.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأحد، أكتوبر 06، 2013

اللواء باقى ذكى مبتكر تدمير خط بارليف

                                               

لم اشعر فى لحظة من حياتى العسكرية الطويلة أننى مسيحى لأننا  كنا جنودا مصريين اختلطت دماؤنا من أجل الوطن
 
استفزنى اعداد القتلى المحتملين لو تم ضرب خط بارليف بالمتفجرات فاشتعلت فى رأسى فكرة تدميره بالمياه 
 
تدمير خط بارليف عن طريق خراطيم المياة فكرة مبتكرة وبسيطة  تفاجأت بها إسرائيل وتسببت فى ارباك حساباتها العسكرية 
 
بعد قرار وقف اطلاق النار التقيت  حاخامات يهود لاستلام موتاهم وسمعت "اسنانهم  بتخبط فى بعضها"   
 
تعلمت من العسكرية المصرية التضحية والأمانة وانكار الذات ومن حرب  اكتوبر أهمية العلم والتخطيط لادق الأمور  
 
ما كان يحدث فى سيناء  فى فترة النظام السابق آلمنى وسبب لى اكتئابا حادا ولابد من تطهير سيناء مهما كانت الخسائر البشرية 
  
 
  " كان يوم 7 اكتوبر 1973  فبينما ونحن نعيش اكثر ساعات تاريخنا فخرا وعزة علمت  أن هناك مشكلة فى مركبات الفر قة 7 فذهبت لتفقد الاوضاع حيث كنت رئيسا لفرع المركبات فى الجيش الثالث الميدانى وكأن الله اراد أن يكافأنى حيث رأيت بأم عينى الثغرة التى استطاع الجنود البواسل فتحها بالأمس وعبر منها 80000 جندى إلى الضفة الشرقية بفضل فكرتى البسيطة التى ازالت الساتر الترابى من خلال ضخ المياه من قناة السويس  وفتحت60 ثغرة  بطول خط الساتر الترابى  فى نفس يوم العبور باقل الخسائر وبأسرع من كل الحسابات تلك الفكرة التى على بساطتها فاجأت العدو الإ سرائيلى واربكت حساباته العسكرية  حتى اطلق عليها "الطفاشة التى فتحت مصر" فكانت بحق اسعد لحظات حياتى وانا بين جدران الثغرة التى كانت حضنا نحتمى به من وابل مدفعية العدو الإسرائيلى.
 
بهذه الكلمات يبدأ اللواء اركان حرب  المهندس باقى ذكى يوسف جرجس مبتكر فكرة تدمير خط  بارليف عن طريق ضخ مياه كثيفة من قناة السويس فى استعراض حياته العسكرية الطويلة والثرية 
 
وفى بيته الأنيق و البسيط  و البعيد عن مظاهر البزخ والذى لا يتناسب مع حجم عطائه الوطنى الكبير" الفجر " التقت به وحاورته تقديرا لدوره الوطنى وقيمته العسكرية الكبيرة ولتتعرف على صاحب فكرة تدمير خط بارليف المنيع تلك الاسطورة التى لطالما تغنى بها العدو الإسائيلى والذى انهار بفضل فكرة بسيطة استوحاها سيادته من عمله السابق فى بناء السد العالى ولتستمع إلى واحد من هؤلاء الذين اعطوا الوطن الكثير وتواروا عن أضواء الشهرة وضجيج الاعلام ولتتعرف على جندى مصرى مسيحى لديه الكثير ليرويه ليس فقط من الناحية العسكرية وإنما من ناحية تلاحم الجيش والمجتمع المصرى من اجل التراب الوطنى          
 
    
كيف التحقت بالقوات المسلحة ؟
 
تخرجت فى كلية الهندسة جامعة عين شمس عام  1954  كمهندس  ميكانيكى  وكنت فى فترة الخدمة العسكرية برتبة رائد مهندس  . وفى عام 1964 طلبت القوات المسلحة ضباطا للمساعدة فى تشغيل المعدات الفنية فى السد العالى وتم انتدابى إلى هناك منذ ذلك الوقت  وكنت مسئولا  فى معظم ذلك الوقت عن جراج الشرق التابع لقطاع المعدات الفنية  والمركبات بالهيئة العامة لبناء السد العالى وحتى يونية 67 عقب النكسة حيث الغت القوات المسلحة انتدابى وعدت إلى الجيش كرئيس لفرع المركبات فى الفرقة 19 مشاة فى الجيش الثالث الميدانى .
 
وفى عام 1969 صدرت  تعليمات للتحرك لأخذ اوضاع دفاعية  غرب القناة فى نطاق الجيش الثالث الميدانى وكنت اشاهد يوميا الساتر الترابى الذى يبنيه العدو الإسرائيلى ويجهزه بتحصينات رهيبة وكنت اتذكر فترة عملى فى السد العالى وكيفية التعامل مع الكثبان الرملية بنظرية التجريف وهى استخدام طلمبات من نوع معقد تقوم بسحب كميات كبيرة من المياه من النيل ثم ضخها بطريقة فنية على الكثبان الرملية فتنهار هذه الكثبان بما تحمله من رمال توضع فى احواض تسمى خليطة تقوم بترسيب المواد الثقيلة واعادة المياه إلى النيل ثم تحويل المواد الثقيلة إلى جسم السد .
 
وتم  بهذه الطريقة بناء السد العالى وازالة اطنان من الكثبان الرملية عنه .
 
اشاع العدو الإسرائيلى أن خط بارليف من اقوى الحصون فى العالم وأنه تحد كبير لفكرة العبور فما التجهيزات الهندسية التى تمتع بها هذا المانع وكيف جاءتك فكرة تدميره بالمياه ؟
 
كانت  حافة الضفة الشرقية لقناة السويس عبارة عن اطنان من الكثبان الرملية وذلك منذ وقت حفر القناة فى عهد ديليسبس .ثم جاء المحتل الإسرائيلى بتعلية تلك الكثبان الرملية بأطنان أخرى  من الكثبان الرملية  حتى وصلت إلى  20 متر ارتفاعا و 12 متر عرضا فى العمق داخل الضفة الشرقية وبزاوية ميل 80 درجة باتجاه مياه القناة ومن خلف ذلك الساتر الرهيب وفى العمق منه تمت بناء تحصينات عسكرية غاية فى الصعوبة والتعقيد مما جعل مسألة العبور فكرة مستحيلة بالمعنى العسكرى والهندسى. 
 
 أما فكرة انابيب النابلم فليس صحيحا أنها كانت وقت بناء الساتر الترابى كما يظن الناس ولكن تم تزويد الساتر بهذه الأنابيب قبيل الحرب للردع وهى عبارة عن مادة سريعة الاشتعال موجودة فى انابيب خاصة مزودة بتنكات على مسافات محددة قابلة للاشتعال على طول خط القناة وبذلك اصبح الساتر الترابى بما فيه من تحصينات عسكرية وحدة واحدة سميت بخط بارليف  .
 
وكان الغرض الأساسى للعدو الإسرائيلى من بناء ذلك المانع  أمرين أولا فصل شبه جزيرة سيناء عن مصر وثانياا ردع الجيش المصرى إذا ما فكر فى عبور القناة.
 
وكان القادة العسكريون منشغلون بكيفية التغلب على هذا الساتر لتمكين الجيش المصرى من العبور فى العمليات العسكرية لاسترداد الوطن  بفتح ممرات داخل هذا الساتر وكانت البدائل العسكرية المطروحة نمطية وتقليدية حسب لها العدو الإسرائيلى حساباته وبالتالى تقلص كثيرا عنصر المفاجأة فضلا عن الخسائر البشرية المحتملة والتى تقدر 20 % اضافة إلى العنصر الزمنى الذى يستغرق من 12 إلى 15 ساعة لفتح ثغرة للمرور وبالتالى كانت تلك الحلول النمطية ذات هامش خطر كبير.
ولكن لم يكن أمام القادة وقتها الا تلك الحلول وهى عبارة عن مجموعة من الوسائل الهندسية المختلفة من استخدام المفرقعات والطوربيدات والينجالور ولكن ما هو أكثر ازعاجا حتى هذه الحلول النمطية ليست فقط بهامش خطر كبير الا أنها عديمة الجدوى لأن التجارب فشلت فى ازالة الساتر الترابى.
واستمر هذا الوضع لفترة طويلة مما جعل فكرة ازالة الساتر الترابى لفتح ثغرات للمرور حلما بعيد المنال إلى أن وفقنى لله للتوصل إلى حل بسيط وغير نمطى يحقق عنصر المفاجأة وفى نفس الوقت يزيل الساتر الترابى فى أقل وقت وبأقل الخسائر البشرية وبارخص الوسائل وهى  طريقة التجريف التى استخدمت فى بناء السد العالى
    .              
 
كيف بدأت الفكرة ؟
 
ذات مرة أثناء اجتماع الفرقة مع القائد اللواء المرحوم سعد زغلول كنا نناقش الساتر الترابى وكيفية فتح ثغرات العبور والبدائل المقترحة والخسائر المحتملة فبينما وانا مستشاط غضبا على الأعداد الكبيرة المحتملة  فى القتلى وجدت نفسى ارفع اصبعى طالبا التحدث واقسم بالله أننى وقت أن فعلت ذلك لم تكن قد تبلورت فى رأسى الفكرة ولا اعلم لماذا رفعت اصبعى فنظر إلى اللواء متعجبا  وقال لى " انت بتاع مركبات فقلتله انا كنت فى السد العالى " ثم امرنى بالحديث  وكأن وحيا من السماء هبط علية فقلت "ربنا خلق المشكلة ووضع تحتها الحل "  لماذا لا نستخدم اسلوب التجريف من خلال ضخ انابيب مياه من قناة السويس وتوجيهها إلى الساتر الترابى .  فاطبق الصمت على القاعة لبرهة وقال لى اللواء " كنتم بتعملوا ايه فى السد العالى" فشرحت له الفكرة حتى بدا عليه استساغتها ففتح باب النقاش وكان أول الأسئلة ماذا  لو لم تنجح المياه فى اتمام العملية فقلت هذا محال وبدأت فى شرح المسألة من الناحية الهندسية  وكانت المشكلة الأخرى هى نوع وثقل الطلمبات التى سيحملها الجندى فقلت طلمبات السد العالى ثقيلة وامكانياتها معقدة لتتناسب مع المهام المعقدة فى السد العالى وهى مهام لا نحتاج إليها حيث المطلوب فقط هو سحب المياة من قناة السويس وضخها عبر الخراطيم على الساتر الترابى الذى سينهار حتما بسبب اندفاع المياه ودرجة الميل  التى ستؤدى إلى التخلص من الكميات الكبيرة من الكثبان الرملية إلى قناة السويس .
وبعد فترة من النقاش شعرت أن الفكرة لاقت قبولا لوجاهتها ومنطقيتها و سهولتها و لهامش الخطر البسيط وتحقيقها لعنصر المفاجأة.
 و كانت تلك الجلسة هى الخطوة الأول على طريق ظهور فكرتى
     
 
وكيف تطورت الفكرة بعد ذلك إلى أن اصبحت بالشكل الذى تم به التنفيذ؟
 
الفضل يرجع إلى اللواء المرحوم  سعد زغلول قائد الفرقة 19 فهو اول من استمع إلى واهتم بفكرتى وصعدها إلى مستويات عدة وتم عرضها على رئيس الفرع الهندسى والذى صعدها إلى اللواء ممدوح جاد التهامى نائب رئيس هيئة العمليات ولاقت الفكرة قبولا واستحسانا حتى على مستوى قائد الجيش الثالث وفى اجتماع مع أحد القادة الكبار بعد أن انهيت طرح الفكرة قام بضرب سطح  المكتب بيده وبمنتهى القوة قائلا " هى متجيش الا كدة " وكانت بساطة الفكرة وسهولة تنفيذها والأسلوب التكنيكى المفاجئ و توفير الخسائر الروحية والزمن المستغرق للعبور عوامل دفعت القادة لقبول الفكرة لأنها  ستجنب استخدام البدائل الأخرى بهامش الخسائر الكبير الذى كان محتملا.
     
وقد طلب منى  اللواء  المرحوم سعد زغلول اعداد تقرير وحسابات مبدأية وقد ذهبت إلى وزارة السد العالى حيث يجمعنا بها كضباط مهندسين علاقات طيبة واقنعت المسئول أننى فى حاجة إلى بعض الألواح والمراجع الخاصة بنظرية التجريف والسواتر الترابية لاستخدامها فى ندوات لبث الروح المعنوية للضباط . وبالفعل حصلت على كل ما اردت وذهبت بهم إلى القائد وطلب منى اعداد  تقرير موجز يشرح الفكرة ببساطة  ولم استطع النوم وكأن الفكر " لبستنى "  حتى انتهيت من كتابة التقرير وذهبت إليه فى اليوم التالى  منهكا  وغير حليق الذقن وبنفس الافارول  حتى أنه تعجب حين رآنى على هذا الشكل . 
وهو بدوره  كان قد التهم تلك المراجع والالواح التى زودته بها وقال لى إن  جمال عبد الناصر له اجتماع دورى مع القادة العسكريين وسوف يعرض الأمر عليه.  وبالفعل مع أول اجتماع عقده ناصر عرضت عليه الفكرة وبعد مناقشات مع القادة الهندسيين المختصين الذين ايدوا الفكرة استساغها ناصر وامر بتجريبها وبالفعل بعد 300 تجربة على ساتر ترابى يماثل خط بارليف وباستخدام معدات هندسية مختلفة نجحت الفكرة على مستوى العملى وتقرر استخدام اسلوب التجريف فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى فى شرق القناة فى عمليات التحرير المستقبلة
 
وما هى التحديات التى واجهت هذه الفكرة ؟
 
اولا أن  لايكون تأثيرلهذه الطريقة على أعمال إنشاء الكبارى من عودة المياه المحملة بالرمال ثانيا إلى القناة فى مراحل العبور الأولى ما قد تسببه عملية التجريف من عدم تماسك تربة الثغرة عند العبور بعد الفتح مباشرة  وعلاج ذلك الأمر أن اسبقية المرور ستكون للمجنزرات اللازمة لتأمين الأعمال القتالية فى الموجات الأولى قبل اعمال التهذيب والتمهيد التى ستتم باطقم المهندسين .
ثانيا طبيعة الطلمبات المستخدمة  وعلاج  مشكلة حجمها ووزنها سيكوم من خلال استخدام طلمبات من نوع مختلف عن تلك التى استخدمت فى السد العالى حيث ستكون اقل حجما ووزنا  لاختلاف ظروف العمل فى المجالين 
ثالثا نوع الخراطيم المناسبة لقوة الطلمبات حيث يحتاج الأمر إلى طلمبة بضغط مرتفع بحجم فتحة خرطوم مياه مناسب حتى يستطيع تحمل ذلك الضغط حتى يتم تدفق كميات المياه المضغوطة وفق المعدل المطلوب  
 
كيف عايشت فترة العبور ؟
 
قبيل قرار العبور فى السادس من اكتوبر قام السادات ولاكثر من مرة من تحريك بعض القوات لأخذ اوضاع دفاعية فى اطار خطة التمويه و انهاك قوات العدو الإسرائيلي  و فى يوم 5 اكتوبر قبيل الحرب بيوم  علمت بعض الأفراد من قادة الجيش بعملية كبيرة غدا وكنت من بين هذه القادة ولكن لم يستطع أحد التيقن أنه بالفعل صدر قرار العبور وكنا نظن أن هذا القرار سيكون مثل القرارات السابقة والتى لن ينتج عنها اجراءات جدية  .
ولكن فى السادس من اكتوبر وبعد قرار العبور ونجاح الموجة الأولى من العبور لا تستطيع قواميس اللغة العربية استيعاب ووصف شعور افراد الجيش وفرحته بالأخذ بثأره  من العدو الإسرائيلى وانتابنا جميعا الزهو والفخر والتحدى ومواصلة الأعمال القتالية 
وتحقق فتح أولى الممرات فى الساتر الترابى الساعة6  من نفس يوم العبور أى بعد 4 ساعات فقط من قرار العبور من نفس اليوم وقبل ساعتين من الموعد المقررتم عبور أول  لواء مدرع من معبر القرش شمال الإسماعلية  فى الساعة 8 والنصف   وعندما دقت الساعة العاشرة من نفس اليوم كان  قد تم فتح   60 ممر  بطول الخط المواجه للساتر الترابى وانهال 90000  متر مكعب من الرمال إلى قاع القناة وكان ذلك كافيا لتشغيل كل المعابر فى ذلك الوقت        
وفى اليوم التالى مباشرة علمت أن هناك مشكلة تتعلق ببعض المركبات  فى الفرقة 7 وكنت وقتها رئيسا لفرع المركبات فى الجيش الثالث الميدانى فذهبت لاتفقد الأحوال وكأن الله اراد أن يكافأنى فقد رأيت بأم عينى الثغرة التى تم فتحها من بنات افكارى والتى سمحت بعبور 80000 جندى وقلصت كثيرا من  اعداد الضحايا  بعد أن كانت تقدر بأعداد كبيرة  . ورأيت كيف كانت جدران الثغرة تحمى الجنود من وابل مدفعية العدو الإسرائيلى فشكرت الله الذى اعاننى واوحى إلى بهذه الفكرة
وعلى مدار الأربعين عاما الماضيين فى مثل هذا التوقيت من بداية شهر اكتوبرمن كل عام  تنتابنى حالة نفسية بسعادة غامرة وانا اتذكر تلك الأيام  ويظل جسدى مرتعشا لأيام عديدة من شهر اكتوبر المجيد
           
هل جمعك بالجيش الإسرائيلى مواقف شخصية أثناء الحرب ؟
 
من الصعوبة الافصاح عن الكثير من الذكريات والأحداث فهى مسائل خطيرة ولكنى استطيع أن اقص موقفين الأول  بعد قراروقف اطلاق النار جاء عدد من الحاخامت اليهود لاستلام موتاهم وعندما اصبحنا وجها لوجه سمعت بأذنى " سنانهم وهى بتخبط فى بعض 
ومرة أخرى أثناء الثغرة ووقف اطلاق النار حدث عطل بإحدى المركبات فالتقيت ورجالى بضابط اتصال إسرائيلى  وهو استاذ لعلم النفس فى الجامعة العبرية يبدو عليه الملامح الشرقية للتفاوض معه من اجل المرور لاصلاح المركبة ولكنه رفض الا بعد أن يسلم رجالى السلاح ولكنى رفضت واصررت وفى النهاية سمح لرجالى بالمرور بسلاحهم وهم يكبرون وقضيت مع هذا المغتصب لأرضى اسوأ ثلاث ساعات فى حياتى حتى انتهى رجالى من اتمام مهمتهم وعدنا إلى  موقعنا ولكننى استشيط غضبا كلما تذكرت أننى كنت مضطرا لمصافحته   
 
 
 
نعيش أياما تشهد اضطرابات دينية ماذا تقول فى هذا السياق باعتبارك مصرى مسيحى ؟
 
لم اشعر ولو للحظة واحدة على مدر حياتى العسكرية الطويلة أننى مسيحى فقد كنا جنودا مصريين مسلمين ومسيحيين اختلطت دماؤنا من أجل الوطن ولم يحدث أن اضطهدنى أحد أو استلب حقا من حقوقى لأننى مسيحى بل على العكس كنت دائما محاطا برعاية قادتى بسبب كفائتى فى مجال عملى وقد شغلت على مدار حياتى العسكرية الطويلة مناصب تحتاج إلى رتب عسكرية أعلى ولكن تم ترشيحى لهذه المناصب بفضل ثقة قاداتى فى  دون النظر إلى المسألة الدينية.
ولدينا نحن العسكريين الاف القصص البطولية التى نرويها لأجيال تلوثت افكارهم كيف كان الجندى المصرى المسيحى يضحى بحياته من اجل أخيه الجندى المصرى المسلم و كيف كان المسلم يحمى المسيحى .
وكل ما يقال فى هذا السياق هو من قبيل الأفكار المستحدثة والمستوردة من أجل شق الصف الوطنى ولكن هذا محال لأن مصر مهد الحضارات وتاريخها عريق متجلى فى الإنسان المصرى القادر على اخراج مخزونه الحضارى وقت الشدائد 
 
 
هل التقيت بالقادة جمال عبد الناصر والشهيد انور السادات؟ 
 
لم التق بهما بشكل مباشر ولكنى عملت فى اطار قيادتهما للقوات المسلحة قبل  واثناء وبعد الحرب وعندما عرضت فكرتى على الرئيس جمال عبد الناصر اهتم بها كثيرا وامر بتجريبها تمهيدا لوضعها ضمن خطة العبور وقد شعرت بزهو كبير على اهتمام الرئيس عبد الناصر وهذا مؤشر قوى كيف كان يتصرف كبار القادة حيث لم يستنكف هو أو غيره من قادتى أن يستمعوا إلى وانا مقدم صغيرو أولونى اهتماما كبيرا .
كما أن الرئيس السادات منحنى نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى عن أعمال قتال استثنائية عام 1974 وانا على الرغم من حصولى على وسام الجمهورية بعد ذلك الا إننى شديد الاعتزاز بتقدير السادات 
 
