.
الموقع هدفه الارتقاء بالفكر الرافى الحر والتواصل مع الانسان المصرى فى كل مكان ، ومع ذلك فالموقع غير مسئول تماماً من الناحية الأدبية والقانونية عما يُكتب فيه سواء من المحررين أو من أى مصادر أخرى

الأربعاء، ديسمبر 19، 2012

علاء الاسواني يكتب مرسي والشاطر وبقعة الدم










كتبت – شيماء عيسى
نشر الروائي المصري الدكتور علاء الأسواني مقالا مساء أمس بصحيفة "فرانكفورت الجمينا" الألمانية، وهو ما فتح باب الغضب عليه بعدد من صفحات التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بأنه هاجم الإسلام وقال أن الإسلام ليس هو الحل لأي من مشكلات حياتنا.
والحقيقة التي يؤكدها المقال المنشور بالصحيفة الألمانية، والذي ننفرد بنقله نصا  ، فإنه يبدأ باستنكار لخداع الجماهير بعبارات مثل الإسلام هو الحل في حين تدبر السلطة أشياء أخرى خلف ذلك الشعار ، وفق الكاتب، ويرسم الأسواني قصة متخيلة داخل قصر الاتحادية للرئيس مرسي والسيد خيرت الشاطر القيادي بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، حيث يتناقشان فيما يعم البلاد من غضب، ويفسران ذلك بأنه هجمة علمانية على الإسلام مطمئنين بأن الدستور سيمر وسيوافق عليه الناس لأنه مع الدين .
لكن الأسواني يلمح بقصته لبقعة دم على يد مرسي تذكره بأنه المسئول عن كل الشهداء الذين سقطوا بسبب قراراته ، بحسب الكاتب!

وبالعودة للمقال المنشور بالصحيفة ، فقد بدأ الأسواني بتخيل إفطار بقصر الاتحادية يجمع الزعيم محمد مرسي مع خيرت الشاطر، والذي يخبره بأن الأمريكان أبدوا الاستعداد لدعم مصر، أما فيما يتعلق بالداخل فشباب الجماعة قادرون على مواجهة أي اعتداء على الرئيس وقصره من قبل المعتصمين .

وقال مرسي : لم أكن أتوقع أن الإعلان الدستوري سيحدث كل تلك الضجة بالبلاد، فالمظاهرات وصلت لكل مكان، وهنا قاطعه خيرت : سيادتك نحن على حق وهم على باطل ! ولن نسمح للعلمانيين بأن يحكموا مصر بعد أن أعطانا الله هذه الفرصة، تعلم أن مصر تدخل الآن عصر الخلافة المباركة .

وتابع الشاطر : إنهم يقاتلون ضد شرع الله ، ونحن لن نتركهم ، فقط سنفعل ذلك على جثتنا ! وهذه الاضرابات يقودها بقايا نظام مبارك، مع عدد قليل من الأقباط والشيوعيين الملحدين  ، وسوف نفوز بالانتخابات والاستفتاء على الدستور ، فشعب مصر يريد الدين ، والدين في صالحنا !

هنا ابتسم الرئيس وتمتم : بالطبع بالطبع !

ثم بدا الغضب على الرئيس مرسي بسبب حرق أكثر من عشرين مقر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، في حين أن الشرطة متقاعسة عن حماية المقار . وهنا سأله مساعده خيرت الشاطر : هل تعتقد أن علينا استبعاد وزير الداخلية حاليا  ؟ فأجاب : لا ؛ فهذا العمل من شأنه أن يعطي انطباعا سلبيا عن أداء الحكومة حاليا ، وتنهد صامتا .

بعدها وجد الرئيس مرسي في يده بقعة دموية غريبة لا يتذكر سببها، فهو لم يجرح بكفه الأيمن قبل قليل، والغريبة أن بقعة الدم بيده لا تزال بالمطهرات ولا المياه الدافئة ولا عند الطبيب الذي أخبره أن تلك البقعة لا يمكن إزالتها فعلا ، فزاد انزعاج الرئيس وأجل لقاءاته بالجماهير لأنه لا يستطيع مواجهتهم بتلك البقعة في يده، وظل خلال اجتماعاته بالمسئولين في قصر الاتحادية وخلال تسجيل خطابه المتلفز يخفي يده اليمنى..

حين عاد الرئيس لمنزله، لم يستطع إخفاء البقعة الدموية عن زوجته بالطبع، فتركته وراحت تدعو له وتقرأ القرآن، وتطلب من الله الصفح، لكن الرئيس قضى ليلته يفكر في تلك البقعة وهل تكون مقدمة لمرض خطير، وكان حقا يخشى الموت في هذا التوقيت خاصة أن لديه خصوما يريدون تشويه سمعته ..

في الصباح وبعد أداء صلاة الفجر، التقى الرئيس ثانية بخيرت الشاطر، وقال له "أنا خائف الله سوف يعاقبني عن الناس الذين قتلوا" ، فرد خيرت : هم شهداء بالتأكيد خاصة أبناء الإخوان الذين قضوا نحبهم بلا ذنب ، فرد الرئيس : ولكني أشعر أنني السبب في ضياع حياتهم ، فرد خيرت : لكن قراراتنا كانت هامة لتعزيز قوتنا وإحباط العلمانيين الذين يعادون الإسلام ، وباغته بالسؤال : هل يتعين علينا أن نترك هؤلاء يستولون على السلطة ؟ !!

هز الرئيس رأسه بالنفي، واستدرك : بالطبع لا .. أنت على حق . والحمد لله أننا لسنا مثل الناس المتعطشة للسلطة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق