.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأحد، أغسطس 05، 2012

" سلوك خاطئ‏ " بقلم القس سيرابيون غبريال




هناك سلوكٌ خطيرٌ تسلّلَ إلي حياتِنا الروحيّة ،وقد أصابَ بعضنا مثل العدوي ،ودخل 
خلسةً إلي حياتنا دون أن نشعر به لأنّه مُغلّف في نظرنا برحمة الله وطول أناته ،وأيضاً مُحاط بهالة مقدّسة من سر التوبة والإعتراف ومن غفران المسيح !!؟؟ لم نسمع عن موسي الأسود أنّه عاد لخطاياه مرّةً أخري بعد توبتهِ علي أساس أن الله سيغفر له ضعفاته أو أنّه في بداية الطريق!! بل كانت توبته حقيقية وثابتة ومستمرة حتي آخر العمر!!؟؟ولم يقل أغسطينوس الذي هام بغفران المسيح ومحبته للخطاة ،سأعود لخطايا الماضي ثم أتوب عنها لأن رحمة المسيح واسعة وستقبلني وتغفر لي !! بل كانت توبته صادقة وأمينة حتي آخر العمر!!؟؟ كلّنا نخطئ ،وكلّنا عشنا مثل العالم لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بعضاً "تي3:3 
ولكننا للأسف حينما نتوب فإنّنا نستبيحُ مراحم الله ،ونستبيحُ الغفران ونستبيحُ سر التوبة والإعتراف !! لذا تتكرّر خطايانا ونسقط في نفس دائرة العصيان ،ونذهب للكنيسة بروح الإستباحة والإستهانة،ونصلي بنفس روح الإستباحة ،وحياتنا كما هي لا تغيير ولا نمو روحي ولا قداسة ،بعد أن إنسحبت روح التوبة وحل محلها روح الإستباحة!!؟؟ تستطيع أن تذكرَ خطايا المعترف قبل أن ينطقَ بها ،لأنّ الإستباحةَ حجزتْ ومنعتْ روح التوبة الحقيقية !!؟؟
سأخطئ ثم آتي وأعترف ثم أتناول ثم أعود وأخطئ ثم أعترف ،وتستمر سلسلة الإستباحة والإستهانة ،حتي يأتي وقتٌ لا يكون هناك مكان للتوبة " لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ "عب16:12 نستبيح في كلماتنا فنسمع النكات الجنسية والرديّة من أفواه أولاد الله " وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، "أف4:5 وفتحنا العينين علي مصراعيهما فدخلت كلُّ النجاسات دون عائقٍ أو مانع بل وتلذّذنا بما يدخل وصارت التوبة والإعتراف ليس علي غياب القداسة وليس علي غياب روح الله بل علي النجاسة الذي أصبحنا عاجزين عن منعها من الدخول!!؟؟ومن الأذنين أزلنا كلَّ الحواجز والموانع فأصبحت مرتعاً لكل ما في العالم وأنسدّت الأذن عن سماع صوت روح الله الهادئ اللطيف !!؟؟إستهانتك وإستباحتك يانفسي بالأسرار المقدّسة ،قد قسّي قلبك وجعل التوبة تهرب ولم يعد لها مكان داخلك !! وصارت ممارساتك الروحيّة مخدّر ومنوّم لروحك فتقنعين نفسك أنّك تسيرين في الطريق إلي الملكوت وأنتِ لم تعرفي بعد طريق التوبة " وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ"لو9:18 توبي يانفسي وإعرفي زمان إفتقادك ،لئلا يأتيك ذلك اليوم بغتةً ،فلا تجدي مكاناً للتوبة حتي ولو طلبتيها بدموع






0 التعليقات:

إرسال تعليق