" بدون رأس "
ليس هذا بعنوان جريمة قتل فى حادث شرف ، بل هو ما حدث فى الثورة المصرية ، فقد أنجبت مصر مولوداً بدون رأس ، فمصر الأم التى تلد والشعب هو الأب الذى شارك الأم عملية الإنجاب ولكن لأسباب لا يعلمها إلا الله أشاء أن تلد مصر ثورة بدون رأس ، ورغم المحاولات المستميتة التى أعقبت عملية الولادة وما كانت تسمى بالمليونيات لمحاولة بث نسمة حياة للمولود ،باءت كل هذه المحاولات بالفشل ولم يعد أمامنا الأن إلا أمر الأمرين وهم أن نضحى بالمولود الممثل فى الثورة وإما أن نضحى بالأب والأم وباقى الأبناء .
نعم لم يعد أمامنا إلا أحد هذين الخيارين ، إذاً أنا مجبر لا بطل ، مرغم لا مغرم أن أعطى صوتى لشفيق ، فأفضل لنا أن نضحى بالجنين خير ألف مرة من أن نضحى بالأسرة بالكامل . فماذا لو حكمت جماعة الإخوان النصابين سوف نضحى بالأسرة بالكامل ، سوف يتبدل الوطن وتتغير الشعوب ، سوف يسرقون الوطن ويغيرون شعبه ، سوف تصبح بلاداً تهجُرها الحياة ، ولن تغدى مصر أم الدنيا بل سيخرجونِك من الدنيا ، سوف يتغير وجهِك الجميل ويهدمون حضارتِك ويمحون تاريخِك ، ينهبون اَثاركِ ويقطعون أوصالكِ ، يرقصون فوق أشلائكِ غير مبالين بأوجاعِك يقتسمون الغنائم. سوف يجعلونك مُسخة الشرق بعد أن كنتِ قِبلته، سوف يُسِنون دستورنا، يمحو تاريخك انت يا أم الحضارة، سوف تُصبحين بدون حضارة ، نساؤكِ سوف تُصبح عورة ، سوف تُقصف أقلام كُتابِك، سوف يٌطيحون برؤس معارضيهم ، سوف تتغير هويتك يا مصر، سوف يُقِرون قانونا يتيح مضاجعة الأموات ، ويقيمون الحدود والحربا على الأحياء، سوف يحرمون الحب ، ويبيحون العُهر، سوف تهدم المعابد والكنائس، لن يكون هناك اَخر....... من أجل كل هذا سأنتخب شفيق فمن السهل أن يُخلع شفيق كالسابق المخلوع لأن لا زالت مصر ولادة وقادره على الإنجاب ، ولكن إن خُلعنا نحن فبماذا يُفيد البكاء على اللبن المسكوب .. لكى الله يامصرَ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق