فوزى نجيب يكتب " ختام الامر كله نظف قلبك لكي اسكن فيه "
العالم
وضع فى الشرير ، والإنسان امتلأ بالشر وإلتوت طرقه ، وتاه فى عالم ضاعت فيه الرؤية
واختلطت الأمور .
صرخ
قلبى واشتاق إلى العدالة ، ذهبت أبحث عنها فى دار العدالة فهالنى ما رأيت .
وجدت
الظلم يقف على الأبوب ويعشعش فى الطرقات . ويرقص على منصات العدالة ، وسمعت صراخ
المظلومين بين جدران السجون .
قلت
لنفسى . كيف يعجن الانسان فى بداية طفولته . كيف تربى ؟ كيف نشأ ؟
فوجدت
ما لا يسر عدو ولا حبيب . أسر تفككت من الكراهية والبغضة .
دعاوى
طلاق تكدست على منصات القضاء ، أطفال ليس لهم ذنب تشردوا فى الطرقات . التقطوهم من
على أرصفة الشوارع البعض راح للملاجئ والبعض راح لتجار الأعضاء .
قلت
ياربى رحمتك .
آباء
يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون .
سألت
وما نفع التربية والمعابد فذهبت
إلى مدارس التربية والتعليم ....... فوجدت لا تربية
ولاتعليم
، فالعلم مُدت إليه يد التحريف والتزييف وأُدخلت خزعبلات عصور الجاهلية ومعلمون يقولون ألغاز
لشرحها فى الدروس الخصوصية .
فقلت
لنفسى لا تيأسى فلنا عزاء فى التربية ، فوجدت التربية فسدت والأخلاق ذهبت فخرج جيل مهزوز ليس عنده انتماء لأى
شئ غير الجهل والغباء .
قالوا
يا أخى لماذا أنت متشائم؟ اخلع النظارة السوداء من عينيك وكن متفائلاً فترى الوجود
جميلاً ..
انظر
العلم تقدم بخطوات مذهلة والطب والعقاقير فاقت المعجزات .
قلت نعم
لابد أن هناك نتائج حسنة دعونا
نرى . فوجدت ما أدمى قلبى ..
الأسرة
مكتظة بأمراض ليس لهـــا حــــــل .، وأجساد البشر
أصبحت
تجارة رابحة ، وكل شئ صامت هادئ ..
أطلقت
حاسة السمع لعلى أسمع تأوهات وانين الأحياء الأموات ولكن وجدت كل شئ مغلف ومزين
ونظيف والأحياء
فى سبات
نوم عميق بنشوة وسعادة من محاليل المورفين .
قالوا
يا أخى لا تغالط نفسك . نسبة الوفيات نقصت والعالم اكتظ بالبشر قلت لأتأكد .. ذهبت
إلى حفار القبور ربما يعانى من أزمة مالية فوجدت الزبائن طوابير ، وهو يحفر القبور
فى صمت وسعادة ويضع الأموات ويهل عليهم التراب . لا يعرف التأثر لقلبه مكان وكأنه
يدفن فئران .
فشعرت
برعب وخوف .. وعطش قلبى للحب والأمن والامان فأسرعت إلى بيوت الله فوجدت مِلل وأديان انقسمت على انفسها ، ووجدت من يصرخ
فى الآذان أنه الدين الأحسن والأسمى .
وجدت
بغضاء كل منهم للآخر . ووجدت كلمة الله تباع وتشترى ووعاظ يعظون بما لا يتعظوا ، وبإسم
الدين ترتكب أفظع المصائب .
تاهت
المحبة ولفظت انفاسها فى أحضان الفلسفة والكلمات والتشامخ والكبرياء وحب الظهور
ولم يعد أحد يحب أحد .
فتألم
قلمى من صراخ أعماقى وقال لابد أن أكتب عن حق تاه ومفاهيم إعوجت فكتبت كتب ، وذهبت
إلى سوق القراء فوجدت أناس يغطوا فى نعاس مثل تنابلة السلطان ، وتأثر لحالى شيخ
جليل سألنى عما تبحث يا ولدى ؟ قلت عن قراء يقرأوا آهاتى ويسمعوا صراخى فقال : لا
تتعب نفسك يا ولدى فنحن فى زمن العيون لا تبصر والآذان لا تسمع والقلوب لا تفهم .. وإن
قرأوا لا يفهمون وإن سمعوا لا يتأثرون .
فقلت :
وما الفائدة من تعبى وسهر الليالى لجيل لا يقرأ ولا يسمع لأنه يحمل أذهان تبلدت
فهز
الشيخ رأسه بحيرة وحزن
وقال :
اتريد ان تعلم فى أى جيل نحن ؟!
قلت نعم
يا أبى ..
قال :
ارمى قطعة من الفضة .. فرميت .. فهز
رنين الفضة نشوة فى النفوس ، فتفتحت العيون وتشددت الأرجل وانتصبت الأجسام .
فصرخت
.. فقالوا اخرس .. وإلا سوف تـُرجم .
قلت :
ما إنا إلا إنسان مسكين لا حول له ولا قوة وليس عندى ممتلكات تسند ظهرى .
قالوا :
إذاً أدخل فى صمت واجلس فى المقاعد الأمامية لكى يروك ويراقبوك وكن مطيعاً طاعة
عمياء ولا تجادل ولا تحاور ولا تتفلسف ولا تنتقد أحداًُ ولا تكلم احداً ..
فمن
تكون أنت ؟ ، فبكيت من سلطان الظلم والتفت يميناً وشمالاً فوجدت المسيح مصلوباً فى
كل مكان يدمى دماُ
وفجاة
سمعت همساً حنوناً بطعم المحبة كنت أشتاق إليه منذ دهور ....
أنت
هيكل الله وروح الله يسكن فيك ..
قلت نعم
.. نعم ..
قال
اطرد أمور العالم ولا تهتم ونظف قلبك لكى أسكن فيه ، أما الخلق وأمور العالم
فاتركها لى ، فتجـــــــــــد المحبة والراحة .....
وتهدأ
وتهدأ وتهدأ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق