الأبنودي
بعد يومٍ من حادث مروع اهتزت له المشاعر وانخلعت له القلوب، وراح ضحيته نحو 51 طفلا مصريا، كان لـ"الوطن" هذا اللقاء مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، للوقوف على بعض خواطره بخصوص هذا الحادث. يتحدث الأبنودي عن لحظة استقباله لخبر حادث انقلاب أوتوبيس الموت بأسيوط، "استقبلت الخبر كما أستقبل العديد من الأنباء التي حدثت وتحدث كل يوم خلال الفترة الأخيرة، ولكن ما أعطى خصوصية كبيرة لهذا الحادث أن حجم الضحايا كان كبيرا، خطف أعيننا من الكارثة البشعة التي تحدث في غزة إلى كارثة مثلها تحدث عندنا في مصر، وهذه الأحداث هي عبارة عن مظاهر طبيعية للحياة التي نعيشها في هذه الفترة، فنحن نمر الآن بحالة من التخلف والتفكك في كل شيء، وطالما تسيطر علينا هذه الحالة فلا يجب أن ننتظر أكثر من ذلك". يضيف الأبنودي "لم أر ثمة اختلاف بين موقف القيادة السياسية الحالية وموقف سابقيهم، لأنهم طبقوا نفس سياسات النظام السابق في محاولة مواساة الأهالي وإرسال المسئولين إلى مكان الحادث والوعود بصرف التعويضات، وما فعله أهل منفلوط تجاه هؤلاء المسئولين فيه أبلغ الرد، وليس غريبا أن يكون مبلغ 5000 جنيه ثمنا عندهم لأرواح الضحايا، لأن الإنسان المصري لا يساوي عند الإخوان إلا هذا الثمن الرخيص، وطالما ظل من يحكمنا يبحث عن مصالحه الخاصة وكل ما يهمه هو جماعته وأهله وحزبه ولا تعنيه البلد التي يحكمها بأي شيءن ونحن لا نتوقع منه ولا من جماعته أكثر من ذلك فمنذ مجيء الإخوان المسلمين لحكم البلاد لم نر خيرا ولا شيئا إيجابيا واحدا". ويختتم الأبنودي حديثه قائلا "الحل الوحيد لما يحدث الآن أن يعرف الناس قدر الثورة التي قاموا بها، وأن يعدلوا مسار ثورتهم التي جاءت لنا بأناسٍ لا يعرفون من نحن ولا ماذا نريد".