كم مرة يموت المسيحى؟
نحن نؤمن ان كل المسيحيين يموتون مرتين ... مرة عن العالم فى المعمودية مدفونين مع المسيح لكى نصير جميعا مسيحا واحدا "فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فيا" ... "لأننا متنا عن العالم" ، لنصير مخلوقات سمائية نعود الى وطننا السمائى عندما نموت بالجسد فى المرة الثانية بالموت الطبيعى ، بالانتقال الى احضان الاب السماوى ...
هنا وعندما شاهدت طقس رسامة الرهبان جال فى عقلى سؤال مهم لا اجد ردا عليه !!
يتضمن هذا الطقس او يغلب عليه طقس صلاة التجنيز على المدعو للرهبنة كما لو كان يموت للمرة الثالثه :
فإذا كان المقصود هو اعلان الموت عن العالم .. فما لزوم المعمودية اذا؟ وما هى قيمتها ؟ ان كان من الممكن ان نموت عن العالم بطريقة اخرى.
وان كان اعلان عن موت مبكر للجسد ايضا عن العالم بالانعزال الاختيارى عن اهتمامات العالم وكل ما فيهواظن ان هذا هو الارجح حتى لا نقع فى الاساءة لسر المعمودية اذا اعتبرناه موت اخر عن العالم فإذا كان هذا هو المقصود يكون هناك سؤال آخر : لماذا يعود من مات بالجسد الى العالم فى اى صورة ان كانت كما نرى فى عالمنا اليوم ليصبح اسقفا او بطريركا او حتى عاملا من اى نوع فى العالم ، فهل كانت صلوات التجنيز هذه تمثيلية؟ لا يعيشها رهباننا فى هذا العصر فيدعون انهم ماتوا عن العالم بالجسد ثم يبعثون احياء من جديد بل وينغمسون فيه بكل المعانى من ادارة وماليات وغيرها من الامور التى لا تليق ابدا ولا تهم من انتقلوا الى السماء بالجسد.
فإما ان نكون صادقين مع انفسنا وتعود الرهبنه كحياة ملائكية على الارض فهم ملتزمون بالموت كحقيقة وليس كدا وكدا.
او نعترف انها لم تعد كما كانت ونلغى صلوات التجنيز من الرسامة للرهبنة ونعتبر ان الاديرة ما هى إلا بيوت اعداد روحى لمن سيسعد باختيار السماء ليقوم بدور ما فى العالم بعد ان يكون قد نال ما يحتاج له من اعداد لهذه المهمة.
هذا فقط رأى خاص وتساؤل ليس فيه اى اقلال من شأن الرهبنة بمفهومها الصحيح ،على عكس نظرتهم لنا كعلمانيين كما يطلقون علينا هذا الاسم بحكم اننا نعيش فى العالم .. فلطالما وصفتنا هذه الفئة من الرهبان الاسميين بالعلمانيين كأنها وصمة عار وينسون اننا نموت مثلهم عن العالم بالمعمودية وينسون ايضا اننا حقا نعيش فى العالم ولكن لا يعيش فينا العالم ،،، وان ما يعيشونه ما هو إلا عدم فهم لجوهر السر المقدس وينكرون على جميع المؤمنين هذا الحق الذى اخذوه من رب المجد يسوع نفسه ليثتاثروا به لأنفسهم عن غير حق...
إننا لا يمكن ان نسلم ان هناك فئة تموت ثلاثة مرات وبعض منهم يعودون الى الحياة !!! لأنهم بهذا اما (يلغون سر المعمودية) او انهم يدعون قداسة ظاهرية لا اساس لها ولا اريد ان اقول خدعة فلطالما قللت هذه الفئة من شأن اخوتهم العلمانين المؤمنين بادعاء وهمى انهم يموتن بعدد مرات اكثر او لعزلة وهمية قصيرة جدا لا تتعدى فترة تجنيد احد الشباب لكى ينسبوا لأنفسهم قداسة وارتفاع ليحجزوا لانفسهم فقط الحق فى قيادة الكنيسة فى حين ان العلمانيين كان لهم الفضل الاكبر فى قيادة وتعليم وتفسير وكرازة الانجيل ، ومن لا يعرف فليعود الى التاريخ ليجد ان الكنيسة عاشت ثلاثة قرون كاملة بدون رهبان على الاطلاق ثم بدأت الرهبنة من القديس انطونيوس ونمت رويدا رويدا حتى بدأت تتسلل الى الكراسى الكنسية فى اواخر الايام ثم تحولت الى التقليل من شأن العلمانيين حتى اصبح ليس لهم اى دور سوى الطاعة والخوف والخضوع وما الى ذلك من معانى العبودية لقيادة هذه الفئة المقدسة المنزهه. ثم ما لبثت هذه الطاعة لكى تترجم الى خوف وخضوع من السلاطين والحكام غير المسيحيين على حساب حق الانجيل فى اهم ما واصانا به الرب يسوع وقت صعوده وهو نشر البشارة " ينبغى ان يطاع الله اكثر من الناس " ان طاعة الحكام امر مقدس ولكن فى الرب ، اما فيما هو ضد المسيح فهو محروم حتى لو كان من اجل سلامة الرعية وهو ادعاء كاذب اجوف لم نسمعة عن كنيسة الرسل او الشهداء ،،، هو كذب يحافظون به فقط على كراسيهم.
ان الكنيسة خسرت كثيرا بإهمال دور ابائها العلمانيين فى التبشير والكرازة على مر العصور التى استحوزت فيها فئة نحترمها كثيرا رغم عدم احترامهم لنا ولبنوتنا لله مثلهم ، فئة نقدرها كثيرا رغم نسبتهم لنا الجهل، فئة نرفعها الى مصاف الملائكة الارضيين رغم اقلالهم من شأننا الى درجات متدنية فى الارض وفى السماء ايضا كما يظنون هم ،
غير ان دور ما يوصمونهم بالعلمانيين فى الايام الاخيرة سيكون ايضا هو الاول والاهم فى حين ستسقط نجوم وكواكب عظيمة كما فى سفر الرؤيا وبدأت تسقط فعلا بشهوة الكراسى والالقاب ممن يدعون انهم رهبان وهم فقط مروا على مرحلة الرهبة لمدة قصيرة جدا فهم رهبان اسميين ، عودوا الى الحق قبل فوات الاوان ، فالمهم هو ابديتكم ولن تحجز لكم رتبكم الكهنوتية كراسى فخمة فى السماء ابداً،
بقلم عاطف شنودة
0 التعليقات:
إرسال تعليق