كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
الوسائل
ة
غالبا ما تكون مشكلة الناس هي الوسائل لا الأهداف. كل إنسان يهدف بلا شك إلى سعادة نفسه، وغالبا ما يهدف أيضًا إلى سعادة غيره. ولكن مشكلته الأولى. هي الوسائل التي يستخدمها للوصول إلى أهدافه. البعض يلجأ إلى وسائل غير روحية..
والبعض يلجأ إلى ذراع بشرى يعتمد عليه..
والبعض يلجأ إلى أسهل الوسائل وأقربها، وليس إلى أنجح الوسائل وأضمنها وأنقاها..والبعض يلجأ إلى نصيحة المقربين إليه، دون أن يفحص هذه النصائح ويناقشها.. وهو يلجأ إلى الطرق المعتادة بين الناس دون فحصها أيضًا..
وكثيرا ما تؤدى الوسائل إلى عكس ما يطلب..ومع ذلك فقد يستمر فيها الشخص دون أن يتعظ!
يستمر، إما بدافع العناد وقلة الحيلة ومجرد الثقة في غيره واعتمادا على الزمن والوقت لعله يأتي بنتيجة..
والعاقل الحكيم هو الذي يختار الطريق والطريقة..يختار الطريق الصحيح القادر أن يوصله. ويختار الطريقة السليمة التي لا خطأ فيها. ويختار النصيحة الحكيمة غير معتمد على رأى واحد.
فالله خلق للإنسان إذنين: بإحداهما يسمع الرأي الأول، وبالأخرى يسمع الرأي المضاد. والعقل في وسطهما، يزن كلا من الرأيين ويختار الأفضل..والإنسان الحكيم، يغير وسائله، إذا ما ثبت له أنها خاطئة وإنها لا توصله إلى خير..
أما الذي يستمر سائرا في طريق يبدو أمامه مسدودا، ويرى انه كثير الحفر والمطبات وكثير الأخطاء والإخطار، فلا شك أن هناك عيبا في قلبه وفي طريقة تفكيره..فكثيرا ما يمتنع الإنسان من تصحيح مسيرته بدافع الكبرياء..
حرصا على كرامته وعلى سمعته، من أن يقول الناس عنه أنه غير طريقه كأنه يعترف بخطأ ذلك الطريق!.. ولكن ما أكثر القديسين الذين غيروا طريقهم دون أن تعوقهم مشاعر من كبرياء. وكثيرون لم يغيروا طريقهم، فتدخل الله لتغييره..
مثل لوط، وشاول الطرسوسي، ويونان النبي، وموسى، وآخر
0 التعليقات:
إرسال تعليق