بعد أن عملت مع القادة عبد الناصر والسادات كيف تقيم عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك ؟
 
الرئيس مبارك قائد القوات الجوية فى حرب اكتوبر المجيدة  وهذه حقيقة تاريخية كما أنه رجل عسكرى يتميز بالدقة والقوة  ورئيس جمهورية كان اداؤه جيدا أول فترتين رئاسيتين ولكن بعد ذلك " الشيطان شاطر
وقد منحنى مبارك وسام  الجمهورية من الطبقة الثانية فى نهاية خدمتى العسكرية بالقوات المسلحة عام 1984
"
 
بعد كل التضحيات التى قدمتها وزملاؤك من أجل تحرير سيناء كيف كان شعورك وانت ترى الأوضاع الأمنية الملتهبة فى هذه المنطقة العزيزة على قلوب المصريين   والقادرة على حصد مزيد من الأرواح ؟ 
 
مصر كانت مع النظام السابق فى كبوة كبيرة وكانت تحتاج 
إلى الانقاذ وهذا ماتم بالفعل من خلال ثورة 30 يونية ومهما كانت الخسائر البشرية التى نتكبدها الآن فلابد أن تدفع كضريبة استرداد سيناء "الى كانت هاتضيع  مننا " ولابد من الاستمرار فى عملية التطهير وتخليص الوطن من العناصر الارهابية 
أما على المستوى الشخصى فكنت اشعر بمنتهى الألم فى فترة الإخوان على ما آلت إليه أوضاع البلاد حتى اصبت قبيل الثورة باكتئاب حاد ولكنى فى قرارة نفسى كنت اعلم أن الله لن يتخلى عن مصر الحبيبة وحتما ستتخلص مما هى فيه
 
كيف تصف الفريق أول عبد الفتاح السيسى ؟
 
"السيسى هدية ربنا لانقاذ مصر" ولكن اود أن اشير إلى دور المؤسسة العسكرية بشكل عام فما فعله الفريق أول السيسى  كان يجب أن يفعله أى قائد فى محله لأن البلاد كانت على وشك الضياع وهذا عهدى بالمؤسسة العسكرية التى هى دائما درع الوطن وهى الملاذ الأخير حين يضن على الوطن المخلصين وتتكالب عليه المخاطر والازمات 
 
ما هى مواصفات رئيس مصر القادم كما تتمناها ؟
 
مصر محتاجة مصرى يحب البلد ويكون قلبه عليها " وبصرف النظر كونه عسكريا أو مدنيا الوطن يحتاج إلى  من يدرك طبيعة الدولة والمخاطر المحاطة بها وأن يكون لديه الكفائة لادارة الدولة والوصول إلى قلوب الشعب المصرى بحضارته وبساطته وطيبته . لقد مررنا بتجربة قاسية لابد أن نتعلم منها أن الشعب يحتاج إلى رئيس عاشق للتراب الوطنى يتخذ من رفعة الوطن بصلة ومن تاريخه اصلا وانتماء
     
ماذا كان شعورك حينما  كان يقال يسقط حكم  العسكر ؟   
 
كنت اشعر ببالغ الحزن والألم لأن العسكر كلمة استخدمت مع الجنود المرتزقة من المماليك والجاردنمة  أما الجيش المصرى هو جيش الدولة ليس بينهم مأجور وافراد الجيش هم من افراد الشعب فالشعب والجيش شئ واحد  ومن قال هذه الكلمة إما جاهل أو ماجور
 
ما هى رسالتك إلى المؤسسة العسكرية ؟
 
استمروا على بركة الله وطهروا سيناء ولا تلتفتوا إلى الخسائر البشرية لأن المردود من تطهير سيناء والقضاء على الارهاب مكسب لا يضاهيه مكسب آخر ومهما كانت التضحيات فهى رخيصة مقابل استرداد الوطن.  



شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - "الفجر" فى لقاء خاص مع صاحب فكرة تدمير خط بارليف: "مصر محتاجه مصرى قلبه على البلد" 
" منقول عن جريدة الفجر " 

0 التعليقات:

إرسال تعليق