.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الجمعة، مايو 03، 2013

هل يأتي المسيح من مصر ,, بقلم د.واصف عزيز


 
 
 
هل يأتى المسيح من مصـــر

-

دكتور واصف عزيز

-

          إن ارتباط المسيح بمصر خلال الكتاب المقدس يدعو إلى الانتباه . واهتمام  المسيح بكل الشعوب والألسنة بل بكل إنسان واضح . لكن النصوص التى تشير إلى علاقة المسيح بمصر تبدو من بداية الكتاب . فقد أرسل الله يوسف إلى مصر . ورتب حادثة بيعه وخدمته فى بيت فوطيفار ثم سجنه ثم صعوده لحكم مصر . كلها خطة محكمة من الله ، وليست أحداثا عفوية . وحادثة يوسف هى مثال لمجئ المسيح . وقدم كثير من دارسى الكتاب المقدس شروحا تفصيلية تربط بين يوسف والمسيح . حتى إعلان يوسف لإخوته عن نفسه ، يربطونه بإعلان المسيح نفسه فى نهاية الأيام لليهود . إلىهذا الحد بلغ الشبه والتشبيه. لذلك يتعين أن نتنبه إلى مثال يوسف بكثير من الاهتمام ، خاصة فيما يتعلق بمجئ المسيح الأول، و كذلك المجئ الثانى .

إن محبة يعقوب ليوسف ، ودعوته الإبن ليفتقد اخوته ، ومشوار هذا الخلاص، وسؤاله عن إخوته فى شكيم ثم دوثان ، ورفض إخوته له ، وإلقائه فى االبئر ، ونزع القميض الملون عنه ، وبيع يهوذا له ، وعبوديته، واهتمامه بإخوته ، حتى إسمه الذى أعطاه له فرعون ’صفنات فعنيح‘ – أى مخلص العالم ، ة وزواجه من أسنات المصرية، وتقديمه الخبز للعالم خلال المجاعة ، ثم سجود أخوته له - بمصرفى النهاية ....كلها تحمل بصمات المسيح .  إن هذه البصمات تدفعنا لتأمل حادثة يوسف بدقة . حتى جلوس إخوته للأكل بعد إلقائه فى البئر لم ينس الكتاب أن يذكرها لنا . مع أنها أمر لا يستحق الذكر. لماذا؟ لأنها يشبه أكل اليهود الفصح بعد تسليم المسيح للصلب !!!

لكن ليس إرسال يوسف لمصر هو ما يلفت نظرنا فحسب، لكن مجئ الأسرة المقدسة لمصرهربا من هيرودس هو ما يلفت نظرنا أيضا . لقد بقى المسيح  بمصر أكثر من ثلاث سنوات، ولعله تعلم اللغة المصرية القبطية طفلا . ويقول مفسرون أن الهروب لمصر لم يكن سهلا ولا منطقيا ، فلعل الهروب لأماكن أخرى كان أيسر . بل إن الأسرة المقدسة جالت فى كل ربوع مصر، حتى أقصاء الصعيد ، جبل الطير و دير المحرق . لماذا؟ يعلق الوحى فى متى (15:2)بقوله : ’لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل من مصر دعوت ابنى.‘ (هوشغ 1:11). إو ’مبارك شعبى مصر‘ لا تعنى أنهم سيجدون الحنظة وقت الجوع فحسب ، لكن أنا نفسى سأوزغها عليهم ، وعلى العالم كله  مأ أمجدك يا رب، ما أعظمك !!لقد عاش يوسف 17 سنة خارج مصر ، و بقى بداخلها بقية حياته حتى 110.

و العجيب أن الوحى يذكر آثام كل البشر ، لأن الجميع أخطأوا و أعوزهم مجد الرب ، إلا يوسف ، لم يسجل الوحى له أية خطية . لماذا ؟ لآنه مثال المسيح ، مع الفا رق ,  

          وتبقى إشارة غامضة عن مصر بسفر الرويا ، حيث يشير الوحى إلى ما ستؤول إليه أورشليم ومصرفى اخر الأيام ، وما يصيب الشاهدين ،’ وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة التى تدعى روحيا سدوم ومصر حيث صلب ربنا أيضا‘ (رويا 8:11). فإن ما حدث بمصر خلال ألفى عام كان بمثابة صلب للمسيح نفسه . وما دمنا تألمنا معه فلكى نتمجد معه فى النهاية .
          من كل ما سبق يمكن أن نستنتج أن الله سوف يستخدم مصر فى نشر دعوته لتوبة العالم . وبذلك ّتتحقق كلمته ’من مصر دعوت ابنى.‘ ويتحقق مثال يوسف بمصرفى آخر الأيام  حيث يقدم خبز الحياة للعالم كله . ويتحقق وعده ’مبارك شعبى مصر.‘ حسب قصد الله روحيا . ويظهر المسيح لكثير من الناس بمصر. ويكلمهم . وقلت لأحدهنم : إن المسيح يطلب منك شيئا . فرد على الفور : أنا مستعد . ونسمع كلمات الأب مكارى يونان فى كل عظة: سننرى عجبا. ونرى عجبا . ويرى العالم كله عجبا. لنقل: ليأت ملكوتك . لتكن مشيئتك . تعال أيها الرب يسوع . ماران أثا ..غير أن مصر لن تلبث أن ترتد إلى سدوم روحيا . وتعم الخطية فى العالم كله ، ويتحقق سؤال المسيح : ’ولكن متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض؟‘(لوقا8

0 التعليقات:

إرسال تعليق