حكايات ناشفيلية اذيعت من مطارات مصر وامريكا
أتمنى أن يعرف الجميع أن الهدف من هذة المقالة بل كل كتاباتى لا تبغى اِلا شيئاً واحداً فأنا أبغى وبكل صدق معالجة أزمة أجتماعية ثقافية موجودة فى مجتمعنا القبطى .ففى الوقت الذى أحاول أن أكتب فية أجد نفسى أمام عدوين أساسيين لا أتمنى أن يظلا جاثمين على صدورنا فى ناشفل الى الأبد واِن كنت أستبشر خيراً فى أجيالنا الجديدة وأجد نفسى أيضاً مجهداً نفسى حتى لا تصيب كلماتى نفوساً أو شخوصاً وأنا لست أقصدهم بالمرة فأنا لا أعرف أسماء أو أبطال لهذة الوقائع ...لكنها ظاهرة متملكة على المجتمع القبطى بناشفل فلابد أن نفتح جراحنا حتى ولو بمشرط الجراح القاسى الذي لا يعرف الرحمة كى نعرف الداء ومنة نعرف الدواء عندى الكثير من الأحداث التى حدثت بالمطارات وأبطالها بنى قومى سأكتفى بمثالين لا ثالث لهما
أولا : حدث فى مطار القاهرة
الجمعة صباحاً وصل اِثنتين من سيارات الميكروباص وسبقتهما سيارة أجرة كبيرة وأخري ملاكى قادمين من مكان ما فى صعيد المحروسة وكل هذة السيارات مملوءة بمسافرين ومودعين لهم نزلوا جميعهم أمام بوابة المطار.... سلامات..تحيات.. قبلات.. أحضان.. دموع فراق... من الجانبين المسافرين والمودعين .. مع السلامة ... ما تنسوش تكلمونا ...وشغلوا الكاميرا علشان نشوفكم على الكومبوطر .. وأحضان تانى وتالت الى أن انتبهوا على صوت الباشا أمام بوابة المطار ... للسواقين .. يا لا أتحرك ياسواق اِنت وهو فية وراك عربيات ... خلص ياأستاذ منك لة الجوازات وتخليص الأوراق بيأخد وقت ... راحوا على مكتب السفر والتذاكر بعد مع السلامة والقبلات للمرة المليون
راجع الموظف المختص التذاكر والجوازات... الأمن سأل معاك ممنوعات .. لا ياباشا ... حاشا والعياذ باللة ... افتح الشنط ... أحنا معانا عشر شنط ياباشا .. افتح دي... تمام مافيش ممنوعات ... الباشا قالة اقفل الشنطة ....و لو جدع اِقفلها...الزوج يقول لزوجتة ساعدينى ياولية ... هاعملك اية ياخويا ما انت اللى حاشرها .. شدي السوستة من الناحيادى وانا من النحيادى قال الزوج .. الشنطة مكبوسة مش عارفة ياخويا ... أعمل اية قالت الزوجة؟؟ ...ندة الواد ابنهم الوسطانى 9 سنين ... قف على الشنطة .. الواد وقف ... دوس ياض ... المهم أول شنطة اِتقفلت والحمد للة بعد عناء أكثر من نصف الساعة .. الباشا زهق الحمد للة ...قالهم على الميزان ... راحوا على الميزان ... ياوقعة سودة على الميزان ..لية ندفع المبلغ دة ؟؟... عندك وزن زيادة أجاب الباشا
