.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأربعاء، يناير 29، 2014

كلمة منفعه -الصلاة - البابا شنوده الثالث





كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

الصلاة فى معناها البسيط حديث مع الله..وفى معناها الأعمق صلة بالله..

صلة حب.  صلة عاطفة.  قبل أن تكون كلامًا، والكلام بدون حب لا معنى له.
ولهذا يقول الرب معاتبًا " لأن هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه وأكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عنى" (أش 29: 13).
ولهذا كانت صلاة الأشرار غير مقبولة أمام الله، بل ومكرهة للرب، لأنها لا تصدر عن حب، إلا إن كان شريرًا منسحقًا يطلب التوبة كالعشار.
وقد قال الرب يصلون بغير نقاوة قلب "فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم وإن كثرتم الصلاة لا أسمع.  أيديكم ملآنة دمًا..  اغتسلوا تنقوا، أعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني.  كفوا عن فعل الشر" (أش 1: 15، 16).
الصلاة هي جسر يوصل بين الأرض والسماء.  شبهوها بسلم يعقوب الواصلة بين السماء والأرض.  والصلاة هي مفتاح السماء، وهى لغة الملائكة وهى عملها، وهى حياة الروحيين .  والصلاة هي اشتياق النفس للوجود مع الله.  هي اشتياق المحدود إلى غير المحدود، واشتياق المخلوق إلى خالقه، اشتياق الروح إلى مصدرها وإلى شبعها..  في الصلاة يرتفع الإنسان عن مستوى المادة لكي يلتقي مع الله.
مقياس نجاح الصلاة، أنه كلما تود أن تترك وتنتهي لا تستطيع.  بعكس الإنسان الذي يفرح أنه ختم الصلاة وقال آمين. 
الإنسان الناجح في صلاته لا يستطيع أن يتركها، بل ينشد أمام الملائكة أغنيته المحبوبة "أمسكته ولم أرخه" (نش 3: 4). من ينجح في الصلاة، لا يفضل عليها عملًا آخر أيا كان.  من أجلها هرب القديسون من العالم والأشياء التي في العالم.  وبحثوا عنالهدوء والسكون وأحبوه بكل قلوبهم ينفردوا بالله.  والصلاة هي مذاقة الملكوت، تبدأ هنا وتكمل هناك. وإذا تعلق بها الإنسان تصير الصلاة له حياة.  وتصير حياته صلاة..  هناك قديس نكتب سيرته الكاملة (سيرة حياته) في كلمة واحدة ونقول "كانت حياته صلاة" صلاة دائمة غير منقطعة، صلاة لم يمر وقت تنقطع فيه ولو لحظة يقول فيها العازف سلاه..  حتى في نومه لا ينقطع حديثه مع الله، بالعقل الباطن وفي اللاوعي، أترى هذا تفسير العبارة "كنت أذكرك على فراشي"..؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق