و ماذا يحدث لو لم نؤمن
بالمسيح؟
-
دكتور واصف عزيز
-
عرضنا فى كلمات سابقة أن ما يحدث بمصر ليس أمرا عفويا ، أو سوء
تخطيط إنما هو خطة بالغة الدقة من الرب يسوع المسيح
ليرد شعبه مصر إليه، وهو القائل ’مبارك شعبى مصر‘. وهوأيضا القائل حسب ما أوحى به إلى عبده أشعياء
أنه سيكون ’ضاربا فشافيا‘. إذن كل ما أورده الوحى فى أشعياء 19 ، رغم أن أجزاء من
هذه النبوة قد تحققت فى أزمان عدة، إلا أن هذه الأيام تشهد تحقيقا كاملا لهذه
النبوة. والجزء الوحيد الذى لم يتحقق بعد هو انخفاض مستوى النيل مما سيؤثر على
صناعة الكتان . والليلة ، مساء الإثثين 27 مايو 2013 ، قررت الحكومة الأثيوبية
تحويل مجرى النيل الأزرق غدا الثلاثاء .
بعد أن بنت سد النهضة . أما المدن الخمس التى تتكلم لغة كنعان ، فلعل ما
يجرى بسيناء مؤشر عليها . إذن ماذا يريد الرب يسوع المسيح منا؟ إنه يطلب توبة
كاملة.. وحتى التوبة سوف يساعدنا فيها. وهو القائل أيضا : ’توبنى فأتوب‘. إن الرب يسوع
المسيح لا يطلب منا شيئا صعبا . فقد صنع عجبا ولا زال . لقد كان العهد القديم
مليئا بالطقوس. و أعطى بنى إسرائيل الناموس وعددا هائلا من الشرائع. وحرص بعض
اليهود أن يطلبوا من المؤمنين الجدد أن يحفظوا هذه الشرائع والعادات . وحدثت
مجادلات بينهم وبين بولس وبرنابا. فذهبا مع أناس إلى المشايخ والرسل بأورشليم.
(أعمال 15)..ويعترف بطرس بأن هذا العبء ’لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله.‘(أعمال
10:15). وكان هذا الأمر موضع تساؤل كبير بين أعمدة الكنيسة فى القرن الأول: ماذا
نطلب من الأمم؟ لكن الروح القدس وجه
الكنيسة بقوة ، كما يتضح فى سفر أعمال الرسل ، ولم يترك المؤمنين يتخبطون أو
يخترعون . فقد وقف القديس يعقوب بعد بطرس فى مجمع أورشليم الأول يطلب’أن يمتنعوا
عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم: ولم يضع أى ثقل آخر على المؤمنن الجدد
من الأمم . هكذا؟ اختار هذه من الناموس كله؟ نعم. إن الإنسان لم يستطع أن يحفظ
الناموس . وجاء المسيح فى العهد الجديد بناموس روحى جديد ، اتضحت ملامحه فى زمن
المسيح نفسه على الأرض . ينبغى أن نتأمل سلوك المسيح وكلماته. وربما لأجل ذلك جاء
المسيح طفلا مولودا فى مزود فى بيت لحم . ففى مثال الفريسى والعشار(لوقا 10:18)
نجد الفريسى غارقا فى ما يعمل – ويقاضى الله بما عمله! أما العشار فاكتفى بأن يقف
بعيدا يقرع على صدره ويقول ’اللهم ارحمى أنا الخاطئ ‘. وقد برر المسيح العشار.
تماما كما برر اللص المصلوب بجواره!! وكما برر المرأة السامرية ، وكما رفض أن يدين
المرأة الزانية التى أمسكت فى ذات الفعل . وطوب ساكبة الطيب ، بل تنبأ بذكرها إلى
مدى الدهر’حيثما يكرز بهذا الإنجيل فى كل العالم!!‘(متى 13:26) إننا بحاجة إلى
إعادة قراءة حياة المسيح . لقد اندهش أحد الخدام من دعوة المسيح للناس:اتبعنى !!
لم يلحق بها أى تفاصيل ولا شروط ولا إجراءات!! كم تكلفك تبعية المسيح؟ وقد قال ’لأن
نيرى هين وحملى حفيف’(متى 30:11). و دعا الناس مجانا، بقوله: تعالوا إلى يا جميع
المتعبين والثقيلى الأحمال و أنا أريحكم . عطية مجانية . يعطينا المن الحقيقى حسده
و دمه كفارة عن خطايانا.
و إذا تأملنا ما كان يحدث للذين تبعوه فإننا
لا نجد نظاما معينا يتبعونه!! كلمة واحدة قالها للناس : ابتعنى . فالتصق به كل من
عرفه وسمعه وشاهد معجزاته. هناك بالطبع كثيرون لم يرغبوا فى تبعيته من البداية . فقد
كان كلامه عن لاهوته غير مألوف لديهم، ’لإنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضا إن
الله أبوه معادلا نفسه بالله.‘ (يوحنا18:5) بل قال ’قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن!‘(يوحنا58:8) وكان
ذلك صدمة لهم، وقال أن الآب حال فيه. أضف إلى كل هذا حبه للخطاة! لقد سلك طريقا
معينا فى وقت معين لكى يقابل المرأة السامرية . وهذه انبهرت بكلامه، حتى تركت
الجرة وجرت تقول لأهل السامرة أنظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت! ألعل هذا هو
المسيح؟ ’فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم. فمكث هناك يومين. فآمن به
أكثرجدا بسبب كلامه. وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا قد سمعنا
ونعلم أن هذا هو المسيح مخلص العالم.‘(يوحنا40:4-42) وعرفنا فيما بعد أن اسمها
فوتينيه وأن لها إبنا كان ضابطا إسمه فوتون، رفض باستمرار نصيحة زملائه أن يسلم
المسيحيين للقتل لكى يرضى نيرون .وأخيرا اكتشفوا أنه مسيحى . فوقف أمام نيرون .
ووقفت معه أمه وأحوه وإبنة نيرون!! وهذه استقبلت المرأة السامرية بالترحيب ، وقالت
لها أهلا بعروس المسيح!! وبعد التعذيب بالضرب على الأطراف بالمطارق استشهد الجميع
.هل كان المسيح يعرف مستقبل هذه المرأة ويعدها لرسالتها؟
قد تتأخر فى قبول المسيح ، وتقول هكذا
ولدت .هكذا نشأت . أعطى صدقات. .كله واحد. لكن ماذا يقول لك المسيح؟ ‘لا تضطرب
قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى.’(يو1:14) كل من ينكر الإبن ليس له الآب أيضا
ومن يعترف بالإبن فله الآب أيضا. (1يو23:2) يقول لك المسيح:’هذه مشيئة الذى أرسلنى
أن كل من يرى الإبن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم
الأخير.‘(يوحنا 40:6) إنه يؤكد وعده بالحياة الأبدية بقوله ’من يأكل جسدى ويشرب
دمى تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير.‘(يوحنا 54:6) قد لاتستطع مثل كثير
ممن تبعوه فهم ذلك إلا بعد صلبه وقيامته. من لا يقبل الإبن لا يقبل الآب المولود
منه ، بل يمكث عليه غضب الآب إلى الأبد . إن من لا يقبل الإبن يعطل مشيئة المسيح
الذى ينتظراليوم إكمال جسده بعودة المؤمنين.. المسيح لما ظهر لإبراهيم قال له’لا
أهلك من أجل العشرة‘(تكوين 32:18). إنه ينتظر كمال العشرة حتى يعفو عن المدينة
التى تدعى روحيا سدوم ومصر حيث صلب ربنا أيضا . إن المسيح يقوم بعمل عظيم اليوم، وننتظر
مجد المسيح لتكن يا رب رحمتك علينا حسبما
انتظرناك.. المسيح يقول لك:ابتعنى..
فماذا لو أصررت
على عدم قبول المسيح؟ أنت ترى ابتداء من الثلاثاء 28 مايو 2013 ماذا سيحل بمصر بعد
بناء سد إثيوبيا. وينبغى أن تعرف ماذا يقول الرب فى نهاية سفر يوئيل 3 عما سيحدث
فى نهاية الأيام: ’مصر تصير خرابا.‘
0 التعليقات:
إرسال تعليق