" اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.
لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ.
وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ "أع28:20
هل هناك إنقسامٌ واضحٌ داخل الكنيسة بسبب إنتحاب البابا الجديد !! هل هذا سيؤثّر علي وحدة الكنيسة وقوّتها !!؟؟
إنّ الكارثة المحزنة والموجعة لقلوب الرعيّة أن يكون الإنقسامَ والتفتّتَ والتمزّقَ ليس من خارج الكنيسة ،ولكنّه من داخلها كما قال معلمنا العظيم بولس الرسول " ومنكم أنتم" ..من الرعاة المنوطُ بهم رعاية الكنيسة والحفاظ علي وحدتها وتراثها ومجدها وقوتها !!؟؟
وهذا الكلام لا يُقصد به مطران أو أسقف معين أو راهب معين ،ولا ينتمي هذا الحديث لأحد ضد أحد !! بل هو حديث روح الله لنا جميعاً ،وهو تحذير الكتاب لكل الأجيال !!؟؟ فالكل يعلم ويحفظ عن ظهر قلب هذه الآية " اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، "زك7:13
فيا تُري هل الضربة الشديدة هذه الأيام موجّهة ضد إنتخاب البابا الجديد ،لكي يحدثَ إنقسامٌ في الكنيسة ،وتتحوّل الكنيسة الأرثوكسيّة القوية والمتحدة في العالم كلّه إلي كنيسة تكثر فيها الإنقسامات فتضعف وتنحل وتضمر وتصيرُ كنيسة صغيرة لا مكان لها وسط من يشفعون ويطلبون عن العالم الممزّق والمضطرب والمنحل!!؟؟
لا زال هناك في الكنيسة سبعة آلاف ركبة لم تنحني لبعلٍ ولم تقبّله ولم تنحني له ،وسيظل إلي الأبد في الكنيسة هذه الطغمة التي تحمي الكنيسة بإتصالها الدائم بنبع قوة الكنيسة ورأسها وإلهها ربنا يسوع المسيح له كل المجد " عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا،
وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ "أش6:62!!؟؟
وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ "أش6:62!!؟؟
ولكن يتبقي هناك دائماً وأبداً ديوتريفوس الذي يحبُّ أن يكون أولاً ،حتي ولو كان أولاً في مركزه الكنسي ،ولكنّه يريد أن يكونَ أول الأوائل ولو كان هذا علي حساب وحدة الكنيسة !! ولو كان هذا علي حساب المحبة والإتضاع ،ولو كان هذا علي حساب تفضيل الآخر عليّ " وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ "رو12:10
لستُ أناقش قانونية ترشيح الأساقفة ،وهل هذا ضد قوانين الكنيسة أم لا !!؟؟ ولستُ مع أحد الأساقفة أو أحد الرهبان ضد أحد ..فالموضوع أخطر وأهم من الأشخاص ،وأعظم وأجلّ من كل المناصب لأنّه يتعلّق بوحدة الكنيسة وقوّتها ومجدها !!؟؟
فلو كنتُ مرشّحاً وترشيحي قانوني وسليم ولا غبار عليه ،ولكنني أجد أن ترشيحي هذا سيعثر كثيرين ،وسيمزّق الكنيسة ويفتّتها ،فسأسحب ترشيحي فوراً إرضاءاً للمحبة وتعظيماً لوصية الكتاب بإكرام الآخر عني ،وتفضيلا لوحدة الكنيسة وعدم عثرتها ،وإيثاراً لسلام الكنيسة عن كرامتي ومجدي " لِذلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا إِلَى الأَبَدِ، لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي "1كو13:8
بل وسأشعر أن كرامة ونعمة وبركة الأسقفيّة أو الرهبانية التي عندي هي نعمة كبيرة من الرب يسوع لا أستحقها ،وسأعيش بفكر وقلب المسيح " كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، "عب5:5 !!؟؟
أمّا إذا ألقيتُ بالمحبة خارجاً ،وبكرامة أخوتي خارجاً ،ولم يفرق بالنسبة لي وحدة الكنيسة وقوتها وكرامتها وسمعتها النقية ،وأصريت علي موقفي،أهينُ في هذا وأضرب في ذاك ،وأكشف أخي هذا ،وأعرّي أخي ذاك رافضاً كلام المسيح بالستر علي أخوتي حتي ولو أخطأوا،فأكون قد وضعتُ المعولَعلي أساس المحبة لأهدمها ،وأكونُ قد إشتركتُ في هدم الكنيسة ،وحينئذٍ لن يرحمني الله في يوم الدينونة ،ولن يرحمني تاريخ الكنيسة ،ولن ترحمني الرعية ، ,اكون قد أخذتُ منصباً وضيّعتُ نصيباً في السماءِ وعلي الأرض
ابونا افرايم ميخائيل
0 التعليقات:
إرسال تعليق