.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأحد، مارس 03، 2013

هكذا تحدث رئيس كل المصرين

هكذا تحدث رئيس كل المصريين

محمد على ابراهيم

الأحد 2013/3/3 12:27 ص

للمصريين مثل عامى شائع هو " نقبك طلع على شونه " والمقولة تقفز إلى الذهن إذا أردت إيهام الناس بشئ ، ثم اكتشفوا انه بلا قيمة .. والمثل يرجع إلى فلاح حاول إقناع أهل قريته بأنه سينقب فى الأرض ليجد ثلاث مقابر لملوك الفراعنة كما أخبره الهاتف الذى جاءه فى الحلم ، لكنه بعد التنقيب لم يجد إلا شونة غلال قديمة !! المثل قفز إلى  ذهنى وأنا أنتظر ست ساعات لمشاهدة حوار الرئيس الدكتور محمد مرسى لقناة " المحور " ..

الدقائق مرت متباطئة وأنا متشوق لمعرفة تعليق الحاكم على ما يدور فى البلاد .. ثم تثاقلت الساعات وبدأت أبحث فى القنوات الاخرى عن خبر يفيد تأجيل الحوار فلم أجد ما يشفى غليلى .. وفى النهاية غلبنى النعاس .. شاهدته فى اليوم التالى وقالوا لى أنه أذيع فجراً .. وهذه إحدى مشاكل الأخوان مع الشعب .. ساعتهم دائما متأخره .. اللا مبلاه تغلب عليهم .. يحددون لك موعداً بتوقيت القاهرة .. ولا بأس أن يحضروا بتوقيت نيويورك .. نحن الرعية ولا يضيرنا لو أنتظرنا الحاكم بأمر الله .. أو لعل الرئاسة أرادت أجراء أختبار محبة بين المشاهدين قبل الأنتخابات .. فمن سهر وشاهد ، فاز بالفهم والتحليل ومن نام – مثلى – سقط فى الاستيعاب وهو ضد "شرعية الرئيس" ..

وبعيداً عن المشاكل التى قيل أنها السبب فى ظهور الحوار المبروك سواء كانت "فنية " أو لعرضها على رقابة المرشد العام فى المقطم أو أن خبراء المونتاج والبروتوكول كانوا يحاولون جاهدين أخفاء " تشويح " الرئيس بيديه ومعالجة مخارج ألفاظه " المنفلتة " ، أقول بعيداً عن هذا كله كان المفروض أن يكون هذا الحوار أهم مقابلة صحفية للرئيس المصرى نظراً لحالة الأشتعال والأنفلات الأمنى والأزمات الأقتصادية وايضاً لقرب موعد الانتخابات التى لابد أن تهدأ البلاد قبلها لنصل إلى الديمقراطية التى نسعى إليها..لكن الحوار للأسف جاء مخيبا للأمال والتوقعات .. وكان لابد أن تنطلق ماكينة التنكيت المصرية مثل " الشعب يريد فهم الحوار " أو " الشعب يريد مترجماً للغة الرئيس " وغيره ..

وسأضرب هنا امثلة لاجابات الدكتور مرسى على أسئلة عمرو الليثى .. فقد رد عن سؤال سرقة سيارات المواطنين وتثبيتهم بأن من يفعل ذلك مجرم !! لا يا شيخ .. والله كنت فاكره مدرس ألعاب !! لماذا لم تقل لـــ( الليثى ) ماذا ستفعل بهؤلاء المجرمين ؟ وكيف سيعود الأمن للمواطن مرة أخرى ؟

وعن رده على من يطالبونه بالرحيل قال هناك فرق بين من يقول " أرحل " كموقف ومن يقولها كرأى .. حد فهم حاجة !! وأستطرد ان تغيير موعد الأنتخابات سببه أن الرئاسة لم تكن تعلم شيئاً عن اسبوع الالام المسيحية وما يتخلله من أعياد !! هل نسيت يا سيادة الرئيس أننا كنا فى مدارسنا نأخذ يوم شم النسيم إجازة والأحد السابق له لأنه عيد القيامة ، أما التلاميذ والمدرسون الأقباط فكانوا يتغيبون أعتباراً من الأربعاء السابق لخميس العهد ؟! سيادة الرئيس أن محافظتك " الشرقية " بها عدد كبير  من الأقباطوالكنائس .. واجابتك تعنى للأسف أن هناك حوالى 10 ملايين قبطى مصرى خارج حساباتك !

ولما سئل الرئيس عن استخدامه لأصبعه فى تهديد الشعب فى الخطاب الذى أعلن فيه فرض الطوارئ فى مدن القناة الثلاث ، قال أنه كان يقصد البلطجية والخارجين عن القانون وليس الشعب ، وأن فرض الطوارئ جاء بناءٍ على طلب مواطنى المحافظات الثلاث ..

سيادة الرئيس أنت تستخف بذكاء المصريين ، فبورسعيد لم تنخدع " بالجزرة " الذى ألقيت بها لهم ، ولا سال لعاب المواطنين على تخصيص400مليون جنية لتنمية المحافظات الثلاث .. الناس تعلم أن خزانتك  خاوية ومشروعاتك وهمية والأستثمارات التى تتحدث عنها ليست سوى حديث عجائز بجوار المدافئ فى ليالى الشتاء .. أتحداك لو أستطعت أن تقول فى بور سعيد – إذا زرتها - أنكم انتم الذين طلبتم فرض الطوارئ .. هذا كلام خطير جداً .. ولو كان أحد مستشاريك قاله لك عليك طرده فوراً !! ثم من هم البلطجية الذين كنت تتوعدهم فى خطابك ؟ بالله عليك كن منطقياً .. هل كان جابر صلاح " جيكا " بلطجياً ، وهل الصحفى الحسينى ابو ضيف بلطجى ؟ هل من ماتوا أمام قصرك بالاتحادية كانوا بلطجية ؟ مهندس الأتصالات المسيحي الذى تم تعذيبه أمام الاتحادية من أهلك وعشيرتك هل كان بلطجياً ؟! الفتيات والسيدات اللائى تم التحرش بهن واهينوا من مليشيات الأخوان فى التحرير والأتحادية هل كن بلطجية ؟ ! وهل ال45 مواطناً الذين ماتوا فى بور سعيد بلطجية ومثلهم زملائهم العشرة فى السويس الذين لقوا نفس مصيرهم هل تعتبرهم خارجين عن القانون ؟ محمد الجندى ومحمد كريستى أكانوا أيضاً بلطجية ؟

لقد أعلنت يا سيادة الرئيس فى التلفزيون أن المولوتوف غلط ! إذن لماذا أستخدمتوه فى 28 يناير 2011 ؟ الضباط والعساكر الذين ذبحوا كالنعاج قبل عامين وتم حرقهم فى صناديق الزبالة ألم يكن ذلك إجرام يا سيادة الريس ؟! السجون التى تم أقتحامها من حماس وحزب الله وكتاب القسام ليطلقوا سراحكم منها ألم تكن هذه الأعمال بلطجة ! وعندما قتلتم اللواء البطران وغيره ألم يكن أنتهاكاً للقانون !؟ ألم يكن قتل جنودنا وهم يتناولون إفطارهم فى رمضان بمنطقة الماسوره على يد كتائب حماس " بلطجة "  ؟! أم أنك صدقت الأكاذيب التى تروجها مواقعكم بأن جيشنا الباسل هو من فعلها بأبنائه ؟ يا سيادة الرئيس لقد منح الأخوان البلطجية غطاءٍ سياسياً ، فهل تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؟!

يا سيادة الرئيس لقد قلت فى الحوار ردٍا على سؤال الليثى هل ستملك قطر قناة السويس (إن القناة مصرية وأحد معالمنا الهامة ) ! لماذا لم تنف صراحةٍ أنها ليست للتأجير أو للأنتفاع ! ما هى المشاريع التى تحدثت عنها فى سيوة والوادى الجديد والساحل الشمالى ومنطقة القناة التى ستحمل الخير لمصر أم انها غير مرئية لا يراها إلا "الأخوان" المكشوف عنهم الحجاب ! ألا تعرف تفاصيل مشروع واحد ؟ أم أنها مثل ال200 مليار دولار التى قلت أنها ستتدفق على مصر أثناء حملتك الأنتخابية ثم نسيتها لكننا ما زلنا نتذكر ؟! الظريف أن فضائية مصر 25 الأخوانية ظلت تمجد فى الحوار وتسهب فى عبقريته طوال الست ساعات التى أنتظرناها ، الأمر الذى دفع البعض إلى القول متهكماً أن القناة ومذيعيها يحللون الحوار لأنهم يرونه ويتابعونه نظراً لإيمانهم وتقواهم أما نحن الدنيويون فلم يتيسر لنا متابعته ..

والحقيقة أننى لا أعلم كيف يفكر الأخوان أو رئيسهم الذى لا يريد أن يرى الواقع..  فما زال يتحدث عن مؤامرات تحاك ضده وتحريض ومحاولة الأنقلاب عليه.. فى الوقت الذى يزداد فيه الأقتصاد سوءاً والخدمات سقوطاً ، يبرر الحاكم ذلك إلى أفعال المعارضه وإرث الماضى وفساد الدولة السابقة .. لا يقترب الأخوان ولا الرئيس من التشخيص الحقيقى وهو ندرة الكفاءات لدى الحكومة بالأضافة لسوء الأدارة وفشل سياستها .

الرئيس فى " حواره المعجزة " لم يتطرق لحل مشكلة واحدة رغم أن الانتخابات بعد شهرين .. لم ينجح فى وقف الأحتقان أو الأستجابة لبعض مطالب المعارضة .. الجميع يحذرون – بإستثناء القوى الأسلامية – من أن الأنتخابات ستزيد الشارع ألتهاباً .. ووزير الداخلية نفسه فشل فى الدفاع عن أتهام الشرطة بالعنف والتعذيب وأنها تحولت إلى أداة تأديب أخوانية ضد المتظاهرين .. الفضائيات تعرض يومياً نماذج من اهانات الشرطة للمواطنين بطريقة لا تختلف عن النظام السابق ..لقد ظل د.محمد مرسى طوال الحوار يؤكد ويفخر بأنه رئيس كل المصريين .. مع أنه يكيل بمكيالين فى أخطر ما يتعلق بحياتنا وهو القضاء .. فحكومته وقضاؤه يحيلون الفريق شفيق خصمه فى انتخابات الرئاسة السابقة للجنايات فى قضية أرض الطيارين وقد تكون أدلة الأتهام صحيحة ، لكن كان يجب فى الوقت نفسه عدم تجاهل بلاغات يتم تقديمها للنائب العام يومياً تتهم مسئولين فى الحكومة والداخلية بقتل متظاهرين وأحتجاز وتعذيب اخرين .. الصحفيون أيضاً فشلوا فى كل مطالبهم للنائب العام للكشف عن ملابسات قتل زميلهم الحسينى أبو ضيف .. إنه " إستعماء " مقصود عن كل المجرمين المتورطين فى أى أحداث اشتركت فيها مليشيات الأخوان .. لدرجة ان القضاء يغض البصر عن أتهام اشخاص بعينهم لأنهم يحظون بغطاء إخوانى ..

أيضاً رئيس كل المصريين قال أنه لن يستطيع أقاله النائب العام الحالى لأنه معين طبقاً للدستور القديم فسأله الليثى ولكنك أقلت قضاه المحكمة الدستورية (تهانى الجبالى مثلاً) وهم معينون طبقاً للدستور القديم أيضاَ .. ورفض الرئيس الأجابة بعد أن شعر بمدى التناقض الذى يمارسه فى حكمه .

يا دكتور مرسى أنت لست رئيساً لكل المصريين .. ولا يمكن أن تكون .. فأنت لا تعلم شيئا عما يعانيه الناس فى 27 محافظة .. ويبدو أنك ومكتب الأرشاد تجلسون فى غرفة لا ترون إلا أنفسكم ولا تسمعون إلا أرقامكم أو على الأصح أحلامكم ..

سيادة الرئيس أريد أن أذكرك بموقفك وأنت فى ميدان التحرير فاتحاً صدرك امام 250 الفاً من مؤيديك مقسماً أنك لن ترتدى قميصاً واقياً للرصاص لأن الشعب كله يحميك .. هل تستطيع ان تفعل ذلك الآن ؟ ولماذا توقفت عن أداء صلوات الجمعة وألقاء الخطب فى المصلين ؟

سيادة الرئيس طالما أنك مصر على أن ما يحدث ليس أزمة أو عصيان أو أحتجاجات وانما هو محاولات للأنقلاب على الشرعية أو التصدى للمشروع الأسلامى ، فلن يمكنك الزعم بأنك رئيس كل المصريين .. أنت رئيس أهلك وعشيرتك فقط الذين لا يرون من إزماتنا وآلامنا ومعاناتنا إلا قشرة طافية كقمة جبل الجليد ، وقريباً سيصطدمون بها وتكون الكارثة الكبرى لمصر .. فالقباطنة الذين يمسكون بدفه السفينة أو عجلة القيادة لا يصلحون ان يكونوا حتى " بمبوطية "   .    

الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أالقائمين عليه

0 التعليقات:

إرسال تعليق