.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الاثنين، أكتوبر 01، 2012

توقيتات تدخل الله "للقس صرابيون غبريال "


توقيتات تدخّل الله في حياتنا مذهلة حقاّ ومدهشة لعقولنا وصادمة لتوقعاتنا وعجيبة وغريبة عن توقيتاتنا وتوقعاتنا !!؟؟
فما نظنّه نحن الوقت المناسب لتدخل الله لا يكون هكذا بالنسبة لله ،وما نحسبه أنه قد فات الأوان لأي تدخّل يكون هو ملئ الزمان لتدخّل الله " لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ "جا1:3
ما ظنّه موسي الوقت المناسب ليخلّص شعبه من عبودية المصريين كان يسبق وقت الله بأربعين سنة !! وما ظنّه يوسف الوقت المناسب ليخرج من السجن كان يسبق توقيت الله بسنتين كاملتين !!؟؟
وفي أحيانٍ كثيرة يكون تدخّل الله قبل الحدث نفسه وقبل الإحتياج للتدخل !! ودون أن نشعر نجد أموراً عجيبة غير متوقّعة تحدث لنا " وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَبَعْدُ أَنَا  أَسْمَعُ " أش24:65
حاصر الملك شاول داود ،وكان يستحيل أن ينجو داود من هذا الحصار المحكم ،وتدخّل الله بسرعة لينقذ إبنه من أنياب شاول " وَكَانَ دَاوُدُ يَفِرُّ فِي الذَّهَابِ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ، وَكَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ يُحَاوِطُونَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ لِكَيْ يَأْخُذُوهُمْ.
فَجَاءَ رَسُولٌ إِلَى شَاوُلَ يَقُولُ: «أَسْرِعْ وَاذْهَبْ لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدِ اقْتَحَمُوا الأَرْضَ».
  فَرَجَعَ شَاوُلُ عَنِ اتِّبَاعِ دَاوُدَ، وَذَهَبَ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ " 1صم26:23
كانت الخطة والمؤامرة مُحكمة، والشبكة مخفاة بمهارةٍ وخبثٍ لقتل كلِّ اليهود ،وكانت الصلوات والأصوام مرفوعة من كل الشعب ،وتدخّل الله في توقيت مذهلٍ عجيب قبل دخول هامان ليطلب إبادة الشعب الإسرائيلي كله بلحظاتٍ قليلة ،فطار نومُ الملك وأمر بقراءة سفر أحداث القصر ،وعرف أن مردخاي اليهودي قد أنقذه من مؤامرةٍ لقتله ،وأراد أن يكرّم ويعظّم ويرقّي مردخاي في نفس لحظة دخول هامان ليطلب قتل مردخاي !!؟؟
قبض هيرودس الملك علي بطرس الرسول ناوياً أن يقتله في الغد ،ولم تكن هناك أي فرصة لأي تدخّل ، فالملك هو الذي أصدر أمرَ قتلِ بطرسَ ،والشعب كلّه في إشتياقٍ ليري بطرس مقتولاً ليتخلّصوا من أهم رسول ،ولكن الله تدخّل وأنقذ بطرس من الموت ومن قرار الملك ومن كل إنتظار شعب اليهود " الآنَ عَلِمْتُ يَقِينًا أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ هِيرُودُسَ، وَمِنْ كُلِّ انْتِظَارِ شَعْبِ الْيَهُودِ».أع 11:12
توقيتات تدخّل الله تبدو لكثير منّا أنها نسيانٌ لنا ،وعدم تقدير لظروفنا ،وإهمالٌ لمشاعرنا وإحتياجاتنا ،ولكن لمنتظري الرب والذين إختبروا تدخلاته اليقينية حتي ولو في الهزيع الرابع ،تدخلاته حاسمة وحازمة وقوية وفي ملئ الزمان لا لحظة قبلها ولا لحظة بعدها !!؟؟
 
ثق وتأكّد أن الله لن يترك هامان ليدخل ويتآمر ضدّك دون أن ينبّه الرؤساء ليكرموك ويرفعوك!!؟؟
ثق وتيقن أن فرعون قد يأتي خلفك يريد أن يهلكك ،ولكن الله يستحيل أن يتركه يلحقك ،بل سيعرقب مركباته وخيله ويغرقه في أعماق البحر ،وتري بعينيك كيف يبيد أعداءك ومقاوميك " إِنَّهُ سَيَخْزَى وَيَخْجَلُ جَمِيعُ الْمُغْتَاظِينَ عَلَيْكَ. يَكُونُ كَلاَ شَيْءٍ مُخَاصِمُوكَ وَيَبِيدُونَ.
 تُفَتِّشُ عَلَى مُنَازِعِيكَ وَلاَ تَجِدُهُمْ. يَكُونُ مُحَارِبُوكَ كَلاَ شَيْءٍ وَكَالْعَدَمِ.
 لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ "أش11:41
كل تدخلات الله هي لأجلك ولأجل خلاص نفسك ،حتي وإن بدا في عينيك أنّه تأخير من الله عن ظروفك الصعبة ،فإعلم وتيقّن أن تأخير الله هو لكي يخرجك من السجن إلي العرش ،وليس من السجن إلي بيت فوطيفار مرّة أخري 


fr. Serapion Ghobrial

0 التعليقات:

إرسال تعليق