خبر الهجوم على المعارضة فى امتحان مادة النحو الذى نشرته جريدة «الوطن» وحذف صورة درية شفيق من منهج التربية الوطنية لأنها غير محجبة الذى نشرته جريدة «التحرير» والهجوم على طه حسين والنية المبيتة لحذف رواية «الأيام» من منهج اللغة العربية.. إلخ، كل ما سبق يجعلنا نخاف على تغيير هوية التعليم المصرى ونخشى من أخونة التعليم التى تتم بنفس الخطى الواثقة الثابتة والمنهج الصارم العنيد الذى تمت به أخونة الدستور وفرضه بالتزوير وتغيير هوية الوطن وملامحه قسراً وعدواناً، ومن وجهة نظرى فإن أخونة التعليم تساوى، بل هى أخطر من، أخونة الدستور. تحمّلنا وحاربنا كل مظاهر الأخونة بداية من مؤسسات الدولة والمحليات ونهاية بالرغبة الحارقة الهستيرية فى أخونة الإعلام والقضاء والأزهر، لكن أخونة التعليم وتغيير هويته لصالح فكر جماعات الإسلام السياسى، هذا ما لا يستطيع الوطن تحمّله لأنه ليس ملكنا بل ملك الأجيال الجديدة التى لا يمكن أن نحشدها كقطيع تُغسل أدمغته ويُزيَّف وعيه لا لكى يكون مواطناً مصرياً بل لكى يكون ترساً فى آلة الإخوان.
ليست القضية لغة عربية أو تربية وطنية فقط ولكنها ستمتد إلى التاريخ وأيضاً العلوم، ولا يندهش أحد ويقول «يا راجل ماتبالغش» العلوم شىء ثابت ولا يمكن أن تطولها يد التغيير، ولكنى سأثبت العكس وأن نسبية العلم وتمرده يجعلانه فى خصام دائم مع دعاة الدولة الدينية ولا يمكن له أن يزدهر فى ظلها، وسأحكى حكاية حدثت معى شخصياً أمس بعد عرض برنامجى الطبى الذى أقدمه على شاشة دريم والذى عرضت فيه عشرة أشياء منقرضة فى جسم الإنسان طبقاً لنظرية داروين ومنها الزائدة الدودية والعصعص وغيرهما، المهم أن فتاوى التكفير من ميليشيات النت الإسلاموية النشطة سرعان ما فتحت النار على العبدلله فصرت من أتباع داروين والعياذ بالله ومن أنصار نظرية التطور أحرقها الله وأحرق صاحبها ومن علمها وتعلمها ودرسها وتدارسها!! أعظم نظرية فى تاريخ علم البيولوجى صارت كفراً بواحاً عند العقول المغلقة والتى سرعان ما ستفرض كلمتها ومنهجها وطريقة تفكيرها أو تكفيرها على صفحات كتب الدراسة وبالتالى على أمخاخ وعقول أبنائنا، وبالطبع سيتغير منهج التاريخ ليبدأ تاريخ مصر منذ أن فتحها الإخوان وأنعم الله على مصر بمكتب الإرشاد، وستصير غزة جزءاً أصيلاً من خريطة مصر فى الجغرافيا، وسنقدم واجب العزاء فى التاريخ القبطى، وسيحل شعر القرضاوى البليغ محل شعر شوقى والمتنبى، وستدخل الحجامة وطريقة ختان البنات إلى منهج الطب.. إلى آخر فيضان قريحة الإخوان التى ستجود علينا بأعظم الافتكاسات والاكتشافات والتجديدات.
إخوانى الإخوان، التعليم خط أحمر وأولادنا ليسوا قطيعاً يقتات من حشائشكم وحقولكم، حتى العقول تريدون أن تدخلوها إلى قمقم المقطم و«تقيفوها» على مقاس وقالب مكتب الإرشاد!!.
0 التعليقات:
إرسال تعليق