أتذكر دائماً هذه الكلمات لقداسة البابا شنودة الثالث التى قالها يوماً ما والتى استنكر بها بشدة هذا الأمر الجلل الذى يعنى انتهاء مصر التى نعرفها واستجمع ما يدور حولنا الآن من أنباء عن تزايد معدل هجرة الأقباط من مصر قاصدين دولاً يقال إنها تفتح ذراعيها لمسيحيى مصر ومنها هولندا وبولندا وكندا وأستراليا واليونان وعلى الرغم من أن السفارة الهولندية فى مصر قد نفى المتحدث الرسمى باسمها صحة ما نشر حول إصدار البرلمان الهولندى قراراً بمنح حق اللجوء للمصريين المسيحيين إلا أن لغطاً كبيراً قد صاحب هذا الأمر، وقيل إن المقصود هم المصريون المقيمون فى هولندا على سبيل التحديد، وأن المسيحى المصرى لم يعد بحاجة إلى تقديم ما يثبت أحقيته فى طلب الحماية، وكلها أخبار تقود فى النهاية إلى فكرة الموافقة على استقبال المسيحيين بشكل خاص والقناعة بأنهم مضطهدون ويستحقون الحماية.
إن ما يتردد الآن بين المسيحيين فى مصر هو أن جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسها المرشد العام للجماعة، والتيارات السلفية يخططون لإخلاء مصر من المسيحيين، والأرثوذكس منهم بشكل خاص، تمهيداً لإقامة الدولة الدينية وعاصمتها القاهرة انتظاراً لكى تحل القدس محلها يوماً ما، وأن ذلك المخطط لا يخص مصر وحدها، بل إن الإخوان فى تونس وليبيا يسعون لتحقيق المخطط نفسه كى تستوعب الدولة الدينية المنطقة كلها دولة بعد دولة.
هذا ما يشاع الآن وما يدفع البعض للهجرة من مصر والبعض الآخر للتفكير بها، لكن - وهذا هو المهم - على النقيض تماماً تنشأ بين المسيحيين الآن دعوات لعدم الاستجابة لهاجس الهجرة ويزداد تمسكهم بالبقاء فى وطنهم وظهر شعارهم «إحنا أقباط مصريين، ومصر بلدنا ومش ماشيين». قد يؤرقهم تكرار أحداث الفتنة الطائفية دون محاكمات سريعة وعقوبات رادعة لمن يخل بأمن مصر وأهلها ووحدتها الوطنية سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين ويزداد فى الوقت نفسه تشبثهم بوطنهم لذا يخطئ من يتصور أن المسيحيين فى مصر سيفكرون بشكل جماعى يوماً ما مهما حدث أن يتركوا وطنهم خوفاً أو غضباً أو يأساً أو يرضوا عنه بديلاً، لا يرضى ذلك المسيحيين، ولا يجب أن يرضى ذلك، أو ينتظره بعض المسلمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق