الله معرفة صادقة. إن الكلام عن الله كثير للغاية . لكنه كلام بالفم وبمظاهر خارجية مضحكة ، ذكرها المتنبى بذكاء وبصراحة من ألف سنة. . أما القلب فبعيد عن الله. وقد كانت هذه آفة بنى إسرائيل على مر التاريخ . فالذين تآمروا على صلب المسيح لم يكونوا قطاع طرق و لا زناة و لا حتى لصوص . و لكنهم كانوا للآسف رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين. أما قاطع الطريق اللص الذى صلب مع المسيح – بل بالحرى الذى اختاره المسيح ليصلب معه – ففد كان أول من دخل الفردوس . وكانت المرأة التى أخرج منها المسيح سبعة شياطين ، مريم المجدلية ، هى أول إنسان يشهد بقيامة المسيح ، ويراه بعد خروخه من القبرو تتكلم معه . المسيح يريد تغيرالإنسان من القلب لا المظاهرالخارجية .
        لذلك بختم الوحى بقوله :’فيعرف الرب فى مصرويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا  و يوفون به . ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون إلى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم .‘ 
        فإذا تحقق هذا الرجوع بالقلب فى مصر تبدأ ملامح التغيير بمشروعات عمل مع الشعوب المجاورة . و أبرزها العمل المشترك مع العراق - لاحظ تأكيد عمق العبادة   فى نفس الوقت . فيقول أشعياء : ’فى ذلك اليوم تكون سكة من مصر إلى أشورفيجئ الأشوريون إلى مصر والمصريون إلى أشور ويعبد المصريون مع الأشوريين .‘
        ثم يتسع نطاق العمل الإقليمى المشترك ، فيتم ذلك بالتنسيق مع إسرائيل ، عن طريق دخولها فى مشروعات العمل : ’فى ذلك اليوم يكون إسرائيل ثلثا لمصر ولأشور بركة فى الأرض . بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبى مصر و عمل يدى أشور وميراثى إسرائيل .‘
        كيف يمكن أن يتحقق كلام الله ؟ وبجدث الشفاء من كل رواسب الماضى و أخطاء التاريخ التى حفرناها جميعا ؟  لا بد أولا من الشفاء منها . لا أدعى أية نصيحة ، بل أقول أن الله سوف يصحخها بنفسه ، كما يقول ’يضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون إلى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم.‘ لكن ينبغى أن نعى أن مقاومة المنطق والسعى بلا وعى للصراع بين كل أطراف النزاع هو مقاومة لروح الله ،وهى تبعية موقوتة للشيطان . لن نحتملها ولا يقبلها الله . ولا نحسب أناة الله دعوة لاستمرار الحرب والخراب والدمار والتخلف الصارخ . هل يمكن أن ندعو الله ليحقق لنا و للمنطقة كلها الشفاء ؟ هل نقبل شفاء المسيح ؟ هل نستعد الآن للقائه ؟  آمين تعال أيها الرب يسوع .

0 التعليقات:

إرسال تعليق