.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الثلاثاء، يناير 29، 2013

طارق الشناوي ....صباع الرئيس

طارق الشناوي يكتب: صُباع الرئيس!!
طارق الشناوي
ارتفع إصبع الرئيس مهددًا ومتوعدًا، هل كان فقط الإصبع؟ هناك نبرة انتقامية لا يمكن لأحد أن يتجاهلها أو أن نعتبرها عفوية وغير مقصودة. النظرة الغاضبة مع الكلمات التى تشى ظلالها بالمزيد من التداعيات، كلها تؤكد أننا نتوجه صوب صراع قانونه حياة أو موت. إعلان حظر التجول فى مدن القناة وتطبيق قانون الطوارئ تجد فيه تمهيدًا وتهديدًا ووعيدًا لمدن القاهرة والإسكندرية والمنصورة وأسوان والمحلة وغيرها، انضبطوا وإلا الأحكام العرفية ستلاحقكم.
لا أحد يؤيّد محاصرة أو تدمير مؤسسات وأحزاب الوطن، سواء كانت «حرية وعدالة» أو «وفد»، ولا جريدة ولا مبنى محافظة ولا ماسبيرو ولا مدينة إعلام ولا وزارة الداخلية، نرفض سياسات أحزاب وأجهزة ونتصدى للإخوان، لكننا لا نحرق مقرات، لا نريد لأحد أن يدمر أو يعطل أو يلقى مولوتوفًا على أفراد الشرطة، ولكننا أيضًا يجب أن نمنع أولًا قوات الشرطة من قذف قنابل «بديع» المسيلة للدموع على الشعب بعد أن أثبتت تفوقها على قنابل مبارك. نتصدى لمن يريد سفك دماء المصريين، ولكن المعالجة التى طرحها الرئيس لا تعرف سوى قوة الأمن. هل بطش الأمن منح مبارك أى قدر من الحماية أو حال دون تدمير عدد من مؤسسات الدولة؟!
جذور المأزق الذى نحياه هو أننا نرى فصيلًا ينفرد بالحكم، وهناك معارضة رسمية هشّة غير مصدقة، أغلب أعضائها كانوا ملوّثين فى زمن مبارك، وكثيرًا ما رأيناهم وهم يباركون التوريث ويدافعون عن فساد مبارك، بل إن أول مَن صكّ هذا التعبير «مصر ليست تونس» لم يكن صفوت الشريف، كما يذكر الكثيرون، ولكنه المناضل رئيس حزب التجمع رفعت السعيد، كانت معارضة كارتونية تلعب فى مساحات محدودة لا تقترب من رأس النظام، ولها مصالح وصفقات، نعم الآن يواجهون مرسى، هاجموا أيضًا مبارك عندما أوشك على السقوط، وزادت ضرباتهم بعد سقوطه، ولكنهم وهو ممسك بالسلطة كانوا ينتظرون أن يلقى إليهم بالفتات.
لا أصدقهم ولست ممن يرى أن التحالف ينبغى أن يصبح مع الجميع، وأن نغضب لإسقاط النظام مع من خذلونا بالأمس القريب.
مرسى لن يستطيع الاستمرار على كرسيه فى ظل حالة الرفض التى تزداد دائرتها ولن تتمكن أى قوة من فرض القوانين الاستثنائية، الجيش كما عهِدناه لن يتحول إلى أداة للقمع ولن يضع يده فى يد حاكم يخاصمه قطاع عريض من شعبه.
مرسى لا تزال لديه فرصة أخيرة لو أراد الخير لمصر، أن يعلن آليات للحوار الوطنى موقنًا بأن بقاءه على سدة النظام مرهون بنجاح الحوار، لا فرض الحوار.
القرارات ينبغى أن تكون ملزمة له كرئيس، لا أوافق على أن يشترط المتحاورون إسقاط الدستور أولًا، ولكن يسقط الدستور كنتيجة للحوار وليس كعربون للحوار. نوقف فورًا نزيف الدم، ثم نبدأ الحوار، هذا هو الشرط الوحيد.
على المعارضة أن تُسقط من حساباتها مبدأ أن اللقاء منتهٍ قبل أن يبدأ، إنه سلاح فى يدها لفضح الرئاسة والمؤسسة الحاكمة من داخلها لو اتفقت وأعلنت ثم تراجعت أو ماطلت.
من حق تلك القوى أن تضع إلغاء قانون الطوارئ على رأس أجندة المطالب العاجلة وتجبر مؤسسة الرئاسة على التراجع عنها مع الاعتراف بأن هناك انفلاتًا فى المشاعر وربما يستغله البعض فى إحداث الفوضى وإشاعة الهلع والخوف، كل هذا من الممكن أن نلاحظه جميعًا وعلينا التصدى له، ولكن على الجانب الآخر الحوار لا المقاطعة، هو الطريق للكشف والفضح.
مَن يُرد لمصر النجاة من الخطر والعبور إلى شاطئ الأمان فعليه أن يثبت فى هذه اللحظات الحاسمة أنه يضع مصر أولًا لا الإخوان أولًا وأخيرًا.
الخطاب الذى ألقاه الرئيس لم يحمل أى تقدم فى أسلوب أدائه، المفروض أنه انتقل إلى سنة ثانية خطابة، ورغم ذلك لم تتغير نبرته ولم يتعلم القواعد، فهو، كما وضح، لم يراجع الخطاب جيدًا قبل قراءته، كثيرًا ما كان يتأخر عن استكمال حرف جر أو أداة عطف، فى خطاباته السابقة كان أحيانًا ما ينطلق بعيدًا عن الورقة، هذه المرة كان حريصًا على أن يلتزم بنص الكلمة لا فقط معناها وفحواها، هل كان هناك خطاب آخر تمت كتابته واستبعد فى اللحظات الأخيرة.
كان السؤال فى أيام الثورة: مَن الذى كتب الخطابات التى عجلت بنهاية مبارك؟ هل استعان مرسى بنفس الكاتب ونصحه برفع نفس
الاصبع ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق