.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأحد، يناير 06، 2013

ميلاد المسيح هو رأس الآعياد

ميلاد المسيح (1) - رأس الأعياد
mch2-s.jpg
عيد ميلاد المسيح كإنسان هو رأس الأعياد، بحسب ما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم. كل أعياد السيد الأخرى – الظهور، التجلي، الالام، الصليب، القيامة والصعود – تتبع الميلاد.
من دون الميلاد لم كانت القيامة لتكون، بالطبع من دون القيامة لم يكن هدف التجسد ليتحقق. كل هذه الأعياد واحدة. نحن نفصلها لكي نحتفل بها، ولكي ننظر بوضوح أكبر إلى محتواها.
 في كل قداس إلهي، نعيش كل أحداث التجسد الإلهي. وهكذا، بحسب الآباء، كل عيد هو الميلاد، وكل عيد هو الفصح وكل عيد هو العنصرة.

ما جرى في البشارة، بدأ عند ميلاد المسيح. عندما نسميه إعلاناً نعني أن هناك أكثر من شخص، كالعذراء ويوسف وغيرهما، قد كُشف لهم أن المسيح الذي كانت تنتظره كل الأجيال قد أتى إلى العالم.
398769_134280443352471_100003115478640_159985_626539799_n.jpg
 على الأكيد، يبقى المسيح مخفياً عندما يظهر، وعندما يظهر يكون مخفياً. نحن نرى هذا في مجمل حياته كما في إعلانه لقديسيه.
ميلاد المسيح هو حدث تاريخي لأنه جرى في لحظة محددة من التاريخ، عندما كان أوغسطس قيصر امبراطوراً وهيرودس حاكماً لليهودية.
شدد الإنجيليون على تاريخية الحدث، لأنهم يريدون أن يقولوا أن المسيح هو شخص تاريخي.
هذا يعني أن المسيح اتخذ جسداً بشرياً حقيقياً، وأن التجسد لم يكن مجرد مظهر خارجي أو خيال.
 وبالرغم من تاريخيته، يبقى هذا الحدث سراً. نحن نعرف أن الإله - الإنسان، الإله الكامل والإنسان الكامل، موجود، لكن يبقى سراً هو كيفية اتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية في شخص الكلمة.
إلى هذا، ما جرى لشخص المسيح، اي اتحاد الطبيعة الإلهية أقنومياً بالطبيعة البشرية، جرى مرة واحدة فقط.
Click to view full size image
لهذا قال القديس يوحنا الدمشقي أن المسيح هو "الأمر الوحيد الجديد تحت الشمس".
 هذا يعني أنه منذ خلق العالم والإنسان، لم يكن هناك أي جديد في العالم. كل شيء يتكرر.
ولادة الإنسان هي نتيجة كلمة الله وثمرتها "لنصنعن الإنسان على صورتنا وشبهنا
و "أثمروا واكثروا واملأوا الأرض، وأخضعوها" (تكوين 1: 26 – 28). الجديد الوحيد هو المسيح الإله – الإنسان.
إذاً، تاريخية الحدث لا تلغي السر، كما أن السر لا يستبعد التاريخية. في عيد الميلاد نحتفل بميلاد المسيح،
ولكن في الوقت عينه نختبر سرياً، في قلوبنا، كل الأحداث المرتبطة به، إذ عندما نكون أحياء في الكنيسة، نشترك في كل مراحل التجسد الإلهي ونختبرها.
المصدر: الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس، بشارة العذراء مريم، الأعياد السيدية، (دمشق: منشورات مكتبة البشارة،

0 التعليقات:

إرسال تعليق