.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الجمعة، يونيو 08، 2012

مجدى خليل يكتب " ألاعيب الاخوان المسلمين "



قال صديقى المخضرم أنت تركز على إستغلال الأخوان المسلمين للدين وللفقراء فى الأستحواز على السلطة فى مصر وتنسى العديد من التكتيكات السياسية الناجحة التى قاموا بها، على سبيل المثال تنسى العمل المنظم والجهد الجبار الذى يقومون به حتى أنهم لديهم أكبر شبكة مترابطة ومنظمة فى مصر، وتنسى أنهم جماعة أيضا غويطة بالمعنى المصرى للكلمة ما يظهر على السطح منها ليس إلا قشور وهى تشبه الجماعات الماسونية فى العمل التحتى الخفى السرى المنظم. وتنسى كذلك هذه الشبكة العالمية الممتدة فى أكثر من مائة دولة لهذا التنتظيم، وهم بهذا يعتبروا أكبر تنظيم دينى أيدولوجى فى العالم كله حاليا؟. وتتهمهم بتغيير التحالفات ونقض العهود رغم أن هذا جزء طبيعى فى العمل السياسى،ناهيك عن قدرتهم الرهيبة فى فرض نسبة مئوية من الدخل على جميع الأعضاء وهذا يحسب لهم وليس عليهم حيث يضحى كل عضو بجزء من رفاهيته الشخصية لصالح مستقبل الجماعة، وتنسى أيضا جلدهم وصبرهم وعملهم المتواصل لمدة 84 عاما.
قلت له يا صديقى الكثير مما قلته صحيح ولكن مشكلتهم ليست فى العمل السياسى ولكن فى مدخلهم الدينى لهذا العمل، وأيضا رؤيتهم الدينية للأمور وتصنيفم للبشر وللسياسيين وللدول وللسياسات من منظور دينى.
قال صديقى المخضرم أنك تتجاهل قدرتهم السياسية وتكتيكاتهم الناجعة والناجعة فى الكثير من المواقف، فعلى سبيل المثال فى الأنتخابات الرئاسية تغير التكتيك الأخوانى بدرجة كبيرة عن الأنتخابات البرلمانية، ففى الأنتخابات البرلمانية نحن إزاء دوائر محددة تستطيع التأثير عليها بفرد منها ولكن فى الأنتخابات الرئاسية فأن الأمر مختلف. لقد درس الأخوان المشهد بدقة وكان قرارهم بالعمل بكل الطرق لكى ينافس مرشح الأخوان الفريق أحمد شفيق لسهولة قيادة حملة ضده فى الإعادة.
قلت له ماذا فعلوا من آجل الوصول إلى هذه النتيجة؟.
قال صديقى المخضرم لقد درسوا الموقف جيدا وتوصلوا إلى أن ذلك لن يتم إلا بتقويض وضع كل من عمرو موسى وعبد المنعم ابو الفتوح.
قلت له كيف تم لهم ذلك؟.
قال الأمر بسيط أتفقوا مع السلفيين بتأييد أبو الفتوح علنيا والتصويت لمرسى عمليا، وجاء إعلان السلفيين لتأييد أبو الفتوح ككارثة عليه، فمن ناحية تحول خطاب ابو الفتوح تجاه اليمين الدينى ليرضى حلفاءه الجدد مما جعل الكتلة المسلمة الوسطية تنفر منه وفى نفس الوقت أبتعد عنه الكثير من الثوار، وتحول ابو الفتوح إلى مرشح الإسلاميين بدلا من تقديم نفسه فى البداية على أنه مرشح الثوريين والإسلام المعتدل الوسطى، وفى يوم الأنتخاب صوت السلفيون لمرسى بناء على مصالح متفق عليها مما جعل ابو الفتوح يتراجع بشدة بعد أن كان متصدرا للمشهد.
أما عمرو موسى فقد خططوا لسحب الكثير من أصواته لصالح حمدين صباحى؟.
قلت له كيف تم لهم ذلك؟.
قال أنهم شاهدوا أن حملة حمدين محدودة الموارد فى البداية ولكى يستطيع سحب هذه الأصوات لا بد من تقديم دعم مالى سخى له ، وهذا ما كان بالفعل وجعل حملة حمدين تنشط بشدة فى الأيام الأخيرة ،وكان واضحا أنها تلقت دعما ماليا من جهة ما.
قلت له أننى أستبعد أن يضع حمدين أصبعه فى فم الأخوان المفترس، ثم الم يخشوا من أن تكتسح حملة حمدين المشهد وتتصدر السباق؟.
قال لقد وضعها بالفعل والآن يعايرونه بأنه حصل على نصف مليون من خيرت الشاطر لدعم الحملة، كما أن حساباتهم كانت دقيقة وتقول أن أنصار حمدين محدودين جدا ومهما زادوا فلن يصلوا لدرجة الخطورة، وكان لسان حالهم يقول دعمنا له سوف ينعش الحملة ويجعل خروجه مشرفا ولكن لن يصل لدرجة المنافسة فى الإعادة، وهو ما كان لهم، المهم إستبعاد ابو الفتوح وعمرو موسى.
قلت له كيف تصل تكتيكاتهم إلى هذا المستوى من الإبداع السياسى؟.
قال لى هذه الجماعة التى تعايشت مع كل الأنظمة على مدى أكثر من ثمانين عاما ، هى تستطيع أن تفعل الكثير، لأنها تخطط تحت الأرض فى الغرف المظلمة وفى نفس الوقت عاشت طوال هذه المدة على الصفقات السرية فلا تستبعد عليها تراكم الخبرة فى مجال التكتيكات السياسية الناجحة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق