متعولش
الهمّ !! تعبير صعب
قبوله من الآباءِ
والأمّهاتِ ومن المسؤولين والمفكّرين ومن الذين هم في مناصبٍ قياديّة ومراكز مهمّة
!!؟؟
فمن مِنّا لا يحمل الهم !!؟؟ هل يوجد أبٌ أو أمٌ ولهم أولادٌ في مرحلة التعليم ،ولا يحملُ ألفَ همٍّ سواء في تربيتهم وتعليمهم ومشاكلهم ومتاعبهم !! ولا يتوقّفُ عن حمل همّهم بعد أن يتخرجوا ويتزوجوا ،بل ويستمرّ في حمل هموهم ومشاكلهم ومتاعبهم إلي آخر العمر حتي ولو أهملوه وتركوه ولم يكرموه أو يراعوه !!؟؟
فمن مِنّا لا يحمل الهم !!؟؟ هل يوجد أبٌ أو أمٌ ولهم أولادٌ في مرحلة التعليم ،ولا يحملُ ألفَ همٍّ سواء في تربيتهم وتعليمهم ومشاكلهم ومتاعبهم !! ولا يتوقّفُ عن حمل همّهم بعد أن يتخرجوا ويتزوجوا ،بل ويستمرّ في حمل هموهم ومشاكلهم ومتاعبهم إلي آخر العمر حتي ولو أهملوه وتركوه ولم يكرموه أو يراعوه !!؟؟
هذه هي
مأساة الحياة الأرضية ،وهذا هو الهم الذي يحني الإنسان
" الْغَمُّ فِي قَلْبِ
الرَّجُلِ يُحْنِيهِ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ تُفَرِّحُهُ "
أم25:12
وإذ بالربِّ
يسوع يعلنُ بُشري للمتألمين والمهمومين والمتضايقين " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا
جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ "مت28:11
فلم يصدّقه
المهمومين والمكتئبين والحزاني ،لأنّه من سيدفع فواتير الكهرباء والماء
،وإيجار البيوت ،ومن سيعيد السلام للبيوت التي فقدت سلامها وتمرّد أبناءها أو
فشلوا أو خاروا في الطريق !!؟؟
ومن يعول
الأيتام والأرامل ويرفع همومهم ،ومن سيتدخّل ليرفع المعاناةَ الإقتصاديّة عن
بيوتِنا وعائلاتِنا !!؟؟
الهمُّ طالَ
الجميعَ ،وسقطَ تحتَ نيرهِ الصالحُ والطالحُ ،الغنيُّ
والفقيرُ !!؟؟
وبقت دعوةُ
المسيح للمهمومين
والتعابي والمثقّلين بكلِّ أحمال
وأعباء الحياة ،تحمل ألف علامة إستفهام ،بل وتحمل تحديّاً للمسيحيّة كلِّها!!؟؟
أحقّاً
المسيح قادرٌ أن يرفعَ الهمومَ ويريحَ التعابي وينزعَ النيرَ عن ثقيلي
الأحمال ويفكَ قيدَ المثقّلين
برباطات الفقر والفشل واليأس والحزن والألم !!؟؟
هذه الرسالة ليست رسالة وعظيّة نظريّة تحملُ شعاراتٍ جوفاء
وكلام رنان طنّان ،بل هي رسالة تحملُ
البُشري والفرح لكلِّ
متألّمٍ مهمومٍ وحزين ،إن صدّق وإن آمن بوعد المسيح
الصادق والأمين !!؟؟
لم ولا ولن يجرؤ إنسانٌ علي وجه كلِّ
الأرض أن يقولَ هذا الكلام ليس لجيلٍ واحدٍ أو في فترةٍ زمنيّةٍ واحدةٍ بل لكلّ
الأجيال ولكلّ البشريّة علي مر العصور !!؟؟
إذن هل حدثَ
إختبارٌ حقيقيٌّ لواقعية وعد
المسيح وصدقه،ثمَّ ثبتَ عدم صدق كلامه !!؟؟
علي مدي
ألفي عامٍ منذ أن جاءَ المسيحُ وللآن لم يثبت لنفسٍ واحدةٍ أتت
للمسيح بصدقٍ
وأمانةٍ وصدّقت وآمنت بكلامه
وبوعده هذا ،أنّ كلامه أو وعده غير حقيقي أو غير صادقٍ !!؟؟
بل علي
العكس تماماً فهناك نفوسٌ لم تكن تعاني قط من أيّة ضيقةٍ ماديٍّة
أو إحتياجٍ أو متاعب أرضيّةٍ أو فشلٍ أو يأسٍ ،ومع ذلك فإنّ هذه النفوس تركت بإختيارها وبرضاها غناها وأموالها وراحتها
ورفاهيتها ونجاحها ومراكزها وذهبت وراءه
تبحث عن الراحة الحقيقية التي وعد
بها ،ولما وجدت هذه الراحة وهذا السلام وهذا الفرح ،ندمت علي السنين وعلي العمر
الذي ضاعَ بعيداً عنه !!؟؟
أمّا عن
النفوس الرازحة تحت همِّ الأولاد وتربيتهم
ونجاحهم ،والنفوس التي تأنُّ بسبب الضيقات
الماديّة ،فكل الذي أتي منهم للمسيح وسلّم أولاده ومشاكله ومتاعبه
وهمومه له بالكامل ،فقد رأي وإختبر عجباً وعجيباً ،وإن كنتَ غير مصدّق فلتتبع آثارَ الغنمِ
وسوف تصل إلي الراعي
"
إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ
النِّسَاءِ، فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ، وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ
الرُّعَاةِ "نش8:1
وهناك ستجد الذين سبقوك إليه ،ينعمون بالحريّة من الهم
،ويتلذّذون بكسر نيرِ الغمِّ " وَتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ فَيُعْطِيَكَ سُؤْلَ قَلْبِكَ" مز4:37،ويتهللون
بالمراعي الخضر وبمياه الراحة "
المسيح يجبرُ الروحَ المكسورة من الهمِّ والغمِّ
والسقوط والفشل واليأس والإحباط " رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ،
أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ
بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ " أش1:61
أمّا عن الظروف الخارجية للحياة
الأرضية ،فالمعجزات الإلهية
واليد السماوية شديدة القوة تصنع في الآتين بصدقٍ إلي
المسيح ،أيات ومعجزات وعجائب تجعلهم يسلمون حياتهم ويستسلمون بالكامل له وهم
يثقون أنه هو ماء الراحة الحقيقي وهو الراعي الصالح والأمين الذي يقودهم إلي
المراعي الخضر " الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.
فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ" مز 1:23 |
أبونا افرايم
0 التعليقات:
إرسال تعليق