هو انت وزنت الشنط دى ؟ لا ياباشا اوعى توزنهم ... ها ناخدهم معانا على الطيارة قال المسافر...كل واحد منهم أخد شنطة وشالها معاة للطيارة ...ووزن الموظف باقى الشنط بعد ان احتفظ كل واحد بشنطة أد الداهية ك " هاند باج".... باقى على الطيارة ساعة اِحنا اِتأخرنا ياسبعى قالت الزوجة .. لا هانجرى واِن شاء اللة ها نلحق ... أخذوا الجوازات والتذاكر وجري كل واحد "شايل الهاند باج" " أقصد شايل الداهية" .... الراجل بيجري .. يلا ياولاد ... يلا ياولية... المسافة مش بعيدة اِتجدعنوا ياولاد... العيال بتجري نسيت أقولكم بيجروا" بالشبشب الذنوبة" وأحقاقاً للحق الراجل كان لابس شبشب جلد بصباع... الواد اِتشنكل وقع على بلاط ورخام أرض صالة المسافرين
السياح والعرب والعمم والبرانيط شافوا الولد وقع واِتكعور والواد الصغير اِتشنكل وراة ... نزلت الهاند باج بتاعة الواد الأولانى طاخ على بلاط صالة المسافرين وكأنهم على موعد مع الدراما الشنطة التانية وقعت وراة ... العيال تعيط ... الراجل بيشتم ياولود " ...... " ... برطمانين الفسيخ والسردين اِنكسروا فى الشنطة ونزلت مياة الفسيخ والسردين وغرقت وسرحت على صالة المسافرين بالمطار ... الشنطة التانية كانت فيها برطمانين مِشْ من غير جبنة ... أحنا عارفين أن الجبنة موجودة فى ناشفل عند محلات المصريين بس المِشْ" مش موجود" ولو موجود فى ناشفل مش على المزاج لأنة من غير لا مواخدة "دووود".. يلا المِشْ اِنزحلق على باقى البلاط وسرح خليط الفسيخ والسردين والمِش وغطى مساحة كبيرة من أرض صالة المسافرين
الرائحة اللة يعلم .. يالهو بالى.... السواح هربوا من الريحة واِفتكروا اِنها قنابل جرثومية .. الولاد كل ملابسهم غرقت كوكتيل" فسيخ وسردين ومية مِشْ" قديم معتق.... حضر رجال أمن المطار بسرعة ... أية ياخونا اللى مسافر بية عالطيارة دة على الصبح ؟؟ واِية اللى جايبك من هنا أساساً؟؟...؟؟ طيارة السعودية .. والاردن ... وحتى الطيران الداخلى أسيوط والاقصر مش من ناحية البوابة دي ... انت هنا غلط ياأستاذ يامسافر.
رد اِبن قبيلتى وقال يافندم اِنت مش واخد بال سيادتك أنا لا رايح السعودية ولا الأردن ....أنا والاولاد رايحين على ناشفل ... بأمريكا وقالها بابتسامة تِنقِط ...
ثانياً حدث فى مطار" جي – اِف – كية " بنيويورك
أبونا القمص واقف مع أحد الخدام الذى قادة للمطار حيث ان أبونا مسافر لولاية اخري بالطيران الداخلى ... باقى دقائق وأبونا ها يدخل بوابة السفر. ...
سيدة تلبس جلباباً أسود وعلى رأسها غطاء " بردة" أو طرحة ... تأتى جرياً لأبونا ... تصرخ... تولوِل....اِلحقنى يابونا ... وجعت واِنت اِتلجتنى يابونا ... ياخراب بيتى يابونا ... يالهوتى ... وأخذت تلطم أمام أبونا والخادم المرافق لة . سألها أبونا مالك ياستى ؟ فية اِية ؟ مش عاوزيني أروح ناشفية يابونا ردت المرأة... .سألها أبونا اِية ناشفية دي ياستى ؟ فين دي؟ ناشفية يابونا فى أمريكا ... أبونا نظر لساعة يدة وقال أتركك أيها الخادم مع هذة السيدة ومعك اللة أما أنا فلابد أن أذهب لألحق بطائرتى .. مع السلامة يابونا أذكرنا فى صلاتك وسلام الرب معكما وذهب أبونا لطائرتة ..
