.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

السبت، أكتوبر 26، 2013

كلمة منفعه - الحزبية - البابا شنوده الثالث : السبت اكتوبر 26

كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث

 قد تكون ابنًا لله، وخادمًا في الكنيسة، ومواظبًا على أعمال روحية، ومع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية، وخاضع لمشاعرها..!
 والحزبية هي أن تهاجم البعض، بلا معرفة، وبلا تفكير، وربما بلا أسباب..! بينما تؤيد البعض وتدافع عنهم، بنفس الأسلوب، بلا معرفة، بلا تفكير، بلا أسباب..!
 الحزبية فيها بولس وأبولس، الأمر الذي انتقده الرسول، ووبخ عليه أهل كورنثوس (1كو 3: 3، 4) "لأَنَّهُ مَتَى قَالَ وَاحِدٌ: «أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا لأَبُلُّوسَ» أَفَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ؟ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 3: 3، 4)..الحزبية لا تتفق مع روح المحبة..

لأن الشخص الذي تنتقده وتهاجمه وتقف ضده، قطعًا لا تحبه..  و" المحبة لا تقبح، ولا تظن السوء" (1كو 13)
والحزبية لا تتفق مع الحق والعدل.. إذ غالبًا ما تكون المهاجمة في نطاق الحزبية، ليست كلها صدقًا ولا عدلًا..  على الأقل فيها لون من المبالغة، ولون من التجني.  مبعثه حقد داخل القلب..والحزبية لا تبنى، بل تهدم.. إنها تفتت القوى، وتفرق الشمل، وتستخدم كل الطاقات في غير مجالها الطبيعي.  تضيعها في المشاحنات والانقسام، وفي النقد والنقض. الحزبية ضد وحدة الفكر.. وهى تجسيم للذات، وللروح القبلية..  ولا تتفق مع حياة الكنيسة المقدسة التي قيل عن أبنائها "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ" (سفر أعمال الرسل 4: 32). 
 وهى ضد وصية الرسل في قوله "مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل..  لكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد، رب واحد، إله واحد، معمودية واحدة" (أف 4).
 والحزبية قد تأخذ روح التنافس والمعارضة بالنسبة إلى الآخرين، وروح الافتخار بالنسبة إلى الذات.. وقد تأخذ مظهرًا من مظاهر (عبادة الأبطال)، والانتمائية العامة..  ويصبح كل ما هو أمامك: مجموعتنا، جمعيتنا، فرعنا، كنيستنا (على مستوى الحي)، بلدنا، قريتنا.


0 التعليقات:

إرسال تعليق