·
النبوءات
-
دكتور واصف عزيز
-
يتساءل كل الناس عما يحدث و ما سوف يحدث فى هذه الأيام . وليس ذلك يخص الأقباط وحدهم بل كل الشعوب . وأول ما يتجه إليه الناس هو الكتاب المقدس . ولكن لماذا نلجأ إلى الكتاب المقدس ؟ السبب هو أنه الكتاب الوحيد الذى يشمل نبوءات . وكلها صادقة . تحقق بعضها بالفعل ، وسوف يتحقق الباقى . و قد تضمن عددا هائلا من البوءات . إنه يتضمن أكثر من ثلاثمائة نبوءة عن الرب يسوع المسيح : عن ميلاده: مكان الميلاد و السبط و تاريخ الميلاد وميلاده من عذراء ، وكذلك عن آلامه ، وصلبه ، وعدم كسر عظامه ، ودفنه ،وقيامته بعد ثلاثة أيام ، وصعوده. بل يتضمن العديد من النبوءات عن مجيئه الثانى وعلاماته. ويذكرنا بطرس الرسول فى رسالته الثانية (20:1و21) "عالمين هذا أولا أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص . لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس."
ولذلك حرص البشيرون فى كتابتهم للأناجيل أن يشيروا إلى ما يتصل بكل حادثة من نبوءات . ونلاحظ ذلك عند قراءة أى إنجيل . و سفر الرؤيا سفر كامل عما سيأتى .
و نلاحظ عند سرد القديس لوقا البشير لميلاد الرب يسوع المسيح ، عندما ذهبت القديسة العذراء مع يوسف ليقدما الطفل يسوع إلى الهيكل ، أنهما قابلا حنة بنت فنوئيل نبية أرملة متقدمة فى السن ، لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا و نهارا . فهى فى تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه "مع جميع المنتظرين فداء فى أورشليم." وهذا يعنى أنه كان كثيرون يعرفون أن وقت مجئ المسيح قد قرب. وانتظروا فى الهيكل قدومه . من أين عرفوا؟ من البتوءات التى وردت فى الكتاب المقدس . وصدقوها . وانتظروها .
لكن لماذا يمتلئ الكتاب المقدس بالنبوءات ؟ وهل يهتم الوحى بأن نقرأها وندرسها ؟
إن الكتاب كله موحى به من الله . و الرب يريدنا أن نعرف قصده . فهو من محبته يريد أن نعلم كل ما سيحدث ، و أن ما يجرى و ما سوف يجرى هو حسب مشيئته الصالحة . حتى ما يؤلمنا إنما هو حسب إرادته . كل حوادث الاستشهاد و الآلام إنما هى حسب مشيئته . نحن لا نعرف أعماق هذه المشيئة . ولكن ينبعى أن نؤمن أنه وضع خططا يتعذر علينا فهم أعماقها . ولكنها فى النهاية تصب حسب قصده : آلام المسيح و صلبه و آلام الشهداء و صلبهم ، و آلام كثيرين إنما هى حسب خطة الله وعلمه. لذلك فإن الآلام التى يسمح بها الله لنا إنما تهئ لنا الاستعداد لمواجهتها ، واستقبالها برضى – بل بفرح ، وانتظار ما سيحدث بسلام وثبات ، وبتسبيح وتمجيد الله. و إلا لماذا قال إرميا فى (ارميا 15:31) "هكذا قال الرب . صوت سمع فى الرامة نوح بكاء مر . راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين ." وهو ما حدث بعد خمسمائة عام على يد هيرودس الملك عندما قضى على أطفال بيت لحم ، وأشار متى البشير إلى هذه النبوءة فى (متى 17:2و18) بقوله : "حينئذ تم ما قيل بإرميا النبى القائل. صوت سمع فى الرامة. .."
أو تلك النبوءة التى تشير إلى ذهاب المسيح إلى مصر التى وردت فى سفر (هوشع 1:11) قبل ميلاد المسيح بأكثر من سبعمائة سنة ، التى يقول فيها هوشع "من مصر دعوت ابنى ." وأشار إليها متى البشيرعندما أوحى الملاك ليوسف بقوله : قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصروكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه (متى 15:2) ..
إن الكتاب ملئ بالنبوءات . و ننتظر تحقق الكثير منها . ولكن تفسير النبوءة ليس يسيرا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق