عكست تعليقات بعض الصحف الألمانية والأوروبية خيبة الأمل من مسار العملية الديمقراطية في مصر بسبب قرارات المجلس العسكري الحاكم وتأجيل الإعلان عن نتيجة انتخابات الرئاسة إلى أجل غير مسمى.
وسلطت صحيفة دير شبيجل الألمانية، الصادرة صباح الجمعة، الضوء على تطورات المشهد السياسي في مصر، واعتبرت أن إعلان لجنة انتخابات الرئاسة فوز الفريق أحمد شفيق، سيسمح لقوى النظام السابق بالإمساك مجدداً بزمام الأمور، وستنزلق مصر في دوامة اضطرابات جديدة، ولم تستبعد الصحيفة إمكانية وقوع أعمال عنف ممن سمتهم إسلاميين راديكاليين، كما حدث في تسعينيات القرن الماضي.
وأوضحت أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عبر عن قلقه من التحول غير الديمقراطي في مصر، فعلى خلاف الجولة الأولى تعرض مراقبون دوليون لانتخابات الدورة الثانية لـمضايقات من قبل عسكريين.
من جانبها، قالت صحيفة نويه أوسنابروكير تسايتونج الألمانية، إنه لا يمكن الحديث عن وجود ديمقراطية في مصر، وأكدت أن الجنرالات يتحكمون في الميزانية، وبإمكانهم رفض الدستور الجديد، وعندما بدأ عود زهرة الديمقراطية الفتية يشتد، عمل الجنرالات على توطيد سلطتهم.
واعتبرت الصحيفة أن السؤال حول من سيتولى مستقبلا زمام أمور البلاد محمد مرسي أم أحمد شفيق، يبقى ثانويًا، ذلك أنه بغض النظر عمن سيكون الرئيس، فإنه سيتقلص إلى شخصية تمثيلية دون سلطة.
صحيفة فرانكفورتر روندشاو كتبت في تعليقها حول التطورات المصرية، أن وضع الرئيس المنتخب سيكون دون سلطة تذكر، لكن أمامه ضروبًا من المشاكل، ففي الوقت الذي استمر فيه فرز أصوات الناخبين، واتضح بجلاء أن عضو الإخوان المسلمين محمد مرسي قد فاز، أصدرت الحكومة العسكرية فقرة مكملة في الدستور، انتزعت من خلالها السلطة التشريعية، ولجمت بها صلاحيات الرئيس في علاقته مع الجيش والشرطة، مضيفة أن مرسي يحتاج إلى الجنرالات، فدونهم لا حركة لأي شيء.
أما صحيفة بوليتكن الدنماركية فكتبت تعليقها تحت عنوان الجيش خدع المصريين، وقالت إن المصريين اعتقدوا أنهم سيحصلون على حكومة جديدة منتخبة من الشعب، وعوضًا عن ذلك حصلوا على طغمة عسكرية نصبت نفسها فوق الحكم.
واعتبرت أن المصريين بكل بساطة خُدعوا من طرف الجيش الذي كان يتمتع حتى انطلاق الثورة بإعجاب كبير ودعم قوي عند الشعب على عكس الشرطة، وعلى هذا الأساس باتت أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان مثالاً مفزعا لبلدان أخرى تأمل في تحقيق حياة ديمقراطية.
صحيفة تايمز البريطانية قالت إن مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي إن كان قد حصل فعلا على غالبية الأصوات، فهذا ليس له قيمة، لأن المجلس العسكري الحاكم قام في الحقيقة بانقلاب وقائي وغير دموي ضد العملية السياسية، وطالبت الحكومات الغربية بالاحتجاج بقوة، واعتبرت أنه سيكون خطأً جسيمًا القبول بهيمنة العسكر كحالة عادية لأن سلوكًا من هذا النوع سيكون بمثابة تكرار للسياسة الفاشلة تجاه العالم العربي خلال العقود الأخيرة.
وتحت عنوان خيبة أمل في مصر، قالت صحيفة نويه تسوريشر تسايتونج السويسرية إن الكثير من المؤشرات توحي بأن القوى القديمة استعادت سيطرتها على الدولة بعد صدمة تنحي مبارك، ومن بين تلك القوى القضاء الذي كان اليد الطولى في النظام السابق والضرورية في الديمقراطيات الموجهة، وعلى ضوء هذه المعطيات - تضيف الصحيفة - يجب تقييم قرار المحكمة الدستورية التي سمحت في آخر لحظة بمشاركة شفيق في الانتخابات.
واعتبرت أن المجلس العسكري يمكنه ترقب الإعلان عن النتيجة بكل ارتياح، فليس هناك تخوفات من إعلان مرشح الإخوان المسلمين كفائز، لأن مجال تحركه قُلص بصفة وقائية. وفي حال فوز شفيق، يتوقع تفجر احتجاجات، لكنها ستتلاشى، لأن حرارة فصل الصيف لا تسمح باحتلال مستمر لميدان التحرير.
المصدر ( المصرى اليوم )
0 التعليقات:
إرسال تعليق