دقت طبول النصر وصاح مريديه بالتكبير والمدح فى القضاء المصرى وعدله ورأينا الاحتفالات بالتحرير بالصيحات والاغانى والرقص والطبول والهتافات " ايد واحدة" واستبشرت خيرا .. اخيرا نادوا بوحدة الشعب وأخيرا يقول اتباع العياط ان القضاء نزيه ... انتظرت بعد الاحتفال بزهوة الانتصار وسماع كافة التعليقات من القوي المناهضة والمناوءة للرئيس وكلها كانت موضع تقدير واحترام وان لم اكن على اتفاق بما قالة الجميع فهذه ابسط قواعد الديمقراطية .
اليوم الاحد 24 من يونيو 2012 بعد عناء الانتظار وشد الاعصاب بين شفيق واتباعه ومرسى ومريدية حسم القضاء وصدر القرار " مرسي رئيسا"
ساعة ساعتين او اكثر..... التحرير الان اشد ازدحاما . غدا بداية يوما جديدا .. كلا بل بداية عهدا جديدا .. دعونا نعمل .. سألت هل سينصرف آل .. مرسى الى بيوتهم للاستعداد للذهاب لأعمالهم .. هل حان الوقت للتركيز على مستقبل البلاد وانقاذ اقتصادنا المنهار... هل لهؤلاء المتسكعين بالتحرير احد بالثانوية العامة وما ادراك بهذا الامتحان القاسى والذى ازاد من قسوته هذا المناخ الكئيب داخل لجان الامتحانات ... هل لهؤلاء ان يذهبوا لبيوتهم الان ويستعدوا لغد جديد
جاءتنى الاجابة كالصاعقة .. لا ولن نغادر التحرير ... لماذا ؟؟ حتى نحصل على كافة متطلبات الثورة " قال يعنى كانو اشتركوا فى الثورة"
ياأخوانا .. اذهبوا لمنازلكم .. ودعوا الرئيس المنتخب يقوم بدوره .. علينا ان نعطيه الفرصة للعمل فى اجواء هادئة ... لا لن نذهب .. هكذا كانت اجابتهم ..
وهنا تذكرت قصة واقعية من تاريخ حياتى المملوء تارة بالافراح واكثرها اطراح " لا داعى للبكاء ارجوكم"
فى طفولتى وقبل ان التحق بالابتدائية كنت اترك منزلنا فى وسط شبرا الجميلة وبعد استئذان والدتى اذهب الى منزل جدتى وكانت تبعد قرابة 20 دقيقة سيرا على الاقدام حيث كان منزلها بجوار كنيسة الشهيدة دميانة
هذا الشارع ذو الكثافة السكانية العالية ذو الغالبية المسلمة ولكنهم كانوا يحترمون الشهيدة دميانة حيث كان كاهنها قسيسا بتولا او ارملا لا اذكر... يقطن بحجرة صغيرة بجوار اجراس الكنيسة اعلى السطح
ولعل احترام او خوف الاغلبية الساحقة من هذه الكنيسة و كاهنها يرجع لعدة حوادث اذكر فى عجالة حادثين اثنين على سبيل المثال
كان يعيش رجلا سنيا " بضم السين" متعصبا بجوار هذه الكنيسة المتواضعة وكان الناس يطلقون علية لقب " عم او الحاج السنى" عنده عدد ليس بقليل من الاولاد ولا استطيع ان اجزم بعددهم ولا بعدد زوجاته ولكنك تري امام الكنيسة مجموعة من الصبية متقاربى الاعمار يلعبون ويتلفظون بالشتائم ويقذفون بالكرة قصدا او بدون قصد على شبابيك البيعة اضف الى هذا المضايقات التى كانت تتعرض لها الشابات اثناء ذهابهن للكنيسة ... اشتكى الابناء لابيهم الروحى ... صبر ابيهم الكاهن وانتظر ... وانا الان على يقين انة كان يبتهل بالصلاة من اجل هذا الرجل واولاده حتى يستطيع ابناء الكنيسة ان يذهبوا لكنيستهم بسلام وبلا مضايقات .. زادت الامور تعقيدا ... ارسل ابونا الكاهن للسنى شاكيا اولاد السنى لابيهم وقال له اولادك يقذفون رواد الكنيسة بالحجارة ويزيد هياجهم عند سماع دقات جرس الكنيسة ... لا اعلم ان كان الاب الكاهن قد ذهب للبابا القديس كيرلس السادس ام لا .. ولكننى اعلم ان السنى واولادة تمادوا فى قذفهم للكنيسة بل زاد عدد الرعاع المعتدين على الكنيسة
وضع السنى فوق بيته ميكرفونا عاليا للشوشرة على صلوات الكنيسة وكان يبدأ بالتواشيح بمجرد بدأ القداس ومازال السنى يضرب الكنيسة ووصل الامر انة ارسل شكاوى كيدية ضد الكنيسة لاجل اغلاقها ... وبالفعل ارسلت الداخلية احد الضباط وقام بتشميع الكنيسة بالشمع الاحمر بعد ان قام الضابط بطرد الاب الكاهن من منزلة فوق الكنيسة ووضع الضابط الشمع الاحمر على بوابة الكنيسة مهددا ومتوعدا الاقباط بألا يفكروا فى الصلاة بها من الان وصاعدا ...وبعد ان لصق شمعة الاحمر على ضفتى الباب وبعد ان وضع اختام الداخلية على الشمع الاحمر واذ بهذا الضابط يصرخ امام الجمع .. لقد علقت يداه او قل لقد حدث لة شلل تام والتصقت يديه على بوابة الكنيسة وتحول هذا الضابط الى طفل يبكى او فأر ام مخلب قط
صاح بأعلى صوتة .. اه ... يدي ... الاثنتين ..اه.. لا استطيع الحراك ... وبعد مخاطبة الكاهن .. يابونا ... ما ذا افعل ؟
اليوم الاحد 24 من يونيو 2012 بعد عناء الانتظار وشد الاعصاب بين شفيق واتباعه ومرسى ومريدية حسم القضاء وصدر القرار " مرسي رئيسا"
ساعة ساعتين او اكثر..... التحرير الان اشد ازدحاما . غدا بداية يوما جديدا .. كلا بل بداية عهدا جديدا .. دعونا نعمل .. سألت هل سينصرف آل .. مرسى الى بيوتهم للاستعداد للذهاب لأعمالهم .. هل حان الوقت للتركيز على مستقبل البلاد وانقاذ اقتصادنا المنهار... هل لهؤلاء المتسكعين بالتحرير احد بالثانوية العامة وما ادراك بهذا الامتحان القاسى والذى ازاد من قسوته هذا المناخ الكئيب داخل لجان الامتحانات ... هل لهؤلاء ان يذهبوا لبيوتهم الان ويستعدوا لغد جديد
جاءتنى الاجابة كالصاعقة .. لا ولن نغادر التحرير ... لماذا ؟؟ حتى نحصل على كافة متطلبات الثورة " قال يعنى كانو اشتركوا فى الثورة"
ياأخوانا .. اذهبوا لمنازلكم .. ودعوا الرئيس المنتخب يقوم بدوره .. علينا ان نعطيه الفرصة للعمل فى اجواء هادئة ... لا لن نذهب .. هكذا كانت اجابتهم ..
وهنا تذكرت قصة واقعية من تاريخ حياتى المملوء تارة بالافراح واكثرها اطراح " لا داعى للبكاء ارجوكم"
فى طفولتى وقبل ان التحق بالابتدائية كنت اترك منزلنا فى وسط شبرا الجميلة وبعد استئذان والدتى اذهب الى منزل جدتى وكانت تبعد قرابة 20 دقيقة سيرا على الاقدام حيث كان منزلها بجوار كنيسة الشهيدة دميانة
هذا الشارع ذو الكثافة السكانية العالية ذو الغالبية المسلمة ولكنهم كانوا يحترمون الشهيدة دميانة حيث كان كاهنها قسيسا بتولا او ارملا لا اذكر... يقطن بحجرة صغيرة بجوار اجراس الكنيسة اعلى السطح
ولعل احترام او خوف الاغلبية الساحقة من هذه الكنيسة و كاهنها يرجع لعدة حوادث اذكر فى عجالة حادثين اثنين على سبيل المثال
كان يعيش رجلا سنيا " بضم السين" متعصبا بجوار هذه الكنيسة المتواضعة وكان الناس يطلقون علية لقب " عم او الحاج السنى" عنده عدد ليس بقليل من الاولاد ولا استطيع ان اجزم بعددهم ولا بعدد زوجاته ولكنك تري امام الكنيسة مجموعة من الصبية متقاربى الاعمار يلعبون ويتلفظون بالشتائم ويقذفون بالكرة قصدا او بدون قصد على شبابيك البيعة اضف الى هذا المضايقات التى كانت تتعرض لها الشابات اثناء ذهابهن للكنيسة ... اشتكى الابناء لابيهم الروحى ... صبر ابيهم الكاهن وانتظر ... وانا الان على يقين انة كان يبتهل بالصلاة من اجل هذا الرجل واولاده حتى يستطيع ابناء الكنيسة ان يذهبوا لكنيستهم بسلام وبلا مضايقات .. زادت الامور تعقيدا ... ارسل ابونا الكاهن للسنى شاكيا اولاد السنى لابيهم وقال له اولادك يقذفون رواد الكنيسة بالحجارة ويزيد هياجهم عند سماع دقات جرس الكنيسة ... لا اعلم ان كان الاب الكاهن قد ذهب للبابا القديس كيرلس السادس ام لا .. ولكننى اعلم ان السنى واولادة تمادوا فى قذفهم للكنيسة بل زاد عدد الرعاع المعتدين على الكنيسة
وضع السنى فوق بيته ميكرفونا عاليا للشوشرة على صلوات الكنيسة وكان يبدأ بالتواشيح بمجرد بدأ القداس ومازال السنى يضرب الكنيسة ووصل الامر انة ارسل شكاوى كيدية ضد الكنيسة لاجل اغلاقها ... وبالفعل ارسلت الداخلية احد الضباط وقام بتشميع الكنيسة بالشمع الاحمر بعد ان قام الضابط بطرد الاب الكاهن من منزلة فوق الكنيسة ووضع الضابط الشمع الاحمر على بوابة الكنيسة مهددا ومتوعدا الاقباط بألا يفكروا فى الصلاة بها من الان وصاعدا ...وبعد ان لصق شمعة الاحمر على ضفتى الباب وبعد ان وضع اختام الداخلية على الشمع الاحمر واذ بهذا الضابط يصرخ امام الجمع .. لقد علقت يداه او قل لقد حدث لة شلل تام والتصقت يديه على بوابة الكنيسة وتحول هذا الضابط الى طفل يبكى او فأر ام مخلب قط
صاح بأعلى صوتة .. اه ... يدي ... الاثنتين ..اه.. لا استطيع الحراك ... وبعد مخاطبة الكاهن .. يابونا ... ما ذا افعل ؟
رد الكاهن الواقف بجواره ... وقال ... انت لم تخطئ بحقى .. لقد اخطأت لها .
من هى ؟ صرخ الضابط من هى ؟
قال الكاهن انت اخطأت فى حق اميرة .. ابنة امير انها دميانة ... عليك بالاعتذار لها .. صرخ الضابط واين هى كي اعتذر ارجوك؟
قال الكاهن انت اخطأت فى حق اميرة .. ابنة امير انها دميانة ... عليك بالاعتذار لها .. صرخ الضابط واين هى كي اعتذر ارجوك؟
قال الكاهن ... انها موجودة داخل الكنيسة ..
رد الضابط لا يوجد احد بالكنيسة لقد اخرجتكم جميعكم وانت اخرهم
رد الكاهن لا لم تخرجنا جميعا انها بالداخل وعليك ان تتأسف على ما بدر منك .. انت ضابط وهى اميرة بنت امير عليك ان تقدم اسفك سريعا .. انا لا استطيع الحراك انا مشلول كيف اذهب للاعتذار وانا فى شلل كامل
رد الاب الجليل بكل هدوء سوف استسمحها بصفتى خادما لها ان تفكك على ان تذهب لها لتقديم اسفك ..
موافق موافق .. ارجوك اطلق يدى انى معلق وملتصق بالباب اريد ان اذهب لها للاعتذار عما بدر منى ...
صلى الكاهن صلاة قصيرة طالبا الصفح عما بدر من الضابط فتحركت يداه.. رفع الشمع .. فك الابواب .. دخل مكفهر الوجه مرتعش الابدان مزهولا مرتجفا.. وقدم اعتذاره ساجدا امام مذبح الشهيدة دميانة بابا دبلو بشبرا
حدث هذا ايام خدمة الاب المتنيح ابونا يوسف
اما عن ال... سنى فحدث انة تمادى فى هجومة على الكنيسة لفترة قليلة الى ان اصيب بحمى شديدة لازم الفراش وتطور المرض بهذيان وشلل نصفى واذ بالشهيدة العفيفة دميانة تظهر لة فى رؤيا وتقول لة اذهب واعتذر الى الكاهن وشعبى وسوف اشفع فيك من اجل شفاءك.... حمله ابناؤه وذهب شبه زاحفا على ركبتيه وخر ساجدا امام مذبح العفيفة دميانة طالبا الصفح والعفو والمغفرة عما بدر منة وتحول هذا السنى الى رجل اخر لا يستطيع ان يقول حرفا واحدا ضد الكنيسة
ويجدر بى ان احد ابناؤه وكان مؤذن لمسجد السنية بأحد شوارع شبرا كان صديقا لكاتب هذه السطور .. يأتى امام منزلى وينادى ... أ.سمير ... سمير .. أخرج له من الشرفة .. اهلا أحمد ..
عندك كام عدد من الكرازة ؟...يسألنى .. اقول له العدد ...
اما عن ال... سنى فحدث انة تمادى فى هجومة على الكنيسة لفترة قليلة الى ان اصيب بحمى شديدة لازم الفراش وتطور المرض بهذيان وشلل نصفى واذ بالشهيدة العفيفة دميانة تظهر لة فى رؤيا وتقول لة اذهب واعتذر الى الكاهن وشعبى وسوف اشفع فيك من اجل شفاءك.... حمله ابناؤه وذهب شبه زاحفا على ركبتيه وخر ساجدا امام مذبح العفيفة دميانة طالبا الصفح والعفو والمغفرة عما بدر منة وتحول هذا السنى الى رجل اخر لا يستطيع ان يقول حرفا واحدا ضد الكنيسة
ويجدر بى ان احد ابناؤه وكان مؤذن لمسجد السنية بأحد شوارع شبرا كان صديقا لكاتب هذه السطور .. يأتى امام منزلى وينادى ... أ.سمير ... سمير .. أخرج له من الشرفة .. اهلا أحمد ..
عندك كام عدد من الكرازة ؟...يسألنى .. اقول له العدد ...
يقول اعطهم لى كى اقوم بتجليدهم حيث كان يعمل بالمطابع .. احمد اخذ على عاتقه ان يجلد لى ولبعض خدام الكنيسة مجلات الكرازة ومدارس الاحد وكذلك مجلة مرقص كل 3 شهور او 6 أشهر يضعهم ويرتبهم بطريقة منظمة ويلصقهم بالترتيب ويغلفهم بغلاف مقوي او بغلاف من الجلد .
تركت بلادنا مصر وكان أحمد يعمل مؤذنا فى الجامع الخاص بالسنية وكان يجلد كتبنا ومجلاتنا الكنسية بأغلفة فاخرة واسعار زهيدة
وبعد هذه المقدمة عن الكنيسة
عودة لشارع الكنيسة ... طفل لم يناهز السادسة .. نحيفا فى قامتة ... سريعا فى لعبه وجريه مشاكسا ... ضاربا .. مضروبا... بالحجارة راميا..او مصابا .
اليوم اخذت مكانى فى الشارع ... انه يوما غير عاديا .. مع باقى الصبية ... اقرانى .. الذين تشاجرت معهم بالامس هم اصحابى اليوم ... لا ....انهم قالو لى لن نتشاجر اليوم... دعونا نلعب سويا ... تسامرنا ... اخرجنا الكرة " الشراب" ولعبنا ... اليوم لا خصام ولا شجار .... الى ان جاء لنا احد الرجال لابسا جلبابة الابيض منتعلا شبشبا ذو الاصبع او شبشب" زنوبة" كما يطلق علية البعض ... وبصوته الجهوري ...
تركت بلادنا مصر وكان أحمد يعمل مؤذنا فى الجامع الخاص بالسنية وكان يجلد كتبنا ومجلاتنا الكنسية بأغلفة فاخرة واسعار زهيدة
وبعد هذه المقدمة عن الكنيسة
عودة لشارع الكنيسة ... طفل لم يناهز السادسة .. نحيفا فى قامتة ... سريعا فى لعبه وجريه مشاكسا ... ضاربا .. مضروبا... بالحجارة راميا..او مصابا .
اليوم اخذت مكانى فى الشارع ... انه يوما غير عاديا .. مع باقى الصبية ... اقرانى .. الذين تشاجرت معهم بالامس هم اصحابى اليوم ... لا ....انهم قالو لى لن نتشاجر اليوم... دعونا نلعب سويا ... تسامرنا ... اخرجنا الكرة " الشراب" ولعبنا ... اليوم لا خصام ولا شجار .... الى ان جاء لنا احد الرجال لابسا جلبابة الابيض منتعلا شبشبا ذو الاصبع او شبشب" زنوبة" كما يطلق علية البعض ... وبصوته الجهوري ...
يلا ياض انت وهو منك له ... امش ياض من هنا ... ما زلنا نقذف بالكرة ولا نعير ادنى انتباة ... بقولك يابن .... يابن .... امشى من هنا روحوا العبوا فى داهية تانية . وقفنا بعد ان القى علينا بشتائمة كالقذائف ... ثم قررنا ان نلعب بعيدا ... ازحنا ملعبنا 3 او 4 بيوت ... قال لى احد الرفاق ولا يهمك ها نلعب يعنى ها نلعب ... الليلة عيد ومش ماشيين
لم افهم ... انا ما زلت صغيرا .. لا امى ولا جدتى قالتا لى ان الليلة عيد ... عيد اية ياض؟ سألت.
شوف الراجل اللى طردنا بيعمل ايه ؟ شوف.... قال صاحبى
بيفرش حصير على الارض فى الشارع ... والراجل التانى دة كهربائى جايب اللمبات الملونة علشان يعلقها من البيت ده للبيت ده رايح جاي رايح جاي ... شوف شوف اهوم بيعلقوا المكرفونات ... يالهو بالى ... اتنين على البلكونة دي واتنين فى وش الكنيسة واتنين ناحية الشارع الجديد" شارع أحمد حلمى" ... ياجدع .. والحصير بيتفرش من الناصية دي لحد الناصية اللى هناك ياجدع ... ياه ... دا احنا هانلعب للصبح مش قلتلك .. ولا يهمك ياض ... هانلعب.
الكهربائية شغالين ... والرجالة فرشت الحصير على الارض من الناصية للناصية ... قلعنا الشباشب والجزم... وبدأنا نعمل حركات بهلوانية على الحصير .. نجري بسرعة من بداية الناصية لغاية قرب النهاية ونقوم بعمل اكروبات وحركات بهلوانية .. صبية .. ساعدتنا لياقتنا ... خفتنا ... و براءتنا ..
الى ان خرج علينا الراجل ذو الجلباب والشبشب مرة أخري .. ياض يابن ... يابن .... الله يخرب بيت ام .... امشى يالا ...لحسن اطلع ....
العبد لله ينط على الرصيف ويضع أذرار بيجامته بين اسنانه منتظرا ردود الافعال ... نسكت سويا الى ان يدخل منزلة وسرعان ما نستأنف الجري واللهو
وقف اللعب انت وهو ... صاح احد الصبية ... سامعين ياولاد ... سامع ياض... المزيكا جاية .. مش قولتلكم .. ياه ياجدع .. دي باين عليها فرقة كبير أوي أوي أوي ...ياخبر ياجدعان .. اهم قربوا سامع ؟ سامع؟
نجري كلنا تجاة الصوت ... المزيكا جاية من ناحية الترعة البولاقية ... انها تتقدم ناحية شارع الكنيسة .. أننى أسأل أحدهم .. هم جاين على الحتة اللى كنا بنلعب فيها ... أيوه طبعا علشان تعرف ان شارعنا اجدع شارع فى الحتة
ها يقعدوا يضربوا مزيكة طول الليل .. اومال اية ياجدع مش قلتلك ... الليلة عيد
يزحف الركب الموسيقى رويدا رويدا موسيقى نحاسية وفرقة شبيهة بفرقة ابو الغيط او الفنون الشعبية .. رجال يرتدون الوان مختلفة .. خضراء وحمراء وبيضاء ... يرفع بعضهم اعلاما خضراء .. لا استطيع قراءة ما هو مكتوب على هذه الاعلام ... انا الان دون سن الابتدائية .. انا واقف بجوار الراجل الذى يتطوح يمينا ويسارا ... انا اسير بجوارة .. الفارق اننى اسير على الرصيف وهو تحته .. هو لا يرانى من هول رقصاته المتشنجة وهو مغمض العينين اما انا اسير مع اصحابى على الرصيف ... وصلنا الان لشارع الكنيسة .... وصل الراقصين امام الكنيسة بدفوفهم .. تزداد دقات طبولهم .. تزداد صيحاتهم وتكبيراتهم ... كانوا يسيرون بسرعة منتظمة .. الان هم واقفون ثابتون متشبثون بهذا المكان .. امام بوابة الكنيسة ... انا على الرصيف امام الكنيسة من الناحية المقابلة ... اتفوا ... هكذا فعل احد المنشدين ... تفل تجاة الكنيسة... والطفل دون السادسة مازال واقفا امام الكنيسة ... الطبول تزداد ضجيجا .. والتكبير يزداد نحيبا... والصيحات تزداد وتيرتها... وتسير المجموعة بتأن وببطء الى ان يصلوا الى المكان المعد بالحصائر ... ينضم اليهم الان من كانوا بالمنازل ... اصبح اعدادهم اكثر واكثر الان اصبحوا قرابة المائة رجل بعد ان كانوا حوالى 20 او 30 وقفوا جميعهم فى ثلاث صفوف بطول الشارع على الحصر ... صفا بجوار الرصيف واخر بمحاذاة الرصيف الاخر والثالث بينهما فى وسط الشارع ... الكل يهتز مع الموسيقى الصاخبة...الدفوف النحاسية الكبيرة والطبول والرجال يغمضون عيونهم ويفقرون ان صح التعبير هاتفين حى .. الله ... الله ...الله ... وتسمع بين الحين والاخر حي ... حي . الله حى وهكذا .. ومازالت واقفا على الرصيف ... شوف ياجدع الراجل بيخر " بضم الخاء" ميه وابنة جاء جنبه بيكلمة وهو مش شايفة ... ولا التانى .. شفت ياض الواد معدي على الرصيف والراجل بيفقر وبايده ضربة ياجدع ووقعه على الارض ... والموضوع لغاية دلوقت هيه ... فرجة ... هيصة
منتصف الليل الموسيقى تهدأ رويدا رويدا ... الى ان تصمت ... يجلس الجميع ... نحن ننظر ونترقب ... هما سكتوا لية ياض؟
هوووووس ياجدع ... ها يجيبوا العشا دلوقتى ... ياه ... عشا لكل الناس دي ... مين اللى ها يعشيهم ؟ هوش هوششششش ياض ... الاكل جاي دلوقتى ... هوس يا ..
ايوا ياض .. الراجل اللى كان بيشتمنا طالع وشايل حلة كبيرة اوي اوي " وسع حلة كانتين الجيش" اهوه ... يلا يارجالة بالهنا قالها الراجل اللى شتمنا... ووضع الحلة فى نص الشارع
يالهوي شايف ياض ... حلة تانية خارجة ... واحد تانى شايلها ... ياولاد الايه .. كل دي حلة .. قال احد اصحابى حلة وراء حلة وراء حلة امام جموع العازفين الراقصين العارقين الدايخين الهازلين
تلصص احدنا وجلس بقرابة الرصيف على ان يكون اما معهم اذا لم ينهره احد واذا قال له احدهم قوم ياض ايه اللى مقعدك هنا يقول له انا قاعد على الرصيف ... ومافيش مانع يقوله انا قاعد على رصيف الحكومة مش عاجبك الحكومة ؟.. والمفاجأة لم يقل له احد اى شئ ولم يطردوه ولم يشتموه كما كنا نتوقع مما اعطانا نحن" باقى الصبية" المترقبين ان نجلس خلسة ونبدأ معهم بالاكل ... الى ان استجمعت شجاعتى كى اجلس معهم ووجدت نفسى اقول لصاحبى اتاخر شوية ياض عاوز مكان جنبك ... اخذت مكانى وجلست .. وضعت اصابعى الخمسة كما كانو يفعلون " بشبه المغرفة" فى الحلة او الطاجن الذى امامى لم اجد شيئا ... صاح الرجل الذي يجلس امامى مناديا بصوت عالى ... عندك رز بلبن تانى لينا ؟ احنا ما خدناش ...الرز باللبن بتاعنا خلص وعندنا ناس كتير على الطاجن ده .... رد الراجل الذى كان بيشتمنا كل سنة وانتم طيببين ... الولية مراتى طبخت خماستاشر انجر رز بلبن وانتم خلصتوهم.... عليك بخير المرة الجاية وبعودة الايام وكل ذكر" بكسر الذال" وانتم بخير.. تركنا الرجل وهو يصيح ... وحدووووووه .... قام الراجل اللى كان جنبى ... وشتمنا كلنا وقال رواح ياض انت وهو يابن ... خلصتوا ام الانجر ... بتاعنا قبل ما نشبع.... العبد للة لم يذق لا الارز ولا اللبن من الانجر ..
تذكرت هذه الذكريات والقصص الطفولية بعد اعلان نتيجة السباق الرئاسة .
مهرجان السباق الرئاسى انتهى ... وولاد مرسى مازالوا يفترشون الارض فى الشوارع
وبناء على ما سبق
نصيحتى للرئيس الجديد من واحد فاهم وخبرة
ليكن القرار الرئاسى الاول .... من الدكتور مرسى لأبناء الحرية والعدالة والسلفيين
بسم الله ... بسم الشعب ... ايها الاخوة المواطنون اشكركم على تعبكم ومؤازرتكم لنا طيلة الفترة الماضية وعليه قررنا نحن رئيس الجمهورية انا محمد مرسي العياط بصرف واحد طبق ارز باللبن لكل مواطن موجود الان بميدان التحرير على ان يذهب الجميع لمنازلهم وأعد الجميع بأننى سوف أعيد صرف الزيت والسكر والبطاطس واللحم فى السباق الرئاسى القادم" بعد اربع سنوات" ان شاء الله وبعد الفوز سوف اصرف لكم الارز باللبن مرة أخري.... هذا وعد منى وبقرار من القصر الجمهوري وهذا القرار قد اخذته بعد مشاورات شوري الجماعة واوامر فضيلة المرشد وتوقيع وموافقة المجلس الاعلى للقوات المسلحة ..
سمير المطيعى
لم افهم ... انا ما زلت صغيرا .. لا امى ولا جدتى قالتا لى ان الليلة عيد ... عيد اية ياض؟ سألت.
شوف الراجل اللى طردنا بيعمل ايه ؟ شوف.... قال صاحبى
بيفرش حصير على الارض فى الشارع ... والراجل التانى دة كهربائى جايب اللمبات الملونة علشان يعلقها من البيت ده للبيت ده رايح جاي رايح جاي ... شوف شوف اهوم بيعلقوا المكرفونات ... يالهو بالى ... اتنين على البلكونة دي واتنين فى وش الكنيسة واتنين ناحية الشارع الجديد" شارع أحمد حلمى" ... ياجدع .. والحصير بيتفرش من الناصية دي لحد الناصية اللى هناك ياجدع ... ياه ... دا احنا هانلعب للصبح مش قلتلك .. ولا يهمك ياض ... هانلعب.
الكهربائية شغالين ... والرجالة فرشت الحصير على الارض من الناصية للناصية ... قلعنا الشباشب والجزم... وبدأنا نعمل حركات بهلوانية على الحصير .. نجري بسرعة من بداية الناصية لغاية قرب النهاية ونقوم بعمل اكروبات وحركات بهلوانية .. صبية .. ساعدتنا لياقتنا ... خفتنا ... و براءتنا ..
الى ان خرج علينا الراجل ذو الجلباب والشبشب مرة أخري .. ياض يابن ... يابن .... الله يخرب بيت ام .... امشى يالا ...لحسن اطلع ....
العبد لله ينط على الرصيف ويضع أذرار بيجامته بين اسنانه منتظرا ردود الافعال ... نسكت سويا الى ان يدخل منزلة وسرعان ما نستأنف الجري واللهو
وقف اللعب انت وهو ... صاح احد الصبية ... سامعين ياولاد ... سامع ياض... المزيكا جاية .. مش قولتلكم .. ياه ياجدع .. دي باين عليها فرقة كبير أوي أوي أوي ...ياخبر ياجدعان .. اهم قربوا سامع ؟ سامع؟
نجري كلنا تجاة الصوت ... المزيكا جاية من ناحية الترعة البولاقية ... انها تتقدم ناحية شارع الكنيسة .. أننى أسأل أحدهم .. هم جاين على الحتة اللى كنا بنلعب فيها ... أيوه طبعا علشان تعرف ان شارعنا اجدع شارع فى الحتة
ها يقعدوا يضربوا مزيكة طول الليل .. اومال اية ياجدع مش قلتلك ... الليلة عيد
يزحف الركب الموسيقى رويدا رويدا موسيقى نحاسية وفرقة شبيهة بفرقة ابو الغيط او الفنون الشعبية .. رجال يرتدون الوان مختلفة .. خضراء وحمراء وبيضاء ... يرفع بعضهم اعلاما خضراء .. لا استطيع قراءة ما هو مكتوب على هذه الاعلام ... انا الان دون سن الابتدائية .. انا واقف بجوار الراجل الذى يتطوح يمينا ويسارا ... انا اسير بجوارة .. الفارق اننى اسير على الرصيف وهو تحته .. هو لا يرانى من هول رقصاته المتشنجة وهو مغمض العينين اما انا اسير مع اصحابى على الرصيف ... وصلنا الان لشارع الكنيسة .... وصل الراقصين امام الكنيسة بدفوفهم .. تزداد دقات طبولهم .. تزداد صيحاتهم وتكبيراتهم ... كانوا يسيرون بسرعة منتظمة .. الان هم واقفون ثابتون متشبثون بهذا المكان .. امام بوابة الكنيسة ... انا على الرصيف امام الكنيسة من الناحية المقابلة ... اتفوا ... هكذا فعل احد المنشدين ... تفل تجاة الكنيسة... والطفل دون السادسة مازال واقفا امام الكنيسة ... الطبول تزداد ضجيجا .. والتكبير يزداد نحيبا... والصيحات تزداد وتيرتها... وتسير المجموعة بتأن وببطء الى ان يصلوا الى المكان المعد بالحصائر ... ينضم اليهم الان من كانوا بالمنازل ... اصبح اعدادهم اكثر واكثر الان اصبحوا قرابة المائة رجل بعد ان كانوا حوالى 20 او 30 وقفوا جميعهم فى ثلاث صفوف بطول الشارع على الحصر ... صفا بجوار الرصيف واخر بمحاذاة الرصيف الاخر والثالث بينهما فى وسط الشارع ... الكل يهتز مع الموسيقى الصاخبة...الدفوف النحاسية الكبيرة والطبول والرجال يغمضون عيونهم ويفقرون ان صح التعبير هاتفين حى .. الله ... الله ...الله ... وتسمع بين الحين والاخر حي ... حي . الله حى وهكذا .. ومازالت واقفا على الرصيف ... شوف ياجدع الراجل بيخر " بضم الخاء" ميه وابنة جاء جنبه بيكلمة وهو مش شايفة ... ولا التانى .. شفت ياض الواد معدي على الرصيف والراجل بيفقر وبايده ضربة ياجدع ووقعه على الارض ... والموضوع لغاية دلوقت هيه ... فرجة ... هيصة
منتصف الليل الموسيقى تهدأ رويدا رويدا ... الى ان تصمت ... يجلس الجميع ... نحن ننظر ونترقب ... هما سكتوا لية ياض؟
هوووووس ياجدع ... ها يجيبوا العشا دلوقتى ... ياه ... عشا لكل الناس دي ... مين اللى ها يعشيهم ؟ هوش هوششششش ياض ... الاكل جاي دلوقتى ... هوس يا ..
ايوا ياض .. الراجل اللى كان بيشتمنا طالع وشايل حلة كبيرة اوي اوي " وسع حلة كانتين الجيش" اهوه ... يلا يارجالة بالهنا قالها الراجل اللى شتمنا... ووضع الحلة فى نص الشارع
يالهوي شايف ياض ... حلة تانية خارجة ... واحد تانى شايلها ... ياولاد الايه .. كل دي حلة .. قال احد اصحابى حلة وراء حلة وراء حلة امام جموع العازفين الراقصين العارقين الدايخين الهازلين
تلصص احدنا وجلس بقرابة الرصيف على ان يكون اما معهم اذا لم ينهره احد واذا قال له احدهم قوم ياض ايه اللى مقعدك هنا يقول له انا قاعد على الرصيف ... ومافيش مانع يقوله انا قاعد على رصيف الحكومة مش عاجبك الحكومة ؟.. والمفاجأة لم يقل له احد اى شئ ولم يطردوه ولم يشتموه كما كنا نتوقع مما اعطانا نحن" باقى الصبية" المترقبين ان نجلس خلسة ونبدأ معهم بالاكل ... الى ان استجمعت شجاعتى كى اجلس معهم ووجدت نفسى اقول لصاحبى اتاخر شوية ياض عاوز مكان جنبك ... اخذت مكانى وجلست .. وضعت اصابعى الخمسة كما كانو يفعلون " بشبه المغرفة" فى الحلة او الطاجن الذى امامى لم اجد شيئا ... صاح الرجل الذي يجلس امامى مناديا بصوت عالى ... عندك رز بلبن تانى لينا ؟ احنا ما خدناش ...الرز باللبن بتاعنا خلص وعندنا ناس كتير على الطاجن ده .... رد الراجل الذى كان بيشتمنا كل سنة وانتم طيببين ... الولية مراتى طبخت خماستاشر انجر رز بلبن وانتم خلصتوهم.... عليك بخير المرة الجاية وبعودة الايام وكل ذكر" بكسر الذال" وانتم بخير.. تركنا الرجل وهو يصيح ... وحدووووووه .... قام الراجل اللى كان جنبى ... وشتمنا كلنا وقال رواح ياض انت وهو يابن ... خلصتوا ام الانجر ... بتاعنا قبل ما نشبع.... العبد للة لم يذق لا الارز ولا اللبن من الانجر ..
تذكرت هذه الذكريات والقصص الطفولية بعد اعلان نتيجة السباق الرئاسة .
مهرجان السباق الرئاسى انتهى ... وولاد مرسى مازالوا يفترشون الارض فى الشوارع
وبناء على ما سبق
نصيحتى للرئيس الجديد من واحد فاهم وخبرة
ليكن القرار الرئاسى الاول .... من الدكتور مرسى لأبناء الحرية والعدالة والسلفيين
بسم الله ... بسم الشعب ... ايها الاخوة المواطنون اشكركم على تعبكم ومؤازرتكم لنا طيلة الفترة الماضية وعليه قررنا نحن رئيس الجمهورية انا محمد مرسي العياط بصرف واحد طبق ارز باللبن لكل مواطن موجود الان بميدان التحرير على ان يذهب الجميع لمنازلهم وأعد الجميع بأننى سوف أعيد صرف الزيت والسكر والبطاطس واللحم فى السباق الرئاسى القادم" بعد اربع سنوات" ان شاء الله وبعد الفوز سوف اصرف لكم الارز باللبن مرة أخري.... هذا وعد منى وبقرار من القصر الجمهوري وهذا القرار قد اخذته بعد مشاورات شوري الجماعة واوامر فضيلة المرشد وتوقيع وموافقة المجلس الاعلى للقوات المسلحة ..
سمير المطيعى
0 التعليقات:
إرسال تعليق