.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الخميس، ديسمبر 20، 2012

فاطمة ناعوت تكتب : عصر الارهاب





«أيهما أهونُ، أيهما أمَرّ: فساد نظام مبارك، أم إرهاب الإخوان والجماعات الدينية؟» سؤالٌ يملأ وجدان كل مصرىّ ومصرية! من أسف، بدأ الناس يكفرون بالثورة التى أرقنا الدمَ من أجلها والعيون! وكأن علينا دائماً الخيار بين مُرَّين! ألا نستحقُّ بديلاً ثالثاً أجملَ وأرقى؟! ففيمَ كانت الثورة؟! السيوفُ تدخل مصرَ! جهاديون يحملون الأسلحة ليرهبوا الشعبَ ويكمموا فمَ كل مَن يرفض انهيار مصر، أو يبدى خوفه على غد مصر المظلم على يد جماعة الإخوان، سيدة المراوغة، والسادة مرسى والشاطر والمرشد العام: محرّك الخيوط الأعظم من وراء الستار. لكن اللعب، أو الإرهاب بالأحرى، لم يعد مستتراً، بل أصبح على المكشوف. وكانت إشارة البدء حين خرج محرّك الخيوط من وراء الستار الأسود، ليتكلم على الملأ، فعرف، مَن لم يكن يعرف، فى يد مَن مقدّرات مصر. (ملحوظة عابرة: قبل انتخاب مرسى، كتبتُ مقالا عنوانه «هل يحكمنا المرشد؟»، لكن جريدة مصرية رفضت نشره، فنشرتُه فى جريدة «العرب اللندنية» وقتها).

حازمون وحازمات! أم لا حازمات ثمة لأن المرأة عورة؟! يُرهبون الإعلام المصرى. والمعروف من أدبيات كل ديكتاتوريات العالم، أن ألف باء فاشية هو إخماد صوت الإعلام كى تتقلص «الأصوات» المتعددة، فى «صوت واحد»، هو صوت الديكتاتور. وصوت الديكتاتور هنا تطلقه قنوات التليفزيون المصرى الحكومى، الذى كان صوتَ مبارك فيما مضى، والجزيرة القطرية، بالإضافة لقناة «مصر 25» التى تتفنن فى تقديم صورة رائعة لمصر، لا نراها ولا نسمع عنها إلا فى حكايا «ألف ليلة وليلة».

أطفال حازم يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامى! يفتشون الدخولَ ويعتدون على المذيعين والإعلاميين والمثقفين. إنهم دولةٌ كاملة! يبنون المراحيض، ويستلبون العجول والجِمال ويذبحونها فى العراء، خارج السلخانة، ليأكلوا ملء بطونهم، ويناموا ليلهم ملء جفونهم بعدما يشعلون مصر بإرهابهم كل نهار!

فى استفتاء السبت، حاصر الإرهابيون الصحفيين وضربوهم وكسّروا عظامهم! أوثقوا بالحبال أى مواطن حاول أن يسجل بكاميراه طقوس التزوير الفج الوقح الذى يمارَس على مرأى العالم، وأكبر من أن يتحمله مقالى وكلّ مقالات العالم. اقتحموا مقر حزب «الوفد» وجريدته ويحاصرون الآن جريدة «الوطن» فيما أكتب إليكم مقالى هذا! والكمد يغشى قلبى فيما أختلس النظرَ إلى شاشات التليفزيون ولا أصدق أننا فى مصر!

شهدنا التزوير كثيراً فى العصور الغابرة، لكننا لم نشهد تزويراً ممنهجاً وسافراً بكل هذا العلن وانكشاف الوجه كما نشهده فى عصر مرسى. هل قمنا بثورة؟ وهل أتتِ الثورةُ حقّاً بالإخوان الذين نافقوا مبارك وحزبه الوطنى مثلما تآمروا على مصر مع الإنجليز قديماً؟ هل أسفرت ثورتنا عن السيد مرسى رئيساً لمصر؟ هل ما يحدث حقيقةٌ، أم كابوسٌ بغيض سنصحو منه لنرى ابتسامة مصر من جديد؟

لكن غاندى قال: «حاربْ عدوَّك بالسلاح، الذى يخشاه، لا بالسلاح الذى تخشاه أنت». لهذا سنحاربكم بالحق، لأنه ما تخشونه.


0 التعليقات:

إرسال تعليق