الان الخادم المسكين بمفردة مع المرأة وعويلها ... اِهدي عاوز أعرف اِية الحكاية ؟ فين أوراقك ؟ ردت هناك وأشارت الى موظفاً واقفاً على مكتب على مسافة ليست ببعيدة ... مازالت المرأة تتشحتف وتولوِل لدرجة ان الخادم قد ظن أن أحد أفراد عائلتها قد أصابة مكروة... سأل الخادم الموظف ماذا عن هذة السيدة ؟ والى أين وجهتها؟
أجابة الموظف هذة السيدة قادمة من القاهرة ومتجهة الى ناشفل بولاية تينيسى ... وهذا جواز سفرها وهذة تذكرتها ... سألة الخادم وما المشكل اِذن ؟ رد الموظف اِننا نسألها ما هذا وأشار بيدة وهو لابسا قفازاً " جونتى" الى كيس مخدة مقاس سرير صغير مملوء بشئ "جاف أخضر" وسألتها عدة مرات ما هذا؟؟ وهى لا تجيب فلا أجد سبيلاً اِلا أن أرسل لشرطة مكافحة المخدرات ومندوب الصحة لفحص فحوي الكيس .. صاحبنا الخادم يعرف ما هذا .. السيدة أحضرت من مصر ما يوازي عشر كيلو جرامات من الملوخية الناشفة وصاحبنا حاول بكل ما عندة من مواهب لغوية أن يشرح لة ان هذا ليس اِلا طعام اِسمة ملوخية ولا يعرف مقابل لة فى أمريكا إإإإ الموظف ولة كل الحق غير مقتنع ... وفحص باقى حقيبتها وأراة منشار لقطع الاخشاب من مصر وفارة كانت تستخدم قبل دخول الكهرباء فى تسوية وتنعيم سطح الأخشاب والأدهى من ذلك معها أيضا مثقاب " لعمل ثقب بالخشب" " شينيور" من الطراز الذى كان يستخدم فى القرن التاسع عشر وهو عبارة للذين لا يعرفونة قطعة من الحديد المبروم تشبة " البونطة الان" يستعملها النجار فى العصور القديمة لثقب الخشب
اِذا أعتبر الموظف الملوخية الناشفة واقتنع انها طعام فسوف يلقى بالكيس كلة فى القمامة واِذا لم يقتنع وهو الغالب حيث أنة يظن ان هذا شبية "الماريجوانا" فهذة قضية لا يستهان بها وعلية أن يحتفظ بالمرأة لحين وصول المختصين واِتخاذ الجراءات القانونية... ومازالت المرأة تولول أما عن المنشار والفارة وباقى أدوات النجارة فحدث ولا حرج...
جاء المختصين بالاغذية وأخذوا عينة من الملوخية وبعد ساعة تقريباً عادوا وقالوا اِنها ليست ضمن المواد المخدرة .. ولكن ممنوع دخول أى نباتات أو توابل أو ما شابة ذلك للبلاد فأمروا باِتلافها والقاءها فى القمامة... صرخت المرأة بطريقة هستيرية .. هدأ الخادم من روعها ... قالت المرأة لماذا لا أخد الملوخية معى لزوجى ؟ الراجل نفسة فيها. أنا جايباها مخصوص لية . يالهوي .
تِفهِم مين يابا ؟؟إإ سارينة اِنفتحت ... ولولة وبكاء على الملوخية اللى الراجل نفسة فيها ...معلهش ياستى . أبداً بكاءا مستمراً ... بعد صراع أكثر من ساعتين بين المرأة والسلطات وتأكد من سفرها أخيراً... قال الخادم فى نفسة أنا نفسى أشوف ناشفل .. وعاوز أشوف شكل الناس هناك اِية؟؟ هل الناس فى ناشفل مثل باقى الناس ؟ وناوي يرتب رحلة ويجي يشوفنا فى ناشفل وأظن انة ها يقضى وقت سعيد لو سمع كل القصص عن بعض الأقباط فى مطارات أمريكا ومصر.
الى السادة رجال الأعمال فى ناشفل.... اِعملوا خدمة كبيرة للناس الحلوة بتوع ناشفل ...... أقترح عليكم تعملوا فى ناشفل محلات للفسيخالبراميلى والملوحة والبساري ومحل اخر للمِش بدل التعب والاستيراد من مصر وما يصحبة من فضايح
أخيراً أيها القارئ العزيز بعد أن قرأت هاتين الواقعتين واِذا بالمصادفة عومِلت بطريقة غير عادية وأنت فى طريقك من والى مطار القاهرة – ناشفل ... أعذرهم وأقترح أنك تقول للموظف المختص أنا مسافر لبلد على حدود كنتاكى أو ميسوري او الاباما بدلا من أن تقول انك مسافر ناشفل وتصدمهم
هل توافقنى ؟؟.. وفقنا اللة للتغيير
سمير المطيعى
almoteie@comcast.net
0 التعليقات:
إرسال تعليق