كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث
بينما يهتم الكتاب بالسلوك المسيحي من جهة الدينونة ذاته فيقول "إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" إذن سلوك الإنسان بالروح هو الذي يحميه من الدينونة.
ويعتبر هذا السلوك الروحي دليلا على الثبات في الرب. ويطلب الرسول مستوى عاليًا جدًا فيقول: "من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك (أي المسيح) هكذا يسلك هو أيضًا"(1يو 2: 6).
وأهمية السلوك المسيحي، قول الرب " من ثمارهم تعرفونهم".
هذا السلوك له ناحيتان: إيجابية وسلبية. وكل منهما لها خطورتها. ولهذا يقول يوحنا الرسول "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1 يو 1: 7). هذا من الناحية الإيجابية. وماذا عن السلبية؟ يقول الرسول "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق" (1يو1: 6). إذن سلوكنا المسيحي هو دليل شركتنا مع الله . وهو أيضًا دليل على شركتنا مع الكنيسة..
ولهذا كانت الكنيسة تفرز كل أخ يسلك بلا ترتيب، كما ذكر بولس الرسول أهل كورونثوس بالآية التي تقول "أعزلوا الخبيث من وسطكم". ويقول القديس يوحنا: "أوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6).
إن كان السلوك أمرًا ليست له أهمية، والمهم فقط هو الإيمان، فلماذا إذن جعله الرسول قمة فرحه فقال "ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3يو4).
إننا مؤمنون، ولكن ينبغي أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها (اف4: 1). نضع ثمرًا، لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا تُقْطَع وتُلْقَى في النا
0 التعليقات:
إرسال تعليق