نحن نحتاج إلى المصداقية
بقلم : فوزى نجيب
لو سألت عن عمل أى شخص فى بلده قبل مجيئه إلى بلد المهجر تسمع منه أنه كان يشغل أهم وأفخم المراكز .. فمنهم من كان رئيساً لمجلس إدارة شركة كبيرة أو صاحب شركة ومديراً لها أو مخترع أو وزير أو حتى وكيل وزارة .. وأقل ما تسمعه من مراكز وظيفية هو مهندس أو دكتور أو صيدلى أو صحفى أومحرر فى جريدة مشهورة أو ممن كانوا ضمن مشاهير مصر . والغريب عندما تجلس مع أى ٍ منهم تجده فارغاً كبرميلٍ فارغٍ يرن ويُحدث ضوضاءً وهو ليس بملآن . فلا نجده يعرف التحدث بالإنجليزية .. ونجد تصرٌّفاته وسلوكياته عجب العجاب لا تدل على أنه كان مسئولا يوماً فى أى عملٍ . . ثم نجده هنا يعمل فى الدش ووشر أو تنظيف الغرف أو الأعمال التى لا تحتاج إلى أى مهارة أو تعليم ثم نجده يتحصّر على مركزه الذى كان فى بلده .. ولست أعلم لماذا نحن العرب نثرثر ونهوِّل كثيراً ونكذب كثيراً ونكره كثيراً ..ولا نعمل عملاً جاداً ينفعنا وينفع غيرنا .. وأنا أعرف رجلاً كان ذو مكانةٍ فى مصر .. عندما جاء إلى المهجر سألناه عن عمله فى مصر فأجاب فى تواضعٍ شديد وقال : كنت عامل فى مصنع .. وبدأ هذا الرجل من البداية وكأنه ولد من جديد وتعلَّم اللغة الإنجليزية حتى أتقنها ثم إلتحق بالجامعة ودرس الحقوق وتخرَّج وأصبح محامياً مشهوراً فى إحدى الولايات .. إن هذا الرجل عرف كيف يبدأ فى بلدٍ جديد وحسب المشوار ولم يحسب كيف تُجمع المادة .. بل عرف كيف يُغيِّر نفسه .. وقد علمت أنه من خلال مهنته يساعد أبناء جلدته وينصحهم وقد ألَّف كتابا بعنوان " كيف تكون ناجحاً فى بلاد المهجر " .. نحن ينقصنا المصداقية والأمانة فى القول والعمل - مع أنفسنا ومع الغير - لكى نلحق .. وأقول نلحق بالدول التى سبقتنا بمئات السنين
0 التعليقات:
إرسال تعليق