لا تصالُح
بقلم : أشرف روفائيل
لا
تصالُح لو منحوك الذهب
أترى حين
أفقأ عينيك ثم أُثبت جوهرتين مكانهما
هل
ترى …
هى
أشياء لا تشترى
لا
تصالح على الدم حتى بدم
لاتصالح لو قيل
رأس برأس
أ
كل الرءوس سواء
لاتصالح
لو توجوك بتاج الإمارة
لاتصالح…لاتصالح…لاتصالح
كان
هذا جزء من كلمات الشاعر الراحل أمل دنقل فى رائعته لا تصالح، قالها حينما شرع
الرئيس الراحل السادات فى مصالحة اسرائيل و إبرام معاهدة كامب ديفيد . والفرق كبير
بين مصالحة الدول ومصالحة الأصدقاء ؛ فمن الممكن أن يكون هناك مصالحة بين مصر و
إسرائيل دون تطبيع ولكن كيف ستكون مصالحة الأصدقاء بدون تطبيع ! فهل المصالحة بدون تطبيع مصالحة منقوصة ؟.....
نعم
يمكن أن يكون هناك مصالحة بدون تطبيع بين الأصدقاء ؛ فحينما لا تلتقى الطرق وتختلف
الأراء يجب أن يكون هناك مصالحة دون تطبيع .
ولم
َ لاننشد التصالح ! ففى التصالح صفاء ؛ فى التصالح كبرياء . وحتى إن كنت لم أخطئ
سوف أقدم إعتذار وأنا فى شموخ دون إنحناء ؛ حتى لو اضطررت لدفع الذهب ، حتى إن لم
تُثبَت الجوهرتين سوف أنشد التصالح.
حتى
لو لم آخذ رأس برأس ، نعم لأن كل الرءوس
سواء .
نعم
سوف أنشد التصالح حتى لو نُزع منى تاج الإمارة .
لأن
فى التصالح نقاء ، فى التصالح إرتقاء ، إرتقاء بالنفس والفكر .
فى
التصالح سلام داخلى يمنحك قوة وعنفوان .
قوة
تمنحك محبة الأخرين محبة حتى الأعداء .
قوة
تعطيك شموخ دون شروخ
قوة فيها إجلال لا إذلال .
قوة
فيها كبرياء دون اعتلاء
قوة فيها ضعف
الأتقياء .
قوة
فيها وداعة البسطاء
قوة فيها كرم
النبلاء .
قوة
فيها عظمة الملوك والأمراء
قوة فيها شجاعة المحاربين الأقوياء
.
قوة
تعطيك حكمة الحكماء
قوة تصفيك صفاء
الأنقياء .
قوة
تهبك مجد وثناء
قوة تجعلك تصفح وتغفر حتى للأعداء
.
ولذا
فأنا من هنا أقدم إعتذار لمن أساءوا فهمى ولمن أسئت إليهم دون قصد أو عمد مسببا
لهم إيلام أو إضرار ، آملاً أن تصلح الكلمات ما أفسدته أيضا الكلمات . لكن مصالحة
بدون تطبيع ...