عزيزي القارئ .... ان كانت هذة الكلمات ليست لك فهي لغيرك فهي لاِبنك أو بنتك أو أحفادك فلا تهملها  
المدرسة القبطية مرة أخري
يظن البعض أننا حين نكتب عن أحلامنا بوجود جامعة قبطية متعددة الكليات والاِتجاهات ويأتي إليها طلاب العلم المُطعم بالعقيدة ... يظن أنة درب من دروب الخيال
    أني علي يقين ان الإنسان لا يمكن ان يعيش الحقيقة إلا في الواقع ولكن هناك شيئا آخر مهماً أيضاً وهو أننا حينما نهرب الي أحلامنا باستعادة أمجادنا وتاريخ أبطالنا وأجدادنا إنما في الواقع نذهب بخيالناوأحلآمنا للماضي لنجتر منة ونهضم ما نستطيع هضمة من اجل حاضر افضل ومستقبل افضل منة جداً
أنة هروب الي الحلم والخيال بل نقول والرومانسية للعودة للواقعية
قصة متسلطة علي وجداني و لابد من سردها
قبل ان يولد ابني الكبير بعدة اشهر حضر الي كنيستنا "بكوينز نيويورك " نخبة ممتازة من الكنيسة اليونانية وممثلين عن هيئة التدريس بمدارس اليونان الأرثودكس
تضم المجموعة مدرسين وسكرتارية ووكيل المدرسة وبعض أولياء الأمور 
جاءوا جميعاً وحضروا معنا القداس بكنيستنا القبطية ثم نزلوا جميعاً اِلي القاعة للاِجتماع  بشعب الكنيسة وكان الآباء قد سبقوا وأعلنوا لهذا الاجتماع وأهميتة لمستقبل أبناء الكنيسة عدة أسابيع مسبقة
وحضرنا الاِجتماع وتقدم الضيوف كلٍ علي حدة وقدموا لنا مدرستهم .... مدرسة القديس يوسف لليونانيين الأرثوذوكس
انتم إخوتنا والأولوية لكم قبل أي تلميذ آخر هذا بدأ حديثهم معنا 
مدرستنا تخدم الأرثودكسية منذ مدة ....... ويزيد
نحن علي دراية وخبرة بما تريده لطفلك وما تريده الأسرة المسيحية من كل النواحي
العلم والأخلاق والتربية السليمة واللياقة البدنية وإظهار المواهب والفنون والموسيقي والرسم والنحت بجانب الدراسة الأكاديمية كبقية المدارس ويزيد عليها اللغة اليونانية وإمعاناً للتسويق أنها لغة الإنجيل المقدس ....  الخ الخ  واظهروا قائلين أننا علي دراية وخبرة أكثر من أي مدرسة أخري
فالطعام الصحي متوفر لدينا وسنوفر الطعام الصيامي لأولادكم كيفما شئتم
اما عن المواصلات فنحن نملك أكبر أسطول يجوب كل المدن وضواحيها طولاً وعرضا
كل واحد منهم أخذ جانباً من تقديم المدرسة للأقباط  وجانب من الرد علي الاستفسارات والأسئلة
وفي نهاية هذا اللقاء خرجت مع زوجتي وأردت ان اكتب اسم وليدي الذي لم يولد بعد في قائمة الانتظار
لا أعلم هل هو حبي للمدارس المسيحية أم رؤية مسبقة نحو عالم أفضل لمن يأتي خلفنا
وهنا نخرج بأهمية الإعلام وأهمية توصيل الرسالة الي كل المؤمنين  وأهمية التسويق ...
واِن كنت علي ثقة بأن رسالتي لن يقرأها سوي عدد قليل لانها أساساً لا تصل اِلا الي نفر معدود لأسباب عدة أعظمها هي صعوبة طرق نقل المعلومات بناشفل نعم أقول المعلومة ثقيلة ان كانت للخير لا تنتقل من مكان الي آخر بسهولة أما ان كانت اشاعة او اخبار شريرة  فلا عجب من وصولها لمسامعنا قبل  خروجها من أفواة مصادرها 
نسي هؤلاء أصحاب هذا القول ان مدرسة الإسكندرية قدمت الحكمة والفلسفة والطب والهندسة والطبيعة  واللغات بجانب العلوم اللاهوتية وان نسيت فاذهب وابحث عن حياة بنتينوس واكليمنضس واوريجانوس وديديموس وغيرهم من جهابذة مدرسة الإسكندرية وأولاد مرقس الرسول
المفاجأة ..... ..
            ... والسلام لك يامعلم الأجيال يا بابا شنودة               
          ولد ابننا الأكبر وبعد ميلادة بعدة شهور أراد الرب ان يغير من وجهتنا فانتقلنا الي ناشفل
ولكن يبدو ان المدرسة المسيحية أو القبطية وفكرتها كانت قد حُفرت في وجداني
ومرت الأيام وتشرفت أسرتي بمباركة وزيارة ابونا من نيويورك لنا في ناشفل
أشاد أبونا بناشفل و كنائسها وخدماتها وانبهر بوجود المدرسة القبطية بناشفل
وبادرتة بسؤال عفوي ماذا عن أخبار المدرسة اليونانية وهل أولادنا مرتاحين بها !؟؟
رد قدس ابونا قائلا لا لم نرسل أولادنا اليهم
لم لا يا أبي ؟؟ سألتة متعجبا!!!!!!
قال عرضنا الأمر علي قداسة البابا شنودة فقال ( لا) ..... لا  ...... لذهاب أولادنا لأي مدرسة أخري إلا للقبطية ...  واستطرد قدسة قائلاً شرحنا لقداستة الصعوبات التي تواجهنا لبناء مدرسة في امريكا ..... فكان ردة وهل أنتم الأقباط أقل منهم
انا أريدكم ان تؤسسوا مدرستكم القبطية وتعلموا العالم وليس العكس !!!! ألم يكن عظيما
ولأن العظماء فهم أصحاب الأفكار العظيمة
 وكأن البابا وبعيون شخص سوي التفكير يري من بعيد بعيون الأمل والإيمان ما لابد أن يكون والصالح لاولادة
وأضاف قداستة قائلاً اِن كنا نحن وسط كل المعاناة في مصر أنشأنا مدارس قبطية عظيمة ولما لا تفعلوا انتم هكذا فى أمريكا
عودة للمدرسة القبطية بناشفل
       أتمني ان يري البعض بعيني وعيون الإيمان وان كنت لا انكر أن ظروفنا بناشفل أصعب بكثير من أماكن أخري وولايات ومدن أمريكية أخري نظرا لحداثة هجرتنا عموماً وقلة خبرتنا وعدم وضوح الرؤيا لمعظمنا أو عدم إدراك أهمية التعليم داخل الكنيسة لكي نبني نفوساً سوية وأرواح مستقيمة للرب
واعلم ان المدرسة القبطية تواجة مشاكل وتجد صعوبة لإقناع بعض منا كاناسٍ في بداوتهم وبساطة أفكارهم وتحضرهم فعندما
 تواجة
 مدرسة قبطية بالمهجر ... مدرسة شابة فتية عفية نقية و أنيقة تمثل حضارة شرقية عريقة في ثوب ومكان غربي كامريكا بمجتمع
فكلي ثقة  بان الجيل الجديد من ابناء القبط سوف ينتصر لأنة سيأخذ من القادمين بساطتهم وروحيا تهم ومن حضارة المكان الجديد والزمان بما فيهم من إيجابيات
بل استطيع أن أقول ان المدرسة ستأخذ من أطفالنا أحسن ما عندهم تماماً كما سيأخذون افضل ما لديها
ستعرف المدرسة طيبة أهل المشرق وبساطتهم ويعرف الاقباط ان مدرستهم تمتلك أبعادا أكثر وابعد وأعمق من مجرد تلقين الأبجدية وأسس العلوم
أنني أكتب هذة السطور وأنا امس جرح من جراحاتنا
بل أنني أضع أصابعي علي قروح مؤلمة حينما أعرض آراء وللأسف ( من خدام ) عن المدرسة
وأعلم أيضاً ان المدرسة قدمت الكثير ومازالت فاتحة زراعيها لتقديم يد العون ليس للتلميذ الجالس علي طاولة العلم فحسب ولكن لكل أبناء القبط الذين علي استعداد لتقديم يد العون والأخذ بيد صرحهم العلمي البكر الجديد
وهذا هو الهدف
أننا نصبو نحو جيل آخر من الطلاب  لتطوير المدرسة والوصول للمرحلة الثانوية
بل الجامعية وكما قلت ومازلت أقول الهنا قادر

لعلي أذكركم  بقصة  يعرفها بعض القدامي بناشفل  قصة رائعة عن المدرسة لاختم بها حديثي هذا
فعندما زارنا طيب الذكر البابا شنودة الثالث في أغسطس من العام ٢٠٠٠
وقالها بالحرف الواحد في سمينار الآباء  ببوسطن بعد زيارتة لنا بناشفل موجهاً كلامة للآباء ان أحسن مكان لتأسيس مدرسة قبطية هو ناشفل
هل كانت نبوءة ... أم وضوح رؤيا ... أم الاثنين معا !!؟؟  لا تقل لست ادري !!!!!! 
في نفس الشهر من العام التالي ولدت مدرسة القديس اكليمنضس الإسكندري بناشفل
فبعيدا عن الأحلام وبعيدا عن الرومانسية ولا نمزج الواقع بالخيال هلم نبني ونزيد ها علواً واتساعا
ونما الى علمي عن طريق ادارة المدرسة
ان المدرسة تخدم 206 تلميذاً مصرياو 12 تلميذا اثيوبيا وطفل مكسيكى  وطفل اخر من اسيا ويخدم بالمدرسة فى العملية التعليمية 31 مدرسا بين سكرتارية وادارة وتعليم
بينهم 3 معلمات  من اصل مصري و 14 امريكية  كلهن يعملن ك
Full time teachers
بالاضافة الى مجموعة من المعلمات الفاضلات يعملن ك
Part time teachers
اضف الي هذا ففي المدرسة سكرتارية ومن يقوموا بالاعمال الادارية لراحة وخدمة التلاميذ
لعلي بكلماتي هذة أبعث بعمق الحب الثقة في نفوس المقاومين اليائسين  العابثين المتشبثين بالظروف المعادية التي تقف أمام رفعة المدرسة ومستقبلها
ولأن الحُر يُدافع عن الفكرة مهما كان قائلها ادافع حتي الموت عن من يعلمني ولو حرفاً"
ولان العبد يدافع عن الشخص مهما كانت فكرتة " فأنا لا أدافع عن شخوص بعينها"
وفي النهاية الملوك ينحنون لمن لا ينحني لهم " وسوف ينحني العالم لاولاد كنيستنا يوما ما"   
ففي سبيل فكرتنا سوف لا نعبأ بما يقال وكما بدأنا بالإيمان سوف نسير الي عالم الرقي والتحضر بأقدام ثابتة و واثقة وعزائم قوية وإيمان عميق علي طريق وردي منير لاجل ابناء أعرق كنيسة في الوجود ومستقبلهم السعيد
سمير المطيعي
ناشفل تينيسي سبتمبر 2

تعليق 
احي الاستاذ سمير المطيعي 
علي طموحاته واحلامه وغيرته المثقفه واتمني من الله ان يكثر من امثاله في ناشفل
لكي نخرج من عمق زجاجة الركود والتطلع الي حضاره ثقافيه فعلا
واتمني ان اري مدرسة سان كليمنت لاتقل شأنا عن مدرست سان ادوار  بل اكثر
وتفتح ذراعيها لكل الجنسيات وتعلم كل اللغات والثقافات واعلم ان هذا ليس ببعيد

واتمني من جاليتنا ان تهتم بثقافة القراءه