و يعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم
-
دكتور واصف عزيز
-
إذا كان الرب قد خصص إصحاج 19 بسفر إشعياء عن مصر ، فقد خصص أربعة إصحاحات بسفر حزقيال ، تبدأ من إصحاح 29 حتى 32. وهى صعبة للغاية . ونتضمن بالإضافة إلى غزو نبوخذناصر ملك بابل لمصر ، مراثى مؤثرة عن فرعون مصر. تصور مدى تأثر الله بما سيصيب مصر، و كيف يدمر الإنسان نفسه بنفسه . وكما قال الكتاب عن هذه الحرب التى بدأت بمعركة كركميش : ’بطل يصدم بطلا فيسقظ كلاهما.‘ ولكن نريد أن نركز على نص أشعياء لأنه يشير إلى نهاية مطمئنة مجددة. ربما لأن نبوءة أشعياء ممتدة ، تشمل أزمنة متباعدة . فالنبوءة التى قالها الرب يسوع عن خراب أورشليم و نهاية الأيام ، تحقق حزء منها حرفيا سنة 70 ميلادية . لكن يظل الباقى ينتظر التحقيق فى نهاية الأيام ، حين نرى الرب يسوع آتيا على السحاب .
لقد حدد الروح القدس على يد أشعياء أحداثا دقيقة بالغة الصعوبة . جفاف النيل ، توقف العمل كلية لكل إنسان ، خوف و فزع ، أعداء كثيرون ، خمس مدن تتغير لغتها فيتكلمون لغة كنعان.و وبخ الله خطل التفكير و انعدام البصيرة . ويبدو أن الضربات التى توالت تستغرق وقتا طويلا . و غرض الله أن يعطى ذلك فرصة للمصريين أن يفكروا فيتوبوا . ويعلمنا إرميا (18:31) أن نقول ’توبنى فأتوب.‘ فالتوبة تحتاح معونة من الله .و من رحمة الله أنه ما أن يلمح بداية رجوع الإنسان حتى يسارع بالإصلاح بنفسه . فما أن فكر الإبن الضال فى العودة إلى أبيه الصالح حتى سارع إليه و ضمه إلى صدره ، وأولم له وليمة عظيمة ، وألبسه الحلة ، وذبح له العجل المسمن ووضع خاتما فى يده وحذاء فى قدمه . وهذا ما سيحدث بمصر. لكن لماذا لم يحدث بعد ؟ السبب واضح . إن التوبة لم تتم بعد . إننا لم نتغير بما فيه الكفاية . إننا خير أمه تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر . ولكنها منغمسة حتى أذنيها فى الجهل والسرقة وانعدام الضمير والإهمال والكسل والرشوة وإغراق السفينة بكل من فيها لسرقة التأمين على المسافرين للحج وقتل المتظاهرين وتعذيبهم بدم بارد و فقأ عيونهم . وفوق كل ذلك يتم تزويرالانتخابات وتعطل المؤسسات وسرقة المال العام وسلب الأرض وخطف الرجال وبنات الناس. لماذا يرفع الله العقاب ؟ ويمكنك أن تعرف متى .
لذلك بدأت الصلوات تتصاعد كالبخور من الأفراد ومن شتى الطوائف منذ العام الماضى . وهى تمتد من جبل المقطم والمرقسية وقصر الدوبارة حتى وادى النظرون مرورا بكنائس كثيرة. وقد شملت كل الطواسف لأول مرة وغير المسيحيين . وامتدت حتى الساعات الأولى من النهار. وليس هذا فحسب ، بل امتدت من مصر إلى خارجها ، ووصلت إلى الولايات المتحدة وكندا و دول عديدة عبر الاتصالات الفضائية و الأقمار الصناعية.
فقد تبين أن الشيطان تمتد أنيابه و أظافره من مصر إلى الولايات المتحدة إلى كندا وأوربا وكثير من الشعوب والأمم و الألسنة و القبائل . فنحن ننام لكن الشيطان لا ينام . وتسلل الشيطان إلى داخل كناس كثيرة . حتى أن بعض الكنائس سمحت بالشذوذ الجنسى إلى محرابها وكهنتها. أكثرمن ذلك ,أصبحت هناك كنائس مكرسة لعبادة الشيطان. هكذا؟ وسلاح حربنا مع الشيطان ليس سرا . فقد أوصانا الرب يسوع المسيح أن ’هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم و الصلاة.‘
وقد جربت الكنيسة هذا السلاح فى أزمات عديدة معروفة عبر التاريخ. فقد تزلزل المكان عندما صلت الكنيسة للإفراج عن بطرس . وصلت عندما تهددت الكنيسة والأقباط بالتبديد فى عصر المعز لدين الله الفاظمى . فانتقل جبل المقطم حسب شرط الخليفة! ويقول الأنبا سويرس ابن المقفع "أن الجبل ارتفع حتى ظهرت الشمس تحت الجبل" . وخشى المعز أن تنهدم الندينة . فتقدم الخليفة إلى البظريرك أنبا أبرام بن زرعة وقال له بالنص :"أيها الإمام الآن علمت أنك ولى." وكان المعز قويا فى إيمانه : فآمن واعتزل الملك إلى ملك لا يفنى ولا يضمحل. وصلت الكنيسة كلها بمصرفى الخمسينات . فانزاحت الغمة . وهذه لى شهادة عليها . فقد كنت بالاسكندرية وكنت فى بداية دراستى الجامعية . ولمحت عند جلوسى للغذاء اصطراب والدى وواتلدتى . فسألتهما . وقالت أمى أن هناك إشارة بالطباشير على باب منزلنا . فذهبت وشاهدتها . وكانت علامة صليب ـ توضع على البيوت التى سيتم مهاجمتها . ومرت السنين . وكانت والدتى على فراش الموت. وصعدت بهدوء بجوارها لآسترجع الحادث . فقالت أنا قلت لبابا أشيل علامة الصليب؟ فقال لى "أتركيه فهو الذى يحمى البيت !!" وقد كانت النتيجة مؤكدة .
وقد بدأت بوادر استخدام هذا السلاح . ولكن هل ستتم الاستجابة سريعا؟ لقد كتبت ما سبق من شهرين و توفقت بسبب حادثة . وراجعت كل ما كتبت . وتأكدت أكثر أن نبوءة أشعياء فى طريقها للتحقق . بقى جزء واحد . هو جفاف النيل . وأمس قرأت أن سد النهضة فى إثيوبيا ، الذى سيكون أكبر سد بأفريقيا ، سيبدأ فى سبتمبر بتحويل النيل الأزرق الذى يمد مصر ب 60 % من الماء ، و سيؤدى إلى بوار 2 مليون فدان . لآحظ أن أشعياء لم يتكلم عن العطش ، بل التاثيرعلى صناعة الكتان . الله يدبر: توبنى فأتوب
0 التعليقات:
إرسال تعليق