لتجف منابع الأحزان
بقلم : ميشيل رزق الله
ولقد نظرت إلى حالة مصر الحاضرة فوجدت الخوف يمزِّقنى وأنا أرى الإنحدار السريع لها والسقوط البالغ الذى تهوى إليه .. الشعب المصرى الذى باركه الله ونيل مصر أحد أنهار الفردوس يسقطان سريعاً , إنحدارٌ وسقوط فى الأخلاق وفى الأحكام وفى رئاسة الدولة وفى العلاقات والإقتصاد وموْسسات الدولة والإنتاج الصناعى والآداب والفنون .. إنحدارٌ فى العلوم والتعليم والإدارة والتنظيم والأحزاب والإعلام والسياحة .. إنحدارٌ فى العيش والحرِّية والعدالة الإجتماعية والصحة البدنية والنفسية والإجتماعية .. ولا بدائل مطروحة للشفاء من الرزائل والأشواك والجراح .. فعلى أرض مصر التناحر على من يمسك زمام مصر وتفتيت عنصرى الأمة والميلشيات والبلطجية والسلفيين وجماعات الجهاد الإسلامى المصرية والمستوردة من أفغانستان والدول العربية والإسلام منهم جميعاً براء .. لأننى وببساطة لا أفهم ولا أصدِّق أنَّ هناك ديناً أياً كان هذا الدين يحض أتباعه على العنف والقتل وسفك الدماء البريئة تحت أى مُسمَّى أوظرف أوهدف .. بل ويُفجِّر أتباعه أنفسهم فى سبيل الله .. أى إله هذا ؟ ومن يكون هذا الإله الظالم الذى يستمتع بروْية الدماء كأنه دراكولا أو أنه من مصاصى الدماء .. أقول بيقين إن هذا الإله هو الشيطان نفسه وهو الذى يسيطر على عقول وقلوب المنتمين لهذه الجماعات
أما حول مصر فهناك مشكلات منابع النيل وجيرانها الأفارقة وأطماع فلسطين وتربُّص اسرائيل ومسلسل الربيع العربى ومخاوف من الغرب ومن ميوعة الموقف الأمريكى والإستغلال من جانب بعض دول الأمة العربية .. وكأن مصر الطيبة الشابة الفتية النضرة والقوية منذ آلاف السنين أصبحت عجوزاً واهنةً وفريسة سهلة مهيأة للإقتناص والإنقضاض عليها من كل من فيها ومن حولها .. يقولون فيها الأشعار .. يتغنون بها ولها كأنها الدنيا وما فيها .. نعم مصر أم الدنيا ولكن جاهدوا لها واعملوا لها وارفعوها تاجاً على هامة شعبكم .
أصبحت مصر رهن المتناقضات والمغالاة فى كل شىء .. وهذا التردِّى والإنزلاق إلى الدرج الأسفل فى غيبة الشرطة والجيش وانفلات الأمن وحكم الجهلاء بالسياسة ممن يتشدَّقون ويراوغون ويحملون شهادات علمية مخادعة لسوف يوْدى إلى السقوط العظيم لا قدَّر الله .. لأن العلم يسمو بصاحبه إلى العقلانية والتحضر ويهذِّب سلوكه ويجدد أفكاره ويقوِّمها فيرتقى بنفسه وبمن حوله .. وكلما كان الحاكم عالماً كلما كان صادقاً متواضعاً شاعراً بآمال وآلام شعبه .. وهنا أتساءل .. هل الحزب الحاكم فى مصر يتَّبع تعاليم الله فى حكم شعب مصر .. أم يحكم على هوى الحزب ؟! .. حاشا لله أن تكون هذه تعاليمه التى يحكم بها الحزب شعب مصر .. وهل حاكم مصر الحالى " الدكتور محمد مرسى " يحكم بما أتاه دينه ( دين الإسلام ) أم يحكم بما أتاه حزبه من خزعبلات وخرافات وافتراءات وتضليل للرأى العام وكذب ورياء ولوى الحقائق وقتل الشهداء وملء السجون والمعتقلات بالمظلومين .. هل المرشد هو إله محمد مرسى أو نبيُّه ؟ .. وهل يخاف محمد مرسى من القتل إذا استقلَّ بالحكم بعيداً عن الإخوان ؟
إنى لأتساءل .. من يحكم مصر الآن ؟ إنَّ الإجابة على هذا السوْال ليست صعبة
إنهم الإخوان " المسلمون " وهم ليسوا بمسلمين .. لأنهم لا يطبِّقون تعاليم الإسلام السمحه .. إنهم إخوان الشيطان .. والحاكم مُهان من حزبه وأهان شعبه .. فأصبح مرفوضاً من شعبه ومُهان ..
أيها الشعب المصرى الأصيل الذى يستشهد أبناوْه من أجل حياة كريمة .. لا تخنع ولا تيأس
قم واحمى مصر من السقوط ومن القنوط ومن الإخوان لتجف منابع الأحزان
0 التعليقات:
إرسال تعليق