السبت 15 ديسمبر 2012 - 10:01 ص إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى كنا نصل إلى قلب ميدان التحرير فنهتف ونهنّئ أنفسنا، وبعد دقائق تنطلق طلقات رصاص. فى ما بعد عرفنا أنها قادمة من أسطح الجامعة الأمريكية تضرب فتصيب وتقتل، فينفضّ جمع الجموع ونتراجع مصحوبين بقنابل مسيلة للدموع تُرمى فوقنا من مدافع الشرطة، تملأ الأنوف دخانا والعيون دموعا وبللا، فتمسكنا أيادٍ وتحضننا أخرى تمنعنا من التعثر والسقوط على الأرض وتثبِّت وقفتنا عند المكان حتى نعاود ونعود إلى قلب ميدان التحرير.
ومَن كان يمسك حتى نتماسك هو الذى يرجع بعد قليل مضروبا أو دامعا مخنوقا فنمسكه نحن ونثبّته. هكذا دورات متوالية متتالية من مئات وعشرات يشكلون مقدمة الاختراق لهذا الحصار الأمنى الذى نفكه لمئات الآلاف القادمين بعدنا. ومن فرط دماثة المصريين ولطفهم فى هذه اللحظات التى تكاد تفصلنا فيها عن الموت سنتيمترات هى المسافة الفاصلة بيننا وبين من يموت شهيدا بجوارنا، أن أحدا ممن أحاطنى لم يدّخر وسعا ولا تمنّع عن أن يبذل جهدا مهما كانت سنه فى حمايتى ورعايتى. كان هذا التضامن إلى جانب ما غمرنى من فضل متظاهرين أفاضل على شخصى فإنه كشف عن رغبة حقيقية لدى المصريين فى الامتنان لمن وقف أمام ظلم حاكمهم فى الوقت الذى لم يكن فيه أحد مستعدا أن يقف مثلما وقف الآن بصدره وبعمره فى مواجهته.
الأمر لم ولن يكون شخصيا فى هذه اللحظة، بل هو أبعد من ذلك وأعمق، فللشعب قدرة على الظهور الشاهب اللامع فى لحظة تاريخية ليصفّى كل حساباته كما يدفع كل ديونه المستحَقة، وهذا ما لم يفهمه مبارك ونظامه البوليسى يومها ولا فهمه مرسى وجماعته وميليشياته الإرهابية وشاطره.
لم تنقذ النظام السابق القوة البوليسية ولن ينقذ مرسى وجماعته ميليشيات غوغائية مغيبة عدوانية ومنفوخة بأكاذيب.
تحويل الدولة إلى مجموعة من العصابات مأمورة بقرار من خيرت الشاطر عمل مجنون وغبى شأن أشياء كثيرة مجنونة وغبية فعلها الإخوان منذ تنحى مبارك.
الإخوان الآن أقلية والسلفيون أكبر من الإخوان حجما وأصغر منهم تنظيما، والجماعة الإسلامية أصغر من الإخوان عددا وأقل مالا لكنها أكثر تنظيما وإحكاما.
لكن كل هذه التيارات لا شىء فى بحر البلد.
مصر مع يقظة شعب ولماضة جيل وغضب شارع لا يمكن أن تستسلم لمرسى ولا للى يشدد له.
الشعب أكثر حصانة الآن من طاعون الكذب والتزوير وإن لم يبرأ بعضه، ثم إنه يبنى الحصون السياسية كذلك.
الاستفتاء ليس أكثر من جولة لن يكسب فيها مرسى حتى لو زوّر النتائج كما هو متوقَّع، فعملية الاقتراع تتم مكلَّلة بالعار حيث قضاء مصر صفع حكام البلاد حين عرّى استبدادهم ورفض الإشراف على فضيحة نهب الدستور وتحويل مواده مناديل ورق فى حمام قصر الرئاسة.
أكد ثمانون فى المئة من قضاة مصر أنهم حماة وطن ورعاة أمة وضمير شعب وحصن دولة وراية ثورة.
الاستفتاء كان وسيظل عنوانا على فشل رئيس فى إدارته للبلاد وعلى تقسيمه لمصر وتفتيتها وإشعال حرب أهلية فيها.
يتصور خيرت الشاطر أسير سجنه وأسير عقله أنه سينتصر على مصر كلها، مستخدما محمد مرسى ومستقويا بتنازلات جماعته المهينة لإسرائيل وبميليشياته ووعاظه الشتَّامين السبَّابين.
لكن الحقيقة أن هذا الاستفتاء سيكون بمثابة انتخابات برلمان ٢٠١٠ لمبارك.
وسيحمى الشعب من يصدقه المصريون، وسيدوس المصريون من يكذب على الشعب بالنعل وبالكعب.
ومَن كان يمسك حتى نتماسك هو الذى يرجع بعد قليل مضروبا أو دامعا مخنوقا فنمسكه نحن ونثبّته. هكذا دورات متوالية متتالية من مئات وعشرات يشكلون مقدمة الاختراق لهذا الحصار الأمنى الذى نفكه لمئات الآلاف القادمين بعدنا. ومن فرط دماثة المصريين ولطفهم فى هذه اللحظات التى تكاد تفصلنا فيها عن الموت سنتيمترات هى المسافة الفاصلة بيننا وبين من يموت شهيدا بجوارنا، أن أحدا ممن أحاطنى لم يدّخر وسعا ولا تمنّع عن أن يبذل جهدا مهما كانت سنه فى حمايتى ورعايتى. كان هذا التضامن إلى جانب ما غمرنى من فضل متظاهرين أفاضل على شخصى فإنه كشف عن رغبة حقيقية لدى المصريين فى الامتنان لمن وقف أمام ظلم حاكمهم فى الوقت الذى لم يكن فيه أحد مستعدا أن يقف مثلما وقف الآن بصدره وبعمره فى مواجهته.
الأمر لم ولن يكون شخصيا فى هذه اللحظة، بل هو أبعد من ذلك وأعمق، فللشعب قدرة على الظهور الشاهب اللامع فى لحظة تاريخية ليصفّى كل حساباته كما يدفع كل ديونه المستحَقة، وهذا ما لم يفهمه مبارك ونظامه البوليسى يومها ولا فهمه مرسى وجماعته وميليشياته الإرهابية وشاطره.
لم تنقذ النظام السابق القوة البوليسية ولن ينقذ مرسى وجماعته ميليشيات غوغائية مغيبة عدوانية ومنفوخة بأكاذيب.
تحويل الدولة إلى مجموعة من العصابات مأمورة بقرار من خيرت الشاطر عمل مجنون وغبى شأن أشياء كثيرة مجنونة وغبية فعلها الإخوان منذ تنحى مبارك.
الإخوان الآن أقلية والسلفيون أكبر من الإخوان حجما وأصغر منهم تنظيما، والجماعة الإسلامية أصغر من الإخوان عددا وأقل مالا لكنها أكثر تنظيما وإحكاما.
لكن كل هذه التيارات لا شىء فى بحر البلد.
مصر مع يقظة شعب ولماضة جيل وغضب شارع لا يمكن أن تستسلم لمرسى ولا للى يشدد له.
الشعب أكثر حصانة الآن من طاعون الكذب والتزوير وإن لم يبرأ بعضه، ثم إنه يبنى الحصون السياسية كذلك.
الاستفتاء ليس أكثر من جولة لن يكسب فيها مرسى حتى لو زوّر النتائج كما هو متوقَّع، فعملية الاقتراع تتم مكلَّلة بالعار حيث قضاء مصر صفع حكام البلاد حين عرّى استبدادهم ورفض الإشراف على فضيحة نهب الدستور وتحويل مواده مناديل ورق فى حمام قصر الرئاسة.
أكد ثمانون فى المئة من قضاة مصر أنهم حماة وطن ورعاة أمة وضمير شعب وحصن دولة وراية ثورة.
الاستفتاء كان وسيظل عنوانا على فشل رئيس فى إدارته للبلاد وعلى تقسيمه لمصر وتفتيتها وإشعال حرب أهلية فيها.
يتصور خيرت الشاطر أسير سجنه وأسير عقله أنه سينتصر على مصر كلها، مستخدما محمد مرسى ومستقويا بتنازلات جماعته المهينة لإسرائيل وبميليشياته ووعاظه الشتَّامين السبَّابين.
لكن الحقيقة أن هذا الاستفتاء سيكون بمثابة انتخابات برلمان ٢٠١٠ لمبارك.
وسيحمى الشعب من يصدقه المصريون، وسيدوس المصريون من يكذب على الشعب بالنعل وبالكعب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق