.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأربعاء، فبراير 06، 2013

ابراهيم عيسي يكتب.... الكتالوج المفقود

إبراهيم عيسى يكتب: الكتالوج المفقود
إبراهيم عيسى
المشكلة عندنا هى الجهل بالتاريخ، كما الجهل بالسياسة.
من هنا يضيع منا الكتالوج.
لا يمكن إصلاح تليفزيونك أو ثلاجتك أو محمولك من غير الاستعانة بالكتالوج، نفس الشىء فى حياتنا وحالتنا المهبِّبة مع دولة مرسى والإخوان، فإنك لا تستطيع أن تحكم وأنت جاهل بالتاريخ والسياسة، ولا تستطيع أن تعارض وعندك نفس المرض.
إذن نرجع للكتالوج الذى يؤكِّد، كما أكرر، أن الانتخابات الرئاسية المبكِّرة مطلب سياسى ديمقراطى مشروع وطبيعى جدًّا ولو بعد أسبوع من ممارسة رئيس لحكمه، لأن بعض الببغاوات يرددون أن مرسى رئيس منتخَب وكأن انتخاب سعادته جاء بإجماع ساحق أو بأغلبية هائلة، وهو الناجح بشِقّ الأنفس وعلى الحافة، وهناك مَن يشكِّك أصلًا فى أنها نتيجة شارك فى صناعتها التزوير أو التهديد الإخوانى بحرق البلد، ومع ذلك فإن الذين يتحججون بكونه منتخبًا لا بد أن يراجعوا طبيبًا نفسيًّا فورًا، فالمؤكَّد، ولعلك سمعتنى أو قرأتنى أقول ذلك نصًّا من قبل، أن انتخاب أى رئيس لا يعنى تفويضًا له باختراق القانون وهتك الدستور وخدمة جماعته وتنظيمه السرى، الانتخابات يا مُحْدَثى النعمة لا تسمح للمنتخَب بأن يتجاوز وينحرف بالقانون حتى تبرروا استبداد صاحبكم بهذا الكلام التافه الجهول، ثم إن هتلر بالمناسبة كان منتخَبًا، وموسولينى وجورج بوش، ولا يمنع انتخابهم من وصفهم بالمستبدين المجرمين!!
ثم نأتى إلى فكرة حكومة الإنقاذ الوطنى، حيث يحدِّثك البعض من فرط الجهل بالتاريخ، أن تغيير هذه الحكومة يؤدِّى إلى عدم الاستقرار، بينما وجود هشام قنديل أصلًا يعنى عدم استقرار مصر، بل وضياعها المحتم بقدرات هذا الرجل الضئيلة النحيلة الضعيفة، وهو يمثِّل أكبر نموذج للفشل السقيم فى موقع الحكم، حيث يسمع الكلام ويطيع الأوامر، وحيث لا يملأ عين مواطن واحد سياسيًّا فى مصر، حتى الإخوان مقعَّدينه منظر حتى يزيحوه بمنتهى البساطة، وقد أدَّى دوره فى حجز الكرسى لغاية ما الباشا الكبير ييجى، لكن التاريخ يقول لنا إن تغييرات وزارية وحكومة جديدة برئيس جديد ثم تغييره وتجديد حكومته، كلها أمور طبيعية جدًّا أن تحدث بعد ثورة، لا أحد يتصوَّر أن التغييرات تعنى عدم استقرار، فهى فى حقيقة الأمر تأتى بعد فترة جمود جليدية، ومن ثَمّ أى تغيير طبيعى يصبح غير طبيعى مقارنة بما قبله، كذلك الثورة حين تنظر إلى الواقع من أجل تغييره جذريًّا وتحويل اتجاهاته تجد عقبات وتتعثر فى مشكلات، وإذا لم تكن قدرتنا على التصرُّف سريعة ويقظة انغرسنا فى المشكلات بدلًا من أن نخرج منها، فيلزم إذن التغييرات ولا بأس إطلاقًا فى الإطاحة بوزير بعد مدة قصيرة من تولّيه أو إقالة رئيس وزراء بعد شهور من جلوسه فى منصبه، لأن ما يمكن أن نصبر عليه من بطء أو فشل فى الأيام العادية لا نتحمَّل مثقال حبة من خردل منه فى أيام الثورة ومراحل الانتقال والنشوء والتطوّر!
لسنا بالقطع أول مَن يمر بهذه اللحظات، كما أنها ليست المرة الأولى التى نمر بها، جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو تولَّى وزارة الداخلية، ثم بعدها صار رئيس الوزراء، ثم رئيسًا مثلًا، على ماهر تولَّى رئاسة الحكومة ثم ذهب لرئاسة لجنة الخمسين التى كانت تُعِدّ دستورًا جديدًا للبلاد.
الحقيقة أن لدينا رئيسًا لا خبرة له فى إدارة السياسة إطلاقًا، وكل خبرته فى التاريخ مصدرها مذكرات حسن البنا الدعوة والداعية، المقررة عليه فى الجماعة